سياسية

الشهادة عبور للتأريخ والجغرافيا

مركز تبين

الشهادة عبور للتأريخ والجغرافيا

الخطأ المتكرر الذي يقع فيه الطواغيت في كل عصر ومصر، هو اعتقادهم بأن قتل القادة يؤدي الى الهزيمة، وهو تصورٌ خاطئ يشبه تصورات البهائم التي لا تعرف الا لغة الافتراس، فتفترس ما تراه امامها، وهذا ما وقعت به اميركا غداة ارتكابها جريمة المطار، ومن يعرف سنن التأريخ لا يفعل ذلك، فالمعروف عند المقاومين اصحاب العقيدة ان الشخصية الملهمة تزداد تألقا بعد الاستشهاد، وتصبح اكثر قدرةً على الالهام والتأثير، والقائد الذي يستشهد تتسع مساحة حضوره زمانا ومكانا، ويصبح قائدا لاجيال عديدة بدل الجيل الذي زامنه، وقائدا لاهل بلده وبلدانٍ اخرى لم تره، ولو ان قائدا فذا مات حتف انفه على فراشه، فلن يكون اثره ابعد من حدود بلده وايام حياته، فالاستشهاد وسيلة الهية للتخليد وسعة التأثير..

(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (140-آل عمران)..

فان الله يتخذ من بعض عظماء الرجال والنساء شهداءً، اي رموزا تأريخية للهداية والتحشيد والتعبئة، عابرةً للزمان والمكان، وهذا ما تحقق في استشهاد القائدين المهندس وسليماني ورفاقهما، فقد اصبحوا نجوما تضيء في كل مكانٍ وزمان، ولو كان المعتدون يفهمون هذه الحقيقة لما اقدموا على ارتكاب هذه الجريمة.

قناة تبيين

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى