الدول المستقرة والتي تحكم وتدار من قبل المؤسسات الدستورية الضامنة لكل حقوق مواطنيها، تكون المعارضة عامل قوة للبلد وليس عامل ضعف وتشرذم.
بلدان الدول العربية لازالت تحكم وتدار بعقلية حاكم واحد مستبد متسلط، يحكم وفق ارائه، وبما أن ملوك ورؤساء العرب معينين من قبل الدول الاستعمارية التي رسمت حدود الدول العربية ودعمت العملاء ليكونوا ملوك ورؤساء وأمراء وقادة، لذلك لازالت الأنظمة العربية تحكم بعقلية بالية بنفس طريقة حكم القبائل العربية في العصر الجاهلي.
عندما تستمع إلى اعلام دول الرجعية العربية وتقرأ مقالات فيالقهم الإعلامية، تجدهم يتكلمون عن الحرية والديمقراطية، وهم لازالوا يعيشون في أتون العبودية والذل ليومنا هذا، أحداث غزة الحالية جعلت دول الرجعية العربية يعيشون في حالة خوف من انتقال أحداث تؤدي لخروج مظاهرات أو وقوع انقلابات بسبب القتل المبرح الذي تعرض له أطفال ونساء غزة، مشاهد صور القتل المدمر بالتأكيد تترك آثار في قلوب غالبية الناس، بل مواقف الكثير من الدول الغير عربية كانت افضل مليون مرة من مواقف الدول العربية المطبعة، هناك دول في أمريكا الجنوبية وفي أفريقيا قطعت علاقاتها مع حكومة نتنياهو بسبب ماتعرض له أطفال ونساء غزة، الحرب طال أمدها، لذلك سوف تنتقل الأحداث إلى دول عربية أن استمر القتل المبرح الغير مبرر، القصف الجوي والمدفعي لايميز بين من كان مقاتل مع حماس أو مابين طفل وامرأة، يمكن اتباع طرق أخرى كعقوبات دولية ضد منظمة حماس لاجبارها على القبول في حلول سياسية وليس في استخدام أسلوب الأرض المحروقة في إبادة وقتل المواطنين المدنيين العزل.
مشكلة الشعب الفلسطيني تتحملها كل دول العالم العظمى، يفترض تنفيذ القرارات الاممية في تقسيم فلسطين لدولتين، ومثل ما العالم معترف في إسرائيل كدولة يفترض يعترفون في الدولة الفلسطينية على أراضي عام ١٩٦٧ وينهون هذا الصراع الذي كلف شعوب العرب مثل الشعب العراقي والسوري والبناني واليمني والليبي والجزائري ملايين الشهداء، وتسلطت علينا أنظمة قومية مجرمة بعثية اضطهدتنا في ابشع الطرق.
وجود دولة فلسطينية يغلق كل الأبواب بوجه الدول القومية ودول الرجعية العربية وينهي مسلسل الحروب والصراعات، مطلب السلام عامل مهم للجميع، لكن هل القوى اليمنية الصهيونية المتطرفة تقبل بالحلول، بالتأكيد لا، طبيعة المتطرفين يرفضون الحلول.
لذلك الفلسطينيون ضحية لتقاعس دول العالم في اعطائهم دولتهم على أراضي حزيران عام ١٩٦٧.
يحاول الإعلام السعودي المطبع تحميل القوى المقاومة مسؤولية احتلال فلسطين وضياعها، رغم أن عبدالعزيز آل سعود وصل إلى حكم الجزيرة العربية وسميت في اسم عائلة ال سعود كانت ضمن تنازله عن فلسطين لليهود، فكيف الإعلام السعودي يحمل القوى الفلسطينية مسؤولية ذلك.
البشرية اليوم تشاهد بالصورة والصوت الضحايا في غزة هم المواطنين الفلسطينيين المدنيين الابرياء، الذين اصبحوا أهداف سهلة إلى صواريخ الطائرات وقذائف المدفعية والدبابات.
