شؤون اقليمية

مركز بحثي إيراني يرصد .. سياسات “ أبوظبي” الإقليمية في “ليبيا”

محمد رضا محمدي / مؤسسة الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي الإيرانية

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

لم تنحسّر موجات العنف في المدن الرئيسة بعد إنتهاء الحرب الأهلية؛ في تشرين أول/أكتوبر عام 2011م؛ بحسب ما استهل “محمد رضا محمدي”؛ الجزء الثاني من مقاله التحليلي المنشور على موقع مؤسسة (الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي) الإيرانية.

بداية الحرب الأهلية الثانية..

ثم سّيطرت ميليشيا (زينتان) على المطار الدولي جنوب “طرابلس”، وفشل انتقال الحكومات الضعيف بالفترة: (2011 – 2014م)، من اخضاع الجيوش المنتصرة، وبالتالي اشتد الصراع على السلطة في العاصمة؛ نتيجة الخلافات بين القوميين والإسلاميين.

وأفضت المناوشات إلى حرب أهلية ثانية في صيف 2014م، حين بدأت الحرب بين “طرابلس” والميليشيات المعادية، وانتصر تحالف (فجر ليبيا) بقيادة الجماعات المسّلحة في “مصراته”. ونجح التحالف في السّيطرة على مطار العاصمة الدولي؛ في آب/أغسطس من العام نفسه، وتمكن من طرد القوات الإماراتية بالوكالة.

لذلك تحولت “الإمارات” إلى أهم حليف للجنرال “حفتر”؛ وحصلت قواته على تجهيزات ومعدات عسكرية من “الإمارات”، كبديل عن ميليشيا (زينتان).

الدعم الإماراتي لـ”حفتر”..

وأنشأت “الإمارات”؛ للجنرال المتقاعد، قاعدة جوية شرق البلاد؛ حزيران/يونيو 2016م. وقيل إن القوات الإماراتية الخاصة تدخلت في عمليات القتال التي قادها “حفتر” وزودت أمراء الحرب بشكلٍ رئيس بالأسلحة والمعدات الحديثة كالطائرات الهليكوبتر الهجومية، ووسائل النقل المدرعة، والمُسّيرات الحربية، والصواريخ المضادة للطائرات، وهذا موضع تساؤل وفقًا للقوانين الدولية؛ حيث دخل قرار “الأمم المتحدة”؛ بشأن حصر إرسال السلاح إلى “ليبيا” حيز التنفيذ؛ في شباط/فبراير 2011م، و”الإمارات”، تجاهلت هذا القرار منذ البداية.

ميدانيًا واجه الجنرال “حفتر” الكثير من المشكلات والعقبات التي حالت دون تحقيق أهدافه. واتضح سريعًا أن الجيش الوطني الليبي مجرد تحالف شبه عسكري ونفوذ محدود. وعليه استغرق قوات الجنرال؛ حتى شباط/فبراير 2016م، لتحقيق أول نجاح على الإسلاميين الأقوياء في “بني غازي”. وفشل حتى تشرين ثان/نوفمبر 2017م، من هزيمة المعارضين، وكان مدين في انتصاراته للدعم الجوي الإماراتي.

الموقف الأميركي..

ورغم هذه المشكلات بدا أن “الإمارات” ضاعفت؛ في العام 2017م، معداتها العسكرية إلى “حفتر”؛ وربما كان أحد الأسباب أن إدارة؛ “دونالد ترامب”، قلما كانت تنتقد عمليات “أبوظبي”؛ في “ليبيا”، بالمقارنة بالإدارة السابقة؛ حيث حالت “الإمارات ومصر” وإدارة “باراك أوباما”؛ دون حل الصراع الليبي بالوسائل السياسية.

وفي الكثير من الأحيان كانت “الأمم المتحدة” تنتقد؛ على خجل، التجاوز الروتيني لـ”الإمارات” التي كانت تتجاهل القوانين في بعض الأحيان.

في المقابل لم تبدي إدارة “ترامب” أي اهتمام بهذا البلد الإفريقي، في حين دعمت وبشكلٍ رسمي حكومة الوحدة ورئيس الوزراء؛ “فيض السراج”، الذي حصل على اعتراف رسمي من “الأمم المتحدة”؛ آذار/مارس 2016م.

وعليه فقد كان من المثير للدهشة أن يصف “ترامب”؛ في نيسان/إبريل 2019م، سياسات “الولايات المتحدة” في “ليبيا”: بـ”الفاشلة”، وأعلن في بيان دعم “البيت الأبيض” هجوم “حفتر” على “طرابلس”.

ووفق التقارير المنشورة؛ فقد حث وفقًا لتقارير صحافية، ولي عهد “أبوظبي” نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية آنذاك؛ “محمد بن زايد”، الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترامب”، في اتصال هاتفي على اتخاذ إجراء.

وقبل ذلك لم يكن “خليفة حفتر” يعبأ بـ”الولايات المتحدة”، واستفاد من زيادة المسّاعدات المصرية والإماراتية منذ العام 2017م، في السّيطرة على مدن “سبعا” و”اوباري”؛ جنوب وجنوب غرب “ليبيا”، في كانون ثان/يناير وشباط/فبراير 2019م.

وبعد فقد كان من المنطقي أن يبدأ التقدم في “طرابلس”؛ نيسان/إبريل من العام نفسه. ويبدو أن الجنرال كان قد راهن على الخلاف بين الميليشيات في العاصمة، لكنهم انتصروا عليه ونجحوا في تنفيذ هجوم مضاد وإجبار الجيش الوطني على التراجع.

وبعد ذلك قدمت “روسيا” المزيد من الدعم وأرسلت قوات إلى “ليبيا” الأمر الذي ساعد قوات “حفتر” على التقدم مجددًا خريف العام 2019م. لكن ونتيجة التدخل التركي الداعم لـ”حكومة الوحدة الوطنية”؛ في نيسان/إبريل 2020م، في تراجع قوات “حفتر”، التي أصبحت في مأزق كبير.

وبالنهاية أعلن الجنرال “خليفة حفتر”؛ شباط/فبراير 2021م، بعد اجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي الجديد، دعم عملية السلام وإسدال الستار على عقد من الاضطرابات والفوضى في “ليبيا”، وبالتالي توقفت بالفعل الحرب الأهلية الليبية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى