مَن يردَع إسرائيل عن إستخدام سلاح نووي تكتيكي في حال نشبت معركة فاصلة بينها وبين مِحوَر المقاومَة،
كَتَبَ إسماعيل النجار
هل صحيح أن كوريا الشمالية تعهدت للجمهورية الإسلامية الإيرانية بتأمين مِظَلَّة نوويَة لها؟ وهل تستطيع فرض ذلك؟
هل الإعتقاد السائد بين عقول البعض من جمهور المقاومة أن روسيا والصين يسمحان لكوريا بالخروج عن طاعتهما والتصرف منفردة وتحديداً الصين التي أمنَت لها كل مخرجات الحصار لمساعدة الشعب الكوري الشمالي وواجهت معها العقوبات الأميركية الأُحادية؟
الجواب : بكل تأكيد لآآ،،،
بالعودة إلى روسيا بدايةً دعوني أوضِح لكم إن نصف مستوطني إسرائيل يحملون الجنسية الروسية أو ينحدرون من دُوَل الإتحاد السوڨياتي السابق، وعلاقة روسيا بإسرائيل تأتي في سياق الحفاظ على التواصل بين الجذور والفروع بين البلدين، أما اليوم تتعامل روسيا الإتحاديه مع حكومة نتنياهو ببرودة سياسيه ضمن إطار العلاقات الدبلوماسيه العادية التي تربط كل بلد مع الآخر كالعلاقه التي تربط روسيا ببنغلادش مثلاً وكل ذلك بسبب مواقف تل أبيب الأخيرة من الحرب الأوكرانية وتزويدها كييڨ بسلاح فتاك إستخدمته ضد الشعب والجيش الروسي،
اليوم علاقة موسكو بطهران أصبحت مختلفه وتغيرت تماماً وأصبحت عميقه بشكلٍ جَذري وتتقدم كل يوم عن يوم نحو الأفضل بسبب موقف الأخيرة الواضح والعلني إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا وخصوصاً عندما قامت بتزويدها بالطائرات المُسَيَّرَة والصواريخ،
روسيا تختلف مع إيران حول إعتداءآت إسرائيل المتكررة على سوريا ودائماً مآ كانَت طهران تعتبر “ضمناً” أن التنسيق الأمني بين تل أبيب وموسكو يسير وفق أجندة روسية صهيونية متفق عليها تقضي بوجوب التعاون وتبادل المعلومات السرية التي تخص البلدين وذلك على حساب مصلحة الأمن القومي السوري،
بالوقت نفسه تتفق موسكو مع طهران حول خلافها مع أميركا وهي تسعى أكثر من نتنياهو لتوريط واشنطن في حرب مفتوحه مع الجمهورية الإسلامية على غرار ما حصل في أوكرانيا مع روسيا،
من هذا المنطلق جاءَ الدعم العسكري والتكنولوجي الروسي المفتوح في هذه المرحلة لطهران بغاية الدفاع عن نفسها وتشكيل تهديد حقيقي للقطع البحرية وسلاح الجو الأميركيين، وأيضاً تهديد إسرائيل عقاباً لها على ما اقترفته يداها ضدها في اوكرانيا،
روسيا تعترف بإسرائيل ولا تقبل بسقوطها أو زوالها كما أميركا تماماً وتريد أن تبقى سوريا العدو اللدود للكيان دولة ضعيفه لكي تبقى بحاجتها وتُبقيها تحت جناحها وجعلها نقطة إرتكاز لقواتها البحرية والجوية ومركزاً لإستراحة السفن والتزَوُد بالمؤَن والوقَود،
هذا واقع الحال في علاقات الدُوَل الضعيفه مع الدُوَل الكُبرىَ،
لكن الواقع مع إيران يختلف تماماً، فالأخيرة دولة إقليمية عُظمىَ لكنها تحتاج بعض الوقت ليكتمل مشروعها الدفاعي الذي يردع الأعداء ويبعد الأخطار عنها،
وهي ليست بوارد فتح جبهة عسكرية واسعه في المنطقة بسبب إغتيال الشهيد إسماعيل هنية لكنها مُصمِمَة على صنع قواعد إشتباك جديدة بينها وبين تل أبيب وتأديبها على جريمتها،
إيران أصبحت على مسافة صفر من إنتاج القنبلة النووية ولكنها تحتاج إلى أجزاء أخرى لتستطيع تحميلها على صواريخ بالستية متطورة وتوجيهها كما تحتاج إلى تطوير مسافات هذه الصواريخ الى أبعد من أربعة الآف كيلو متر حتى تنجح في ردع الأعداء
عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسمح بإقتناء سلاح دمار شامل ولكن من دونه ستبقى طهران عاجزة عن محو تل أبيب أو تهديد وجودها بشكلٍ فعلي لأن الأخيرة تمتلك أكثر من 450 رأس نووي منها 200 بأحجام تكتيكية متوسطة ممكن أن تستخدمها ضد أي دولة يخرج منها أي تهديد وجودي لها،
إذاً إيران اليوم أسد بلا أنياب ولا مخالب،
فإذا أرادت طهران ردع الكيان الصهيوني وَجَب عليها وقف التحريم وتغيير العقيدة بالنسبة لإقتناء سلاح الدمار الشامل وصنع قنبلتها النووية حتى لو فرض العالم بأسرِهِ عليها عقوبات،
إيران مع القنبلة الذرية تضمن عدم استعمال إسرائيل لأي نوع من هذا السلاح ضدها أو ضد حلفائها وتكون بذلك قد حققت ردع حقيقي بوجهها وبوجه أميركا والغرب برُمَّتِه،
أيضاً إسرائيل التي لا تسمح لأي دولة عربية تحيط بها حتى لو كانت مُطَبِعَة معها بإقتناء سلاح فتَّاك يُشكل خطراً عليها، فكيف سيكون الحال إذا اقتنَت طهران قنبلة ذرية؟
بكل تأكيد ستسعى تل أبيب بكل جهدها لمساعدة المملكة السعودية ببناء مفاعلات نووية واقتناء قنبلة نووية وهابية مقابل قنبلة إيران الشيعيه وخلق فتنه كبيرة بينهما وآل سعود مؤهلين ومهيئين للعب هذا الدور، وستكون أميركا وكل دول أوروبا شريك بهذا العمل من أجل تدمير الجمهورية الإسلامية من دون أن يتعرض الكيان الغاصب أو أمنه القومي للخطر مستغلين الخلاف العقائدي الكبير بين الدولة الشيعية والدولة الوهابية،