عجز الموازنة وتقلبات اسعار النفط والكميات المصدرة ؟ قراءة في سيناريوهات التأثير
م.م هاني مالك العسكري/ مركز تبين للتخطيط والدراسات الستراتيجية
اولا: قراءة في الارقام الفعلية
من معطيات الجدول (1) يتبين ان الإيرادات النفطية المتحققة لغاية اب 2023 = 61.249 مليار دولار أي ما يعادل 79.7 ترليون دينار حسب سعر الصرف 1300المعتمد في موازنة 2023
اما الإيرادات النفطية المقدرة في موازنة 2023 = 90 مليار دولار أي ما يعادل 117 ترليون دينار.
السيناريو الاول:
في حال استمرار العراق بالمحافظة على معدلات تصدير النفط الخام حسب معدل كميات شهر تموز والبالغة (106.755) مليون برميل وبيع العراق لنفطه بسعر( 83 ) دولار للبرميل السعر المتحقق خلال شهر اب , فمن الممكن ان يحقق العراق إيرادات نفطية بواقع ( 8.7 ) مليار دولار شهريا خلال الثلث المتبقي من هذا العام أي انه سيحقق إيرادات نفطية قد تصل الى (35.1 )مليار دولار من أيلول ولغاية كانون الأول 2023. وبذلك ستصبح الإيرادات النفطية المتحققة الفعلية عام 2023 بنحو( 96.349 ) مليار دولار أي (125.7) ترليون دينار, ومن ثم ستحقق الإيرادات النفطية الفعلية في عام 2023 فائضا مقداره (8) ترليون دينار ما سيقلل العجز في موازنة 2023 الى( 56 ) ترليون دينار . أي بمقدار الفائض في الإيرادات النفطية على ان تتحقق الإيرادات غير النفطية كلها والمقدرة في موازنة 2023 بنحو( 17 ) ترليون دينار وهو امر قد يكون مستبعدا خاصة وان صافي الإيرادات غير النفطية المتحققة خلال النصف الأول من عام 2023 لم تزد عن( 421 ) مليار دينار ولذلك لن يخفض كثيرا السعر المرتفع للنفط في حالة استمراره من عجز الموازنة لعام 2023 مالم تكن هناك زيادة موازية في الايرادات غير النفطية .
السيناريو الثاني: المتفائل
في هذا السيناريو لو اخذنا متوسط كميات الصادرات النفطية واسعار النفط للأشهر الثمانية المتحققة لعام 2023 والبالغة (101.056) مليون برميل الكميات المصدر و( 75) دولار للبرميل سعر النفط وافترضنا انها صادرات العراق وايراداته للثلث المتبقي من العام 2023 فهذا يعني ان العراق يحقق ايرادات نفطية تبلغ ( 30.619) مليار دولار اي ما يعادل ( 39.805) ترليون دينار اي ان الايرادات الفعلية المتحققة لعام 2023 ستصبح ( 92.054) مليار دولاراي ( 119.670)ترليون دينار بدلا من( 96.349) مليار دولار ومن ثم يصبح العجز (58 ترليون دينار ) ويقترب كثيرا من قيمته المقدرة في الموازنة (64) ترليون دينار .
السيناريو الثالث: المتشائم:
يبنى هذا السيناريو على اساس الصدمات السالبة في اسعار النفط وكذلك الكميات المصدرة , اذ غالبا ما تتعرض اسعار النفط الى انخفاضات حادة تستمر لفترة طويلة بسبب الكثير من العوامل يقف في مقدمتها العوامل الاقتصادية والسياسية والحروب وكذلك الخزين الاستراتيجي للدول الصناعية.
والعراق كأي بلد نفطي ضمن مجموعة الاوبك اصبح غير قادر على التحكم لا بأسعار النفط ولا حتى الكميات المنتجة والمصدرة , فبسبب مشاكل التصدير والتزامه بقرارات اوبك التي تتجه دائما نحو اجراء تخفيضات في انتاج الدول الاعضاء مع كل انخفاض في اسعار النفط ,لا يستطيع رفع انتاجه لتعويض الانخفاض في اسعار النفط , كون الاسعار تتحكم بها عوامل خارجة عن قدرة الاقتصاد المحلي.
ولو افترضنا عوده العراق الى مستويات صادراته المتحققة في شهر نيسان البالغة (98.634) مليون برميل وحصول انخفاض في اسعار النفط عند (70) دولار للبرميل وهو السعر المعتمد في موازنة 2023 فانه سيحقق ايرادات شهرية تبلغ ( 6.904) مليار دولار أي انه يحقق خلال الثلث المتبقي من العام (27.616) مليار دولار أي ان الايرادات النفطية الكلية ستصبح (88) مليار دولار المتحققة لعام 2023 أي ما يعادل ( 114 ) ترليون ويصبح العجز (67) ترليون دينار . وهذا يعني لا اسعار النفط والكميات المرتفعة ( سناريو التفائل ) سيخفض كثيرا من عجز الموازنة ولا حتى سيناريو التشائم ( انخفاض اسعار النفط والكميات المصدرة ) سيرفع كثيرا من العجز المقدر , والسبب في ذلك ان ارتفاع الكميات المصدرة واسعار النفط خلال النصف الاول من العام يعوض أي احتمال في انخفاض اسعار وكميات النفط المصدرة خلال الثلث المتبقي من العام .
جدول ( 1) صادرات وايرادات النفط الخام لعام 2023 لغاية شهر اب
الشهر | الكمية المصدرة مليون (برميل ) | معدل سعر البرميل ( $) | الايراد الشهري مليار ($) |
كانون الثاني | 101.254 | 75 | 7.663 |
شباط | 92.255 | 76 | 7.062 |
اذار | 100.913 | 74 | 7.506 |
نيسان | 98.634 | 78 | 7.699 |
ايار | 102.463 | 71 | 7.324 |
حزيران | 100.059 | 71 | 7.179 |
تموز | 106.755 | 78 | 8.330 |
اب | 106.122 | 83.35 | 8.846 |
المجموع | 808.455 | – | 61.249 |