قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، في اجتماع القمة الروسية الإفريقية، إنَّ الدول الإفريقية ما زالت تعاني من مظاهر الاستعمار، وخصوصًا في المجال الاقتصادي، لكن، تبذل روسيا في غضون ذلك، جهودًا حثيثة لتخفيف عبء ديون الدول الإفريقية.
موسكو تتنازل عن ديونها
تنازلت موسكو عن ديونها الإجمالية البالغة (23) مليار دولار على الدول الإفريقية، زيادة على ذلك، ستخصص روسيا أكثر من تسعين مليون دولار؛ لخفض عبء ديون البلدان الإفريقية، وفي ضوء ما قاله السفير الروسي أوليغ أوزيروف (رئيس أمانة منتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا)؛ سُوِّيت قضية ديون روسيا على البلدان الإفريقية حاليًا بنسبة (90%).
التعاون في مجال الأمن
اتفق المشاركون في القمة، على إنشاء آلية أمنية روسية – إفريقية جديدة دائمة؛ إذ يعمل الهيكل الجديد على مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان الأمن الغذائي، وأن لا نشر للأسلحة، وأشار الرئيس الروسي إلى أنَّ تطور القارة الإفريقية، يعوقه انتشار الفكر المتطرف، والجريمة العابرة للقوميات، والقرصنة، وأشار إلى أنَّ روسيا تعرض المساعدة في مواجهة كل هذه التهديدات، وأنها ستواصل تدريب الجنود الأفارقة، وضباط إنفاذ القانون، في مرافقها التعليمية، زيادة على ذلك، «تزود موسكو الدول الإفريقية بمجموعة متنوعة من الأسلحة والمركبات، وبعضها مجانًا؛ من أجل تعزيز أمن هذه الدول وسيادتها».
أكد فوستين أرشانج تواديرا (رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى)، أنَّ دعم روسيا ساعد في إنقاذ الديمقراطية في بلده، وقال تواديرا «تقدم روسيا المساعدة لبلدنا، وقواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية، في حربها على المنظمات الإرهابية»، وقال عاصمي جويتا (الرئيس المؤقت لجمهورية مالي)، إنَّ بلده تمكن من تعزيز قواته المسلحة، وضمان أمنه بفضل مساعدة روسيا.
البحث عن السلام في أوكرانيا
دعا عدد من القادة الأفارقة، إلى البحث عن سُبل لحل الأزمة الأوكرانية، إذ قال سيريل رامافوزا (رئيس جنوب إفريقيا) «إنَّ المفاوضات والحوار، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة؛ ضروريان لإيجاد حل سلمي وعادل للنزاعات»، وقال دينيس ساسو نجيسو (رئيس جمهورية الكونغو) «إنَّ المبادرة الإفريقية، تستحق أكبر قدر من الاهتمام، ولا ينبغي الاستهانة بها»، وقال موسى فقي محمد (رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي) «إنَّ هذا الصراع أثر في العالم بأسره تأثيرًا سلبيًا. نحن قلقون أكيدًا بشأن مسألة إمدادات الحبوب؛ فمن الضروري حل مشكلة شحن المواد الغذائية إلى البلدان المحتاجة فورًا».
أشار الرئيس بوتن، إلى أنَّ روسيا أعلنت كثيرًا استعدادها للمفاوضات، لكن موسكو لا تستطيع فرض ذلك، ووافق الرئيس بوتن على أنه «يجب حل الخلافات جميعها بالمفاوضات، لكنه قال كذلك إنَّ «المفاوضة مع روسيا رُفِضت… بشأن الحبوب؛ أؤكد لكم أيها الأصدقاء، أنَّ روسيا ستكون دائمًا موردًا دوليًا مسؤولًا للمنتجات الزراعية، وسنواصل دعم البلدان والمناطق الأكثر احتياجًا، وسنزودها بالحبوب ومنتجاتنا الغذائية الأخر، بما في ذلك تزويدهم بها مجانًا، وفي إطار برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة. أعلنا بالأمس؛ عن خطط لتوصيل زُهاء (25000 – 50000) طن من الحبوب، إلى ستة بلدان إفريقية دون أي تكلفة».
القنوات الدبلوماسية
قال الرئيس بوتن، إنَّ «اهتمام روسيا بإفريقيا يتنامى باطراد»، وفي ضوء ما أعلنه بوتن؛ ستعزز موسكو وجودها الدبلوماسي في القارة الإفريقية، بتوسيع شبكة مراكز العلوم والثقافة الروسية، وستعمل موسكو على مساعدة الدول الإفريقية على فتح سفاراتها وقنصلياتها في روسيا، زيادة على ذلك، ستعمل روسيا على إلغاء نظام وَسْم الجواز مع الدول الإفريقية.
الاتفاقيات
اعتُمِدت أربعة إعلانات، هي: إعلان عن منع سباق التسلح في الفضاء، وإعلان بشأن التعاون في أمن المعلومات، وإعلان بشأن تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وكذلك خطة عمل الشراكة الروسية – الإفريقية التي ستنفذ قرارات القمة، زيادة على ذلك، وقعت الحكومة الروسية مذكرات تفاهم مع منظمة التنمية الإفريقية، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، واتفق الجانبان على عدد من صيغ الحوار الجديدة بين القمم، تعقد مرة كل ثلاث سنين، كما يخطط سيرغي لافروف (وزير الخارجية الروسي)، بدء مشاورات سياسية منتظمة مع رئيس الاتحاد الإفريقي، وسيعقد منتدى نيابي روسي – إفريقي، كل عام.