احلى شيء عندما تقرأ لفيالق الإعلاميين بدول الخليج، تجد كتاب سعوديين يكتبون، لا أحد في العالم يستطيع المزايدة على الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية، ههه هههه شر البلية مايضحك، اليوم السعودية علاقتها باتت واضحة وثبت أن نتنياهو صديق إلى العائلة السعودية الحاكمة، المطلوب من القادة السعوديين الحديث مع صديقهم نتنياهو ويطلبون منه إيقاف إبادة أطفال ونساء غزة بعيدا عن الهراء، الجامعة العربية بزمن سيطرة الدول البعثية والناصرية اختاروا منظمة التحرير بزعامة الشقيري قبل عرفات لتكون منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير دعمتها الدول البعثية والقومية، وكل دولة دعمت فصيل فلسطيني. دول الرجعية أيضا دعمت عرفات مادياً، وأصبح الفلسطينيون فصائل في أيدي الدول العربية المتناحرة، ولعبوا بهم لعب مثل كرة القدم، كانت الفصائل الفلسطينية بغالبيتها العظمى مدعومة من الدول العربية البعثية والقومية ولاتوجد فصائل فلسطينية تعمل مع دول الرجعية العربية بسبب مواقف تلك الدول مع الناتو حلفاء الصهاينة، الدعم الخليجي كان مادي لا اكثر، الرفيق أبو نضال صبري البنا كان حبيب البعث العراقي ومعمر القذافي، فئات أخرى تعمل مع البعث السوري.
المشكلة الحقيقة أن ياسر عرفات ذهب للسلام دون ان يلزم الأمم المتحدة بنشر قوات دولية على كامل أراضي فلسطين التي احتلت عام ١٩٦٧ فهو ذهب برجليه إلى الضفة اعتقادا منه انه يتم إعطائه كل ارضه، النتيجة الجنرال شارون لعب به لعب، هدم عليه داره بالشفلات، جعل مقر الرئيس عرفات مثل حفرة جرذان، منع عنه المياه بحيث عندما يذهب ياسر عرفات إلى المرافق الصحية كان يستخدم طرق السلف الصالح في الاستنجاء بالحجر بدل عن الغسل في المياه، بالاخير الجنرال شارون دس اليه سم جرذان أو فئران عن طريق عقيد فلسطيني قيل أنه محمد دحلان وتم إخراجه من حفرته المدمرة لينقل إلى فرنسا وزاره الرئيس الفرنسي ليعلن أن وضع عرفات خطير، بعد عدة أيام مات عرفات، ووصل الرفيق ابو مازن محمود عباس واستمر الوضع على حاله، لا دولة فلسطينية ولا امان وعمليات الاغتيالات مستمرة في الضفة، وحماس سيطرت على غزة وحكمتها ولم تقوم القوات الإسرائيلية في اقتحام غزة مثل ما تقوم بالضفة وتنفذ عمليات اغتيالات بشكل مستمر لعناصر فلسطينية، في هذا العام قبل أحداث السابع من أكتوبر تم اغتيال ٢٠٠ فلسطيني بالضفة الغربية ضمن أراضي سلطة محمود عباس، بينما في غزة الوضع مختلف لم تحدث عمليات اغتيالات.
منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني لاخلاف حول ذلك، لكن بعد عودة منظمة التحرير إلى الضفة، تم السماح بعودة ١٢٠ الف فلسطيني مع عرفات أسس بهم مؤسسات السلطة الفلسطينية، لكن بما ان القانون الفلسطيني يسمح في تأسيس حركات واحزاب، باتت السيطرة والغلبة للاحزاب الإسلامية الفلسطينية، وهذا لايعني ان هؤلاء ليسوا من الشعب الفلسطيني وليسوا ضمن القوى الفلسطينية المنطوية مع منظمة التحرير، أجروا معهم انتخابات وشكلوا حكومة مشتركة بين حماس ومنظمة التحرير، الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في اي حكومة فلسطينية، من اشترك حماس ومنظمة التحرير.
الإعلام الخليجي يحاول القول أن المقاومة الفلسطينية خارج سلطة منظمة التحرير مثل القوى المقاومة بالعراق ولبنان، وهذا هراء وسفاهة، السعودية ليس لها دستور حاكم، بل الملك وعائلته لهم كل مناصب الدولة السعودية، بينما في لبنان والعراق يوجد دستور يضمن مشاركة الكوردي والسني والشيعي والمسيحي والدرزي وو…الخ، حتى القوى المقاومة على سبيل المثال قوات الحشد تشكلت للتصدي لانقلاب داعش عام ٢٠١٤ وأصبحت ضمن القوات الأمنية العراقية، زج الحشد من قبل الإعلام السعودي يعود لأسباب طائفية واضحة.
يفترض بالأجهزة الاستخبارات والمخابرات العراقية أعداد ملفات للحكومة العراقية ويتم إرسال الملفات عن طريق الخارجية العراقية إلى السعودية وتسليمهم مقالات الكتاب والاعلاميين السعوديين الذين يتهجمون على الشيعة العراقيين وعلى القوات الأمنية العراقية التي هزمت داعش، حقد السعوديين على القوات الأمنية العراقية لأن هؤلاء الرجال قتلوا مئات الإرهابيين الوهابيين السعوديين في معارك تحرير العراق من داعش، نعم هذا هو السبب الحقيقي.