لمن يحاولون فهم ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وعن اسباب مهاجمة مجاهدي كتائب القسام للعدو الصهيوني ضمن عمليات طوفان الاقصى ،المعطيات تشير ان ما يجري اليوم هو رد فعل مبرر على مجمل ممارسات الكيان الغاصب الاجرامية، وما دأبت عليه الانظمة العربية من انبطاح واستسلام ،وعدم مناقشة اميركا الاب الروحي للصهيونية فيما تقرر “مستمر وقائم ” ،وان ما نعيشه من احداث جسيمة ليس كما يزعمون ،بل هو عملية استبدال تدريجي ممنهج لفلسطين واهليها، بالكيان الصهيوني ومستوطنيه ، حتى ان مخطط توزيع سكان الاراضي المحتلة من الفلسطينيين قد تم اقراره ،وتوزيع الاعداد على بعض البلدان العربية وذلك (مقترح مطروح) على اجندة المطبعين ، وان هذه الانظمة ليست بريئة كما يؤكد سلوكها ودفاعها عن الصهاينة ، وهي تنتظر ما ستسفر عنه الاحداث والمواجهة العسكرية الحالية ،التي وعدتهم اميركا بأنها ستكون نهائية ،ويبدو ان ما تهدد به و تحشد له ،بتواجدها العسكري ،هو تكتيك تدفع باتجاهه لارهاب المقاومين ،وتمكين الصهاينة للتحكم بالمشهد الامني ،وهو يأتي بسياق تنفيذ خطة تهويد القدس اولا ،وضم الاراضي المطلة على المتوسط ،بما فيها سواحل غزة للشروع لاحقا ،وفق خطة يكون فيها اندماج الكيان مع المحيط العربي والاسلامي امرا مفروغا منه.
اما انعكاسات ذلك على الواقع الفلسطيني ،فمن الاهداف غير المعلنة لهذا المخطط ،هو تعقيد مهمة المقاومة في البقاء والاستمرار، واكتساب الدعم اللازم شعبيا لاداء واجباتها ،خصوصا ان الة الدعاية الغربية روجت بأن حماس و ( كتائبها ) اعطت المبرر ، وسمحت لالة الحرب الصهيوينة بالدوران ،واستباحة غزة وتهجير اهلها ،انطلاقا من زعم باطل يشير لحق الكيان في الدفاع عن نفسه ،بالسبل والوسائل المتاحة كافة ،دون اعطاء هذا الحق للفلسطينيين غير المرغوب بوجودهم ،فمصيرهم الطرد والاستبعاد وبطرق واعذار شتى ،ولم يكن امام المقاومين سوى ردع الصهاينة بدل انتظار ان تقرر قمم التطبيع مصيرهم وتفرض عليهم واقع الارض والاحتلال ..