
إدمان الإنترنت:
يعتبر الإدمان حالةً مرضيّةً تعني عدم القدرة على الفكاك من شيءٍ معين، فيكون هذا الشيء خارج حدود وإرادة الشخص، وفي هذا العصر يتعرّض العديد من الناس لمشاكل الإدمان ولعلّ أبرزها إدمان الإنترنت، والذي يعني طول الفترة التي يقضيها الشخص مستخدماً شبكة الإنترنت على اختلاف أهدافه وأغراضه، وتكون هذه الحالة مرضيّةً وغير طبيعيّةٍ بالمرّة، وأدى التطور التكنولوجيّ الكبير في وقتنا هذا إلى زيادة الإقبال على استخدام الإنترنت من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو من خلال الهواتف الذكية وغيرهــا.
إدمان الإنترنت هو مصطلح يستخدم لوصف الاستخدام المفرط للإنترنت، الذي يؤثر سلبا على حياة الفرد ويسبب له مشاكل نفسية واجتماعية وصحية. يمكن أن يشمل إدمان الإنترنت أنشطة مختلفة مثل تصفح الويب، والتواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، ومشاهدة المواد الممنوعة، والمزايدة على الإنترنت.
أسباب إدمان مواقع التواصل الاجتماعي:
تتضمّن سلوكيات المُدمنين عادةً صعوبة في التحكم بالنفس عند استخدام الشيء المدمَن عليه، والشعور بأعراض عدة نتيجة الانقطاع عن هذا الشيء، ومنها القلق والرغبة الشديدة في العودة إليه، لذلك فإن الشخص المُدمِن على مواقع التواصل الاجتماعي يتّصف بعدم القدرة على التوقف عن تصفّح هذه المواقع طوال اليوم لعدة أسباب، وفيما يأتي طرح لبعض منها:
1- الفومو (FOMO): ويقصد به الخوف من فوات الشيء كالاطلاع على الأحداث، أو الخبرات، أو التفاعل مع الآخرين، وهو دافع كبير لاستخدام الشبكة الاجتماعية.
2- الأنا: يحتاج بعض الأشخاص إلى منصّة لعرض أنفسهم، وتعدّ الشبكات الاجتماعية أفضل خيار لذلك، حيث وجد أنَّ 80% من المحادثات عبر الإنترنت تكون مليئة بمعلومات تفصح عن الذّات.
3- كيمياء الدماغ: أظهرت دراسة من جامعة هارفارد أن الحديث عن النفس عبر الإنترنت يحرّك المنطقة نفسها في الدماغ التي تتأثر بتناول مادة تسبب الإدمان، مثل الكوكايين.
4- التحقق من قبول الفرد اجتماعياً: وذلك من خلال الحصول على القبول أو الاستحسان من الأقران. وكذلك أظهرت الدراسات الحديثة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط بمشاعر العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وانعدام الأمن، والغيرة، وسوء تقدير الذات.
أسباب إدمان الإنترنت:
الشعور بالملل. الفراغ وطول الساعات التي لا يجد فيها الشخص أي أمرٍ مفيدٍ يشغل وقته به. الشعور بالوحدة والعزلة. الامتيازات التي يوفرها الإنترنت لمستخدمه، حيث يستطيع أن يجد فيه مختلف الأمور التي يحبها أو الجديدة بالنسبة إليه.
أعراض إدمان الإنترنت:
الساعات الطويلة التي يقضيها الشخص مستعملاً الإنترنت بشكلٍ يفوق ما يحدّده الإنسان لنفسه. الشعور بالضيق والاختناق والتوتر في حال عدم القدرة على الاتّصال بشبكة الإنترنت. الإحساس بسعادةٍ كبيرةٍ وغامرةٍ في حال عودة الإنترنت للعمل بعد انقطاعه خاصّةً لفتراتٍ طويلة. التكلّم عن الإنترنت وخدماته ومزاياه طوال ساعات اليوم وإدراجه في معظم الأحاديث اليومية. الانصراف عن أداء مختلف الواجبات الاجتماعية سواء على صعيد الأسرة أو الوظيفة لتخصيص الوقت لاستخدام الإنترنت. استخدام الإنترنت بشكلٍ طبيعي حتى في ظل وجود المشكلات الاجتماعية والأسرية. استخدام الإنترنت فور النهوض من النوم لرؤية الرسائل والأحداث الجديدة والصور والتعليقات المختلفة. عدم القدرة على مواجهة مشاكل الحياة وضغوطاتها وحلّها. الشعور بالخجل والانطواء والبعد عن الناس. المشاعر المختلطة بين الفرح والذنب.
نتائج الإدمان على الإنترنت:
بقاء الشخص وحيداً لا يعرف عن الواقع أي شيءٍ حيث ينفصل تماماً عنه. المشاكل الصحية مثل: آلام الظهر، والرقبة، والعيون. فشل العلاقات الاجتماعيّة المختلفة والزواج في مقدّمتها. قد يكون سببا لسوء الأخلاق وفسادها والعبث بها بسبب الاطلاع على ثقافاتٍ وحضاراتٍ غريبةٍ عن الشخص ومغايرةٍ عن تربيته وعاداته وثقافته.
علاج إدمان الإنترنت:
البحث عن المساعدة الجدية من أشخاصٍ مسؤولين وخبيرين قبل تفاقم الوضع وتدهور المشكلة بشكلٍ أكبر. الحصول على دعم وتشجيع العائلة والأصدقاء والأقارب المهتمّين بمصلحة الشخص. الابتعاد عن الدخول إلى شبكة الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة لتقليل ساعات استخدام الإنترنت، بسبب استخدام الإنترنت في هذا الوقت من خلال الهواتف. تحديد ساعاتٍ معيّنةٍ لاستخدام الإنترنت.
للتغلب على إدمان الإنترنت، يمكن اتباع بعض الخطوات، مثل:
- الاعتراف بالمشكلة والبحث عن المساعدة النفسية أو الطبية عند الحاجة.
- وضع خطة لتنظيم استخدام الإنترنت وتحديد الأهداف والمكافآت والعقوبات.
- البحث عن بدائل صحية ومفيدة لقضاء الوقت، مثل ممارسة الرياضة أو القراءة أو التطوع أو تعلم مهارة جديدة.
- تحسين العلاقات الاجتماعية والأسرية والعملية والمشاركة في أنشطة جماعية أو هوايات مشتركة.