شؤون اقليمية

العرب قلقون من نهاية حزب غزة

  نعيم الهاشمي الخفاجي

هناك حقيقة أن الجامعة العربية كانت مسيطر عليها من قبل القوى البعثية والناصرية من القوى القومية، وبعد سقوط الأنظمة البعثية والناصرية، وخاصة بعد تهيكل السوفيت، قامت السعودية وبقية دول الرجعية العربية من دول الخليج، بالسيطرة على الجامعة العربية، واستطاعت الأموال الخليجية من الاستفادة من تنظيم حركة الإخوان المسلمين المتوهبين في تدمير واسقاط واضعاف غالبية الدول الجمهورية العربية التي حكمها العسكر، بحقبة الربيع العربي،  وأصبحت الدول القومية العربية تأن من جراح الصراعات الداخلية، وأصبحت أضعف الدول بالمنطقة والعالم.

 حرب غزة الدائرة هي مطلب عربي سعودي إماراتي أردني ومصر لحد ما للقضاء على حركة حماس، مطلب القضاء على حماس مطلب عربي أكثر من أنه مطلب صهيوني.

 أنا شخصيا أتابع ماتكتبه الصحافة الخليجية، واشاهد قنواتهم الفضائية بشكل يومي، غالبية كتابهم البارزين يكتبون مقالات صحفية يتحدثون كيف تنتهي حرب غزة.

هذا العنوان مهم، لكي نتابع مايكتبوه، هؤلاء الكتاب ، يتبعون أسلوب الكذب للهروب من قول الحقيقة التي هم يعوها ويعرفونها بشكل جيد، لأنهم مرتبطين في أنظمة مرتبطة بدول الاستعمار، يتحدثون عن كيفية إنهاء حرب غزة، لأنه حسب قولهم القضية بها غموض، بالتأكيد إسرائيل لأول مرة تخسر أعداد كبيرة من الضحايا تجاوز ١٤٠٠ فأكيد الرد على ذلك يكون رد قوي ويتم استهداف غزة بشكل مدمر، الإعلام الخليجي يروج لفكرة تتبناها انظمتهم الخليجية بالسر، حول ان نتنياهو لديه خارطة طريق جديدة، بالقضاء على حماس بشكل نهائي، ويتم تغير الواقع السياسي في غزة.

شيء طبيعي أن نتنياهو، بعد هول صدمة هجوم حماس في صبيحة يوم السابع من أكتوبر الماضي أن يهدد ويقول  المنطقة بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لن تكونَ مثل قبله، شيء طبيعي يقول ذلك لابراز قوته أمام شعبه، الذي عاش الصدمة، من المؤكد الدول الغربية إذا تمكنت أسرائيل من القضاء على حماس وترحيلهم من غزة فهم بقمة السعادة، لكن هل يتمكنون من ذلك، بكل الأحوال شعب غزة يعيش في أزمة إنسانية سيئة، ويخوضون حرب عسكرية غير متكافئة، بظل موافقة عربية وإعطاء الضوء الأخضر إلى الإسرائيليون في تحقيق هدفِهم في القضاء على حماس، اعتقاداً منهم ان ذلك يخدم عملية التطبيع والسلام الدائم، يعتقدون خروج حماس من غزة سوف يجلب الأمن والاستقرار، الواقع على الارض ياسر عرفات ذهب وفق اتفاق أوسلو على حل الدولتين وبعد مضي ٢٩ سنة على عودة عرفات للضفة الغربية لم يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة المنزوعة السلاح وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بحل الدولتين، ولو وجد حل الدولتين لما رأينا وجود حماس ولا غيرها، القضاء على قادة حماس لايعني القضاء على حماس بالوسط الشعبي الفلسطيني، ولم ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اتذكر بعام ١٩٩٤ عندي صديق مسيحي لبناني شكله يوحي انه كان في الأحزاب المسيحية اللبنانية التي تقاتلت في لبنان، دار بيني وبينه حديث، قال لي أوضاع المنطقة لا تبشر بخير، فقد فاز نتنياهو، في الانتخابات واخذ تعهد على عدم إعطاء الفلسطينيين دولتهم، منذ عام ١٩٩٤ وليومنا هذا شغل نتنياهو رئاسة الوزراء دورات عديدة متعددة، ويمثل حكومة يمينية ترفض حل الدولتين، فهو ضد مشروع السلام، وعمل على تعطيل وإفشال كل مبادرات حل الدولتين.

‏دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام كتب مقالا قبل أيام في نيويورك تايمز، فسر فيه موقف بعض الحكام العرب الذين تواصل معهم مما يجري في غزة هذه أقوى عبارة فيه، إسرائيل ليست وحدها من تعتقد أنه يجب هزيمة حماس،فعندما تحدثت إلى مسؤولين عرب في كافة أنحاء المنطقة ممن أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه يجب تدمير حماس في غزة،

لقد قالوا لي ذلك في الخفاء بينما كانت مواقفهم العلنية مختلفة تمامًا.

باختصار هناك شراكة ورغبة رسمية عربية واضحة في تشجيع إسرائيل للقضاء على حماس وتهجير أهل غزة، وضمهم إلى محافظة شمال سيناء المصرية.

 لذلك لم نشاهد لدى الحكومات العربية رغبة حقيقية لمطالبة في إيقاف حرب غزة، كلام دينيس روس صحيح وأنا أثق بكلامه بنسبة مليون بالمئة.

بكل الاحوال ربما تشهد الأيام القادمة اتفاقات لوقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات بضمانة مصرية، انا على يقين سوف يتم إيقاف إطلاق النار، لأن هناك رأي عام عالمي شعبي يطالب بوقف مذبحة الأطفال والنساء.

في الختام، عندما تقرأ تغريدات رؤوس الإخوان وبشكل خاص إعلامي قناة الجزيرة القطرية أصحاب ابن لادن والظواهري أمثال احمد منصور ينعقون ليل نهار لماذا القوى الشيعية لاتتدخل بالحرب، وألسنتهم طوال، بينما لايحركون ولاكلمة ضد تصريحات زعيمهم أردوغان الذي يملك اكبر جيش بالشرق الاوسط، أردوغان تربطه علاقات أخوية مع نتنياهو، وحتى امس كتب أردوغان تغريدة بمنصة إكس انه زعلان بشدة على نتنياهو وأنه قام بشطب ومحو اسم نتنياهو من قائمة الاصدقاء،  هذا الكلام لو قاله زعيم شيعي لذرفوا الدموع ولقالوا انظروا لخيانة الشيعة وتعاونهم مع الصليبيين واليهود ههههه شر البلية مايضحك، في مثل شعبي شامي يقول( ‏‎‎نحن نقول شين وقوي عين).

 هذا المثل يمثل ابناء الامة العربية جميعهم اين النخوة العربية اين. القومية العربية اين، اين فتوى جهاد علماء الأمة بمصر بالجهاد في سوريا عندما أعلن ذلك الشيخ الوهابي السعودي العريفي صاحب فتوى جهاد النكاح، وصاحب القصص أنه شاهد الملائكة تقاتل لجانب الذابحين في سوريا لقتل أطفال ونساء الشيعة والعلويين والدروز والمسيحيين، أين الذين كانوا يفجرون أنفسهم لكي يتناولوا العشاء مع رسول الله ص، اين المكبوتين جنسيا الطامحين في مجاملة الحور العين والغلمان بالجنة، ليل نهار يصرخون ويشتمون بالشيعة، يا أيها الاراذل ياعربان ياجبان أين جيوشكم الجرارة هههههه الحمد لله الذي ابقاني حي لكي أرى ذلة وانبطاح العربان وكيف الامم الاخرى اخذت ثرواتهم ونكحت ملوكهم ورؤسائهم وامرائهم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى