سياسيةعراقية

السياسي المخادع والشعب الطيب..!

الكاتب كاوه الجعفري

{يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}
صدق الله العلي العظيم سورة البقرة الاية (9)
( ان الدولة تشبه أبناءها، فلا نطمع بترقية الدولة إلا بترقية أبنائها ) الفيلسوف الحكيم سقراط
( الحاكم كالنهر العظيم تستمد منه الأنهار الصغار، فإن كان عذب عذبت، وإن كان مالحا ملحت) الفيلسوف الحكيم افلاطون
في عالم السياسة الواقعي يكاد يكون الكذب رديفا للسلطة وكأنك لا يمكن ان تقود إن لم تكذب على رعيتك وتضللهم لكي تسيطر على الأمور وتستمر في البقاء في السلطة وبمسوغ فيما بين الساسة يسمح بالكذب وقلب الحقائق اذ يعتبره البعض فلسفة ان تكذب كذبة مقنعة على رعيتك و من تحت امرتك من الضعفاء الذين ينتظرون منك القليل من الخير , فياترى هل هو قدر السياسيين و السياسة ان تبقى ساحة للكذب ؟ وأين ضيعنا قيم الاخلاق و الصدق والمصارحة ؟ هل حقا كل السياسيين كانوا زما زالوا يكذبون علينا ؟ بطرق متعددة ومقبولة, تُعَدُّ علاقة الكذب بالأسطورة علاقة إشكالية، وغامضة؛ وهو غموض نابع من غموض مفهوم الأسطورة نفسه؛ إذ يتداخل المفهوم مع الظواهر الدينية والثقافية ، والرموز الحضارية والشعبية والطقوس الاجتماعية والوطنية ، وغيرها من مجالات الدراسات يرتبط بموضوع التركيز على التوظيف السياسي للأساطير، وهنا نجد بإمكاننا التمييز بين نوعين من الاساطير : الأول أسطورة متوارثة عبر الحضارات السابقة يؤمن بها الشعب فعلًا على أنها حقيقة، والثاني تعمُّد صناعة الأكاذيب من أجل تحقيق أهداف أيديولوجية معينة . مثلا ان البعثيين الذين طبلوا لسنوات بالمة العربية و حماية بوابتا الشرقية لم يكونوا هم من صنعوا تلك الفكرة بل سوغوها لان لها مقبولية عند الشعوب العربية كذلك جعلوها بوقا لتثقيف الشعب العراقي المغلوب على امره والخاضع من ظلم العصابات من صراع سياسي الى اخر كذلك فلسطين عربية والقدس لنا وجيش القدس وما الى ذلك هم أي البعثيين جعلوها اسطورة لتمشية امورهم لسنوات وإقناع الشعوب بتلك الاساطير , شبيه الذي حصل مع النازيين حيث لم يكن لهم مقبولية بين الشعب الألماني الا باسطورة النازي و التمسك بها ونشرها . الناس العاديين والبسطاء قد يكونوا متعطشين لتلك الأساطير؛ فهم في حاجة إلى سماع قصص وحكايات عن ماضيهم البطولي سواءا العربي او غيرهم من الشعوب, الكثيرمن الامور يشتبه على المواطن لا يمكن التمييز بينها الا لذوي العقول النييرة وذوي البصائر السديدة والقادر على تحليل الاموربعقلانية , لان الشيء المؤلم في طبيعة عملية الصراع السياسي منها الايجابي ومنا السلبي وللاسف السلبي اصبح يتغلب على الايجابي عندا في العراق مثلا ان الصراع السياسي السلبي والعوامل التي يقوم عليها في السنوات الاخيرة بل في السابقة ايضا ، هو بروز قضايا يجدر التوقف عندها لاهميتها وتأثيرها في الواقع السياسي على المجتمع العراقي كافة سواءا في إقليم كوردستان ام في الوسط والجنوب ، منها العلاقة الدورانية بين شخصية السياسي المتخلف والمجتمع المتخلف. فالإنسان المتخلف سياسياً هو نتاج طبيعي من المجتمع المتخلف سياسياً ، وفي الوقت ذاته فإن المجتمع المتخلف هو ثمار وانجازمجموعة من المتخلفين ايضا . لذا فالفاشلون والفاسدون هم أصلا جزء من نتاج مجتمعاتنا للاسف لم يأتينا من الخارج ، ولابد من الإشارة إلى أن المقصود بالمتخلف سياسيا او بالعقلية المتخلفة والتي يتأثر بها المستقبل السياسي تأثيرا جذريا ويمكن ات تهلك الحرث و النسل . هو أن نمط تفكير الإنسان ونظرته للأمو ربصورة ضيقة وحصريا ، تتسم بالتخبط الفكري و السياسي والفوضوية والعشوائية وسوء الإدارة وانعدام التخطيط العلمي لصالح المجتمع و البلد , والارتجال والجمود الفكري وافتقار الحلول إلى الأسس المنطقية . فضلاً عن العجز عن التحليل الشامل والعجز عن الابتكاروالتطويرللمستقبل , في حين تنعكس القضية في حال الاعداد لمصلحته الشخصية وخدمة جيبه وممتلكاته وسمعته ظاهريا حيث يتم التفكير و التصميم و التخطيط بامتياز وايجابية وعقلانية ويتم دراسة جميع الجوانب للحيلولة دون ايقاظ الاعلام و المفكرين عن فضحه , حيئذ يظهر الفساد في المجتمع وتشيع المحسوبية بين أفراده دون عامة الناس . هذا اذا كانوا قلائل فكيف بنا اذا غلبت كثرتهم و اصبحت هذه الثقافة هي الرائجة والراجحة في البلد من شماله الى جنوبه فوسطه ؟ وهي المقبولة و المطلوبة من الذين يفدون الف وطن من اجل مصالحهم الفردية و الحزبية والسياسية وبعض الجهال المستخرفين بحجة نعطيهم ويمشون شغلتنا .
اليست هذه العملية هدم للقيم و المواطنة والخلق ؟ النكتة اللطيفة يوصي بعضهم بعض الجديدين للمناصب بالقول ( انت ماعليك همه ايجيبولك ) يا للهول و المصيبة اذا اين بكائنا على الحسين عليه السلام ؟ لماذا ندعي افتراءا على القديسين من ال البيت بالانتماء و الانتساب اليهم هل التدين و الالتزام الديني خداع و لعب على الله سبحانه ؟ حاشاه وهو القائل سبحانه ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ وقال ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾
والقضية الثانية المؤلمة، هي أن قوة الروابط الاجتماعية بين تلك الأفراد والجماعات هي أقوى من سلطة القانون. فالإنسان في المجتمع ،بهذه الحالة، يرتبط بدوائر اجتماعية عديدة متداخلة تحيط به وهذا الارتباط هو أمر طبيعي ، لكن الأمر الغير الطبيعي هو أن تكون قوة هذه الروابط داخل بعض الأحزاب أكبر من سلطة القانون في البلد ، بمعنى أن يكون الفرد خاضعاً لهذه الدوائر ومقرراتها وتنفيذ مبتغاعا واهدافها ولو كلفهم ذلك مخالفة الدين و القانون و المواطنة بل ولوا تكلف الوصول الى الغاية سفك الدماء والبكاء عليهم والمشي في تشييعهم ، بمعنى ينفذ تعليماتها وملتزم بواجباتها ومسؤولياتها أكثر من خضوعه للقانون والدستور والدين والعرف . أضف إلى ذلك يكون سلوك الفرد في هذه المجاميع والذي يعد مسؤول المستقبل لخدمة الوطن والمواطن المستضعف ذا سلوكاً تقليديا من غير فهم اتجاه المسؤول الحزبي او المتنفذ او القائد وحبهم له يتجاوز حدود الحب بلا دليل منطقي كما وهذه الروابط أو الدوائر او المجاميع و الاحزاب تستند وتتركز قوتها الى عدة نقاط من أهمها: العروبة والدين ،والمذهب و الطائفة، والعشيرة و المنطقة واحيانا القومية و الاموال . مثل مايحصل في البلدان العربية وما حصل في الاعوام السالفة مع الطاغية العفلقي في العراق والدليل على ذلك اعلانهم اثناء تردد الشعارات يتبين للعاقل ذلك , والقضية ثالثة، هي أن كل مجموعة من المجموعات المتصارعة على السلطة ، تدّعي أنها تمثل مكوّناً اجتماعياً بأكمله، لذلك فهي تتصارع وتتنافس بإسم مصلحة هذا المكوّن والدفاع عنه، لكن الحقيقة أن أولئك السياسيين الذين يمثلون هذه المجموعات يسعون إلى السلطة والمناصب باي طريقة كانت وجمع الناس وعرض الاكاذيب عليهم بطرق شتى من ابسطها الكذب و الخداع , حقا اذا فسد الزمان كسدت الفضائل وضرت ، ونفقت الرذائل ونفعت ، وصار خوف الميسر ، اشد من خوف المعسر ، ومن فساده ايضاً يتكلم المال ويسكت الحق ، ومن فساده ايضاً يصير اكثر الناس همهم بطونهم ، ودينهم دراهمهم ، لا بالقليل يقنعون ، ولا بالكثير يشبعون ، يقول افلاطون الحكيم في وصيته لارسطاطاليس وهي اعرف الله وحقه ، ولتكن عنايتك بالعلم والتعليم الصالح اكثر من عنايتك بغذائك يوماً بيوم ، لا تسأل الله عزوجل فيما لا يدوم لك نفعه ، فان كل المواهب منه ، بل يجب ان تسأله النعمة الباقية ابداً معك ، كن مستيقظاً ابداً فان علل الشرور كثيرة ، لا تهوى ما لا ينبغي لك ان تفعله ، لا ينبغي ان تهوى حياةً صالحةً فقط بل وموتاً صالحاً ، ولا تعد الحياة والموت صالحين الا ان تكسب بهما البر ، ليس الحكيم التام من فرح بشيء من هذا العالم وجزع لشيء من مصائيه ، آدِم ذكر الموت والاعتبار به ،
منه ، من فكر في الشر لغيره فقد قبل الشر من نفسه ، لا تسأل شريراً في حاجة ، فكر مراراً ثم تكلم وافعل فان الاشياء متغيرة، لا تحب الغضب فانه في العالم الأخير حكم ، كن محباً للناس ولا تسرع الى الغضب فيتسلط عليك بالعادة ، لا تؤخر انالة المحتاج الى غدٍ فانك لا تدري ما يعرض في غدٍ ، اذكر الميزان العدل واخضع للأدب فانك لا تدري متى الرحلة ، واعلم انه ليس في عطايا الله تعالى وتقدس شيء من الحكمة هو خير من معرفته الحقيقة ، كاف بالخير واصفح عن الشر ، تحفظ في كل وقت وتذكر وافهم امرك واعقله ، احبب الحكمة وانصت للحكماء ، ولا تقل قولاً لا ينتفع به ، ولتكن سيرتك مع الناس كلهم التواضع ، لا تستخف بأحد لتواضعه ، ما عذرت نفسك في فعله فلا تلم أخاك على مثله ، ينبغي لك أن تفعل الواجب من غير ان تحث عليه ، الزم في كل شيء العدل والاستقامة
أتمنى من التربويين تربية الأجيال وتثقيفهم لانهم جيل و قادة العراق الذين يخدمون امام العصر والزمان وخاتم الائمة (عج)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى