نحن عاصرنا بحياتنا نشوب حروب مدمرة بالشرق الاوسط، تم استخدام القومية والدين والمذهب كسلاح فعال في حشد الأنصار والمؤيدين لخوض الحرب، على سبيل المثال، بعد استشهاد الزعيم عبدالكريم قاسم ظهر للعيان البعد الطائفي والقومي كان السبب الرئيسي لتنفيذ جريمة الانقلاب العسكري على نظام الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم.
من عاصر يوم الانقلاب العسكري الذي اطاح في الشهيد عبدالكريم قاسم سمع خطيب الإمام أبو حنيفة في شكر الله وأن هذا اليوم حلت لهم نسائهم بقتل هذا الرافضي، من كان شاهد على ذلك هو الكاتب الصديق الحاج سيف الله علي، ولازال الحاج سيف الله حي شاهد على ذلك.
انا لم أكن مولود في يوم استشهاد عبدالكريم وإنما كانت ولادتي في شهر الثامن، أي بعد ست أشهر من استشهاد الزعيم عبدالكريم قاسم.
بعد وصول البعثيين والناصرين تم استهداف وقتل الشيوعيين الشيعة بالعراق بدون محاكم، الحرس القومي ارتكب جرائم طالت ثلاثين ألف شيوعي بغالبيتهم من أبناء المكون الشيعي العراقي.
عبدالسلام عارف استعمل الشعارات القومية في قمع الشعب الكوردي، وطلب من السيد المرجع الإسلامي الشيعي الإمام محسن الحكيم بإصدار فتوى بقتل الأكراد، لكن السيد الحكيم رحمه الله رفض ذلك.
بعد وصول البعثيين للسلطة استعملوا الشعارات القومية والمذهبية ضد الاكراد والشيعة، بل تم تهجير أكثر من نصف مليون كوردي فيلي شيعي إلى إيران ومصادرة أموالهم واعتقال وقتل أبنائهم بزعم انهم فرس إيرانيين.
في حرب صدام الجرذ العبثية ضد إيران كانت حرب طائفية، صدام الجرذ دفع أموال إلى تأليف كتب تهاجم وتكفر الشيعة، مثل كتاب وجاء دور المجوس لمؤلفه كاتب فلسطيني يحمل الجنسية الاردنية يكنى في الغريب، ضابط مخابرات من أجهزة صدام الجرذ الف كتاب سماه لله والتاريخ وتم الترويج أن كاتب الكاتب رجل دين شيعي تسنن، وبعد سقوط نظام البعث، تم الكشف عن هوية الشخص، تبين عراقي سني من عشيرة ال نعيم السنية وكتب مقال نشره اعتذر وقال نفذت ذلك بأمر من صدام الجرذ الهالك.
بكل الحروب يتم استعمال الشعارات الدينية والقومية، وتكون الشعارات الدينية والقومية هي المسيطرة.
بلا شك الأطراف المتقاتلة تستغل الدين والمذهب والقومية لتجيش الجيوش والانصار للانضمام اليهم، يتم الاحتكام إلى فتاوى القتل والذبح والسبي، وتغيب السياسة المعتدلة والعقلانية والحكمة وتغيب حقوق الإنسان، بل وتستغل حقوق الإنسان بطريقة انتقائية عوراء، ويتم استبدال العدالة والمساواة في الاضطهاد والتهجير القسري.
استعمل عبدالناصر وصدام الجرذ الشعار الديني في إبادة اليهود لذلك شيء طبيعي عندما يتم رفع شعارات دينية لدى الأحزاب العنصرية والدينية اليمينية من قبل المتطرفين الصهاينة في قتل العرب العماليق المذكورة نبوءات في التوراة تجيز لهم وتعطيهم حق يجب إبادتهم، بالمقابل أيضا لدى المسلمين أحاديث تقول إن اليهود سيختبئون خلف شجر الغرقد وسيشير إليهم الحجر ويفتن عليهم ويرشد عن مكانهم ليتم قتلهم وابادتهم، كل الأطراف تستعمل النصوص الدينية لتجيش الجيوش لصالحهم.
في السنوات الطويلة التي عصفت بالعراق، استفاد فلول البعث من وجود ثلاثمائة فتوى إلى ابن تيمية تدرس في مناهج الدراسة في السعودية تكفر الشيعة سواء تابوا أو لم يتوبوا، ونقلت الناجية الايزيدية مراد انها شاهدت قتل نساء تركمانيات شيعيات بطريقة الحرق بالنار ، حسب فتوى ابن تيمية، أن نساء الشيعة لايتم سبيهن وإنما يتم قتلهن بطريقة الحرق بالنار وهن احياء.
بكل الاحوال الخلافات هي بالأصل سياسية بحتة، قبل اكثر من ثلاثين سنة حدثت مشكلة بين أتراك سنة أحدهم شيخ يتكلم عربي، أراد يشوه سمعة اعدائه من رفاق دربه الأتراك السنة، قال لي ان فلان يقول الله يشبه البشر وهذا كافر هههه انا صمتت لم اجبه بنعم أو لا.
الوهابية استعملوا الدين وفتاوى شيوخ الوهابية في تكفير وقتل وإبادة الشيعة، لذلك الأديان الاخرى والقوميات المتناحرة، أيضاً لديهم نصوص دينية وفتاوى لقتل خصومهم، قبل أيام رأيت مقطع فيديو لرجل دين بوذي هندي يقول في مكة بالسعودية كان هناك معبد إلى بوذا وأخذه المسلمين وعلينا تحريره،
يوجد عشرة ملايين مواطن خليجي من أصول هندية يسكنون في إمارات الخليج وبعد صعود الهند كقوة مؤثرة بالعالم لا نستبعد أن يأتينا للخليج حلاب جديد ينضم إلى قائمة الحلابين الذين يحلبون أمة العربان البائسة.
في الحروب الإكرانية الحالية صدرت بيانات في محاربة الكنيسة الارثودكسيه الروسية والتي يتبعها غالبية المسيحيين الاوكرانيين.
ليس الأمر بالجديد أن يتم استخدام الدين والقومية والمذهب سلاح هدام في المعارك، في حرب السعودية وتحالفها ضد الشعب اليمني وبالذات ضد ابناء اليمن الشمالي، كانت هذه الحرب حرب طائفية تستهدف أبناء اليمن الشمالي لكونهم شيعة زيدية، بل المفتي السعودي الشيخ السديس قالها من خلال منبر صلاة الجمعة في مسجد الحرم المكي ومن جوار الكعبة قال حتى إذا هذه الحرب ليست سنية شيعية فنحن نجعلها حرب سنية شيعية، بل حتى الزرقاوي النافق كان صريح وواضح تبنى عمليات قتل الشيعة بالصورة والصوت وخاصة في تفجيرات قضاء بلد، بينما كان غالبية ساسة فلول البعث وهابي ينكرون وجود الزرقاوي وأنه شخصية خرافية، أتذكر محطة سوا استضافتني من خلال برنامج الاعلامي عادل عوض ومعي الشيخ جواد العطار والوزير السني عمر الدملوجي والنائب الإخواني الطائفي علاء مكي وكان الحوار يدور حول أن الزرقاوي شخصية خرافية لاوجود لها، فوصل لي الدور طلبت من الوزير عمر الدملوجي والنائب علاء مكي بما ان الزرقاوي شخصية خرافية اطلب منكم الآن تكفير المدعوا احمد الخلايلة المكنى بالزرقاوي، كانت ردة عمر الدملوجي وعلاء مكي انهم رفضوا في تكفيره، وهذا دليل ان الزرقاوي كان واجهة إرهابية لتنفيذ مخططاتهم للحصول على مكاسب في العملية السياسية البائسة على حساب دماء مئات آلاف الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والذين استشهدوا بدون ذنب سوى كونهم شيعة.
في الختام رحم الله من قال الدين أفيون الشعوب، هذا الكلام ينطبق بشكل تمام على كل الفئات التكفيرية التي تقتل الناس في اسم الله عز وجل والدين، بلا شك الدين الإسلامي أكبر من ذلك، الإسلام بريء من كل عمليات القتل والذبح، ولدينا تجربة حكم الإمام علي بن أبي طالب ع فكانت افضل نموذج للحكم الإسلامي المبني على احترام خصوصية الاديان واحترام الرأي والرأي الآخر، لنرى الشيعة في عصرنا الحالي لم يقوموا في عمليات قتل وسبي أطفال ونساء رغم أن فيالق إعلامية فاقدة للشرف تفتري عليهم وتنسب إليهم كل الموبقات، لكن عندما تذهب إلى محافظات الشيعة بالعراق تجد بها السني والمسيحي والصابئي والملحد والكافر بل وتجد حرية حتى للحركات المنحرفة من فئات شيعية جندتها دول وأجهزة مخابرات اقليمية وعالمية مثل حركة الصرخي واليماني وأصحاب القضية، بينما عندما تذهب إلى الفلوجة والرمادي لم تجد ولا شيعي ولا مسيحي ولاصابئي وكذلك في تكريت وبيجي وسائر المدن ذلت الأكثريات العربية السنية بالعراق.