يعج العالم الغربي بالعناوين البراقة التي تدعو الى الحرية والعدل والمساواة وحماية حقوق الانسان ورعاية الطفولة وحرية التعبير عن الرأي وكل ماله صلة بتأصيل المعايير والقيم الانسانية النبيلة ، بل ان فيض الاهتمام والرعاية تجاوز حدود البشر كما هو معلن ، لتطال قوانيين الانظمة الغربية حماية البيئة والمناخ والحيوان …
ونطلاقأ من هذه الاديولوجيا وتحت ذريعة نشر وحماية وترسيخ هذه المفاهيم دوليأ ، تغلغل الغرب تحت غطاء منظمات المجتمع المدني بعناوينها الخداعة و البراقة لتمتد اذرع الاخطبوط الغربي مطوقة اعناق الدول و ماسخة لقيم وعادات البشر ، مسوقة قيمها ومفاهيمها بالترغيب تارة والترهيب تارةاخرى ، متعكزة على حزم القوانين التي تشرعنها الأمم المتحدة ، وكأن الدنيا خاوية لا ارث حضاري فيها ولا منظومات قانونية واخلاقية حمت البشرية و ضبطت ايقاعها عبر الدهور .
فهذه مسلة حمورابي التي شرعت اول قوانين الدنيا ، وتلك حضارات بابل واشور وسومر واكد ، وذلك تاريخ مصر و حضارتها التي حيرت الالباب عن فك طلاسمها ، وتلك حكمة الهند وحضارة بلاد فارس وذلك الصين بنظمه العظيمة ، وهذه تعاليم انبياء الله وكتبه ، وهذا القرآن واعجازه، وهذا نهج علي وبلاغته ، و… و… والقائمة تطول عن ذكر ما لدى الشرق خصوصأ والبشرية عموما من نظم و علوم ومعارف لاتعد ولاتحصى .
ذلك كله تغافل عنه الغرب …
ليقدم للعالم على طبق من دم قيمأ ومفاهيم باطلة ومشوهه، مفاهيم حيوانية شيطانية لا يمكن ان تقبلها فطرة الانسان السليمة بغض النظر عن نظرة الاديان وتحريمه لها ، نعم الاديان بأجمعها أتت لأجل الرقي بالبشر، ورفعه عن مستنقع الرذيله والتسافل والانحطاط، ليعيش على فطرة الله ، وليسمو في عالم الصفاء والنقاء والعفة والشرف .
إلا ان الحضارة الغربية عبثت ايما عبث بفطرة الانسان ، لتسوق مفاهيم تكون الغريزة والشهوة اساسأ ومنطلقا لها، مفاهيمأ همها الاول تفكيك العائلة ، وتحطيم الاسرة ، وتخريب البيوت ، فتخطف الطفل من احضان امه بذريعة حمايته منها ..!! لتقول بعد ذلك ان الذكر ليس ذكر والانثى ليست انثى انما هناك مسخ جندري يجمع بين الحالتين علينا ان نتقبله او نكون مثله …!؟ وان الوليد لا يؤشر عليه ذكر او انتى انما يحدد الطفل جنسه الذي يريد كيفما يريد ..! فأي هراء وجنون وصل له الغرب .
ان البشرية تقف اليوم اجمع ، امام اخطر غزو ثقافي غربي شاذ، غزو يهدد وجود الانسانية وديمومة بقائها ، غزو له عواقب اجتماعية واخلاقية وسياية وصحية وخيمة لا يمكن استيعابها ، لذا اصبح لزامأ اليوم على الدول وعلى المؤسسات الاجتماعية والدينية والثقافية ان توحد جهودها عالميا وتشكل جبهات توعوية لا تحدها حدود، تدافع من خلالها عن الانسان، وتحمي العائلة، وتصون المجتمع من مايخطط الغرب له من دمار وتخريب فطري شامل ، وان هذه المنازلة لا محالة سيكون النصر فيها حليف فطرة الناس ، وحليف القيم الإنسانية النبيلة التي توارثتها البشرية جيلا بعد جيل ، وان هوية الانسان لا يمكن ان تمسخها ثقافة غربية شاذة تدعو الانحراف واللوطية .