تسارعت وبوتيرة عالية واضحة للعيان وتصاعدت وبصورة مشاهدة وملحوظة وغير مسبوقة في هذا الزمان مختلف الأحداث العسكرية الدائرة في قطاع غزة وما شكلتها من كوارث إنسانية فضيعة لم يسبق لها مثيل في القرن الحالي على وجه التحديد بفعل الحرب الهمجية التي شنها كيان الإحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة الفلسطيني والتي دخلت شهرها الرابع بدون تحقيقها للأهداف المعلنة أو حتى المخفية من قبل قادة كيان الإحتلال، فقد أمتدت في التوسع والإنتشار بصور وأشكال عديدة وبخاصة لد دول محور المقاومة الإسلامية كأساليب داعمه ومساندة، فأشتعلت المظاهرات وأزدادت النداءات الشعبية في مطالبتها بإيقاف الحرب الإسرائيلية الإجرامية على الفلسطينيين والذين يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العريقي، ولهذا فقد تقدمت دولة جنوب أفريقيا والتي تفردت به عن بلدان العرب والمسلمين بالتقدم بدعوى الى محكمة العدل الدولية ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي بإرتكابه جرائم إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة وهو ما قبلته المحكمة الدولية والمتوقع النظر فيه يوم الحادي عشر من شهر يناير الجاري، والذي راح ضحية هذا العدوان الإسرائيلي أكثر من 22،500 الف شهيد وبحدود 55،000 الف جريح فارضآ للتهجير القسري بحق اثنين مليون مواطن فلسطيني كهدف واضح لجعله فرض يتحقق بأسلوب أو بآخر، جاعلين من قطاع غزة منطقة غير قابلة للعيش والسكن، فقد فاق التدمير ما نسبته 80% للمباني والمساكن ولكل ما يتصل للإنسان من مظاهر صالحة لإعادة الحياة.
ولهذا وللتأكيد وللمزيد من الوضوح وهو الواقع الصحيح والمعلوم لد الكثير والغير مخفي على أحد: أن ما قامت عليها السياسيات الأمريكية وتعاقب عليها جميع الرؤساء الأمريكيون كلها تتماشي في إطارها المتناسق والمخطط والمرسوم والذي تم إنشاؤه من أجل السير به ضمن برنامج ثابت معين وهدف موضوع يحقق من خلاله الكيان الصهيوني آماله وتطلعاته في التوسع على حساب أراضي الوطن العربي الكبير والذي هو ضمن كامل البرامج والسياسات للولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا فهي تضع كل امكانياتها وفي مختلف جوانبها تحت تصرف الكيان الإسرائيلي.
وهنا فقد أحدثت اليمن متغيرات عظيمة كان لحدوثها معالمها الكبيرة في أعادة البحار الى حاضنتها العربية بفعل قرار تأريخي إستراتيحي شجاع أعلنتها القيادة والقوات المسلحة اليمنية في مناصرتهم وإسنادهم للقضية الفلسطينية بكل الوسائل والإمكانيات الممكنة والمتاحه لنصرة ودعم وإسناد المستضعفين من الشعب الفلسطيني المظلوم، فمن قيامهم بالإستهداف المباشر بالعديد من الضربات الصاروخية البالستية والطائرات المسيرة لمواقع في مدينة ام الرشراش”إيلات” بفلسطين المحتلة الى الإنتقال بخطوات وفرضهم لمعادلات ردع قوية عديدة للكيان الإسرائيلي من خلال منع السفن الإسرائيلية من العبور من البحرين الأحمر والعربي يتوقف ذلك بإيقاف العدوان على غزة ثم الى الإنتقال بحصار الكيان من خلال المنع الكامل للسفن الإسرائيلية او من أي دولة كانت من التوجه للموانئ في فلسطين المحتلة الا برفع الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو ما مثل في كافة جوانبه شكله الإنساني والأخلاقي والذي أنضم معه في التأييد لمواقف لدول عده وتعالت الهتافات الشعبية في مختلف الدول العالمية بأتخاذ اليمن هذا القرار الإنساني والذي بتصورهم شكل أسلوب ووسيلة ضغط ناجحة وفعالة على الكيان الإسرائيلي.
وعلى هذا الصعيد الفعال الذي أحدثته اليمن في موقفها التأريخي لإسناد الشعب الفلسطيني شكله لأعادة التوازن الإستراتيجي في المنطقه والتي كانت البحار تحت هيمنة وسيطرة الغرب والأمريكان، ليتوالى وبإستمرار الفشل الأمريكي في إحداثه لمتغيرات جديدة كأساس لردع اليمن واليمنيين إنتقامآ منهم لمساندتهم الشعب الفلسطيني، فلا نجحت أمريكا بتشكيلها لتحالف عسكري قوامه عشرين دوله تقدمتهم السعودية والإمارات لإخضاع اليمن وشعبها وبحرب لتسعة أعوام وحصار كامل ومن مختلف الجهات والذي ما زال الى الآن، ولا بمختلف التهديدات الحالية والتي أعلنتها بإنشائها لتحالف عسكري دولي كبير تحت مبرر تأمين وحماية الملاحة البحرية وغرضه في الأساس حماية السفن الإسرائيلية، ليفشل هذا التحالف حتى من قبل إعلانه ولا حتى بقيامهم بالإعتداء على القوات البحرية اليمنية والتي أستشهد على إثرها عشرة مجاهدين لمحاولة ردع اليمن عن موقفه بحصار السفن الإسرائيلية، فكان لجهوزية الردود والمواجهة اليمنية بتأكيدها على ثباتها على الموقف المناصر والداعم للفلسطينين وإستمرارهم في تنفيذهم للعمليات العسكرية بإستهداف ومنع السفن الإسرائيلية من العبور او المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، مع تأكيداتهم المستمرة بإقتصار العمليات على السفن التابعة لكيان الإحتلال او المتجهة الى موانئه وبسلامة حركة الملاحة الدولية الى مختلف الجهات العالمية وهم مستعدون وعلى أكمل الجهوزية للمواجهة والردود العسكرية ضد أي عدوان على اليمن وشعبها.