شؤون اقليميةمقالات

المختلف في القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين

   بقلم : حازم أحمد فضالة

عُقِدَتِ القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين، في مدينة جدة السعودية، وأصدرت حُزمة قرارات، ونجد أنَّ هذه القمة كانت مختلفة نوعيًّا عن سابقاتها، من أجل بيان ذلك، نذكر قراءتنا وتحليلنا في أدناه:

1- كان الملك السعودي (سلمان بن عبد العزيز)، هو الذي وجه الدعوة شخصيًّا إلى الرئيس السوري (بشار الأسد)؛ ليحضر القمة العربية، وهذا له دلالة أنَّ المنطقة العربية كلها اعترفت بانتماء سورية إلى العروبة وقلبها، وعادت الدول العربية إلى حضن دمشق، بعد أن قاطعوا دمشق اثنتَي عشْرةَ سنة.

2- زيلينسكي (دمية النيتو)

ضغطت أميركا على السعودية، من أجل توجيه دعوة إلى الرئيس الأوكراني المستعار (زيلينسكي)، وحضر فعلًا وقدم كلمة، لكن!

أولًا: بما أنَّ الأضواء كلها كانت موجهة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، فإنَّ الرسالة التي وصلت العالم ليس خطاب زيلينسكي، بل الإهمال والإهانة التي تلقاها زيلينسكي وراعيه الأميركي؛ لأنَّ صاحب الأضواء (الرئيس الأسد)، كان قد رفع السماعات عن رأسه ووضعها على الطاولة؛ مع بدء حديث زيلينسكي، ورفض الأسد أن يستمع إلى أي كلمة منه!

ثانيًا: لم يتمكن زيلينسكي أن ينالَ أي دعم إدانة من القمة في بياناتها وقراراتها؛ إذ أعلنت الأمانة العامة للقمة، قراراتها في كُتيب يتكون من (110) صفحة، دون أن (حرب أوكرانيا)، ولم تذكر زيلينسكي الذي فقَّسَ رئيسًا على أوكرانيا فجأة، في مفاقس الثورات الملونة للغرب النيوليبرالي!

3- الجمهورية العربية السورية

ذكرت القمة العربية (32) في قراراتها، وقوفها مع الدولة السورية، ورفضت وجود القوات الأجنبية على أرض سورية، ورفضت وجود الشرذمة الإرهابية في أرض سورية، ورفضت الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري العربي المحتل، وأعطت لسورية كل الحق في الدفاع عن أرضها بوجه المحتل الإسرائيلي. كانت قرارات القمة العربية بشأن سورية، تتكون من سبع عشْرَة فقرة، يمكنكم مراجعتها من هذا العنوان على قناة (كتابة وتحليل) في أدناه:

أولًا: قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة

الدورة العادية (32)

جدة – السعودية، الجمعة: 19-أيار-2023

الجولان العربي السوري المُحتل (ج1)

ثانيًا: قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة

الدورة العادية (32)

جدة – السعودية، الجمعة: 19-أيار-2023

الجولان العربي السوري المُحتل (ج2)

4- الجمهورية اللبنانية

ذكرت القمة العربية في قراراتها، بلد لبنان ومواجهته إسرائيل المحتلة، إذ قالت:

 

أولًا: «وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر». (اعتراف بالحق الجغرافي والاقتصادي اللبناني).

 

ثانيًا: «والتأكيد على أهمية وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي التي هي حق أقرته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي.»

(اعتراف بشرعية المقاومة في لبنان -حزب الله-)

 

يمكنكم مراجعة نصَّ القرار من هذا العنوان في أدناه، على قناة (كتابة وتحليل):

قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة

الدورة العادية (32)

جدة – السعودية، الجمعة: 19-أيار-2023

التضامن مع لبنان ودعمه

 

5- كانت قرارات القمة العربية (32)، في موقفها مع الدولتين: السورية واللبنانية، بوجه إسرائيل، هي قرارات ذات قيمة عالية، فهي تُؤكد عمليًّا أن لا قيمة لاتفاقات إبراهيم (التطبيع)، وأنَّ المنطقة العربية ذاهبة إلى إستراتيجية محور المقاومة؛ في عزل إسرائيل وطردها.

التوصيات

يجدر بالمنظومات الإعلامية والمراكز الثقافية لمحور المقاومة والهجوم؛ إبراز هذه المحاور في القرارات، وتسويقها إعلاميًّا وثقافيًّا.

لماذا نكرر التذكير بمقالنا هذا الذي نشرناه يوم اجتماع القمة العربية (32) قبل إصدارها حُزمة القرارات؟

وماذا كنا نرجو من الوفد العراقي، وماذا فعل؟

هذا ما نعرضه لجمهورنا ومتابعينا أحبائنا الكرام، بعد قليل، إن شاء الله.

تَحَفُّظ بعض الدول العربية ونأيها عن بعض قرارات القمة العربية في دورتها (32)

كنا قد ذكرنا أهم القرارات التي أُصدِرَت في اجتماع القمة العربية، في دورتها الثانية والثلاثين، وكتبنا عن قوة تلك القرارات؛ التي جعلت القمة مختلفة عن سابقاتها، والآن نعرض قراءتنا لجانب مهم من القمة، وهو (تَحَفُّظ بعض الدول على بعض القرارات)، وأين موقف العراق من هذا الجانب، الذي سبق أن حذَّرنا من إقحام العراق بدهاليزه المظلمة الظالمة.

1- الدولة المُتَحَفِّظَة: الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

صيغة التَّحَفُّظ: نأى وفد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية بنفسه، على الإشارة إلى دور (لجنة القدس) المذكور في الفقرة (23)، من مشروع القرار الخاص بالتطورات والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس.

النَّصّ المُتَحَفَّظ عليه: نَصّ الفقرة (23) الخاص بلجنة القدس: «تثمين دور لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وتثمين الجهود التي تبذلها وكالة بيت مال القدس التابع لها.» [صفحة: 19 من كُتَيب القرارات]

2- الدولة المُتَحَفِّظَة: دولة ليبيا.

صيغة التَّحَفُّظ:

أولًا: ترى دولة ليبيا أنَّ الفقرة المتعلقة بقضية تغيب سماحة الأمام موسى الصدر ورفيقيه فيها قفز على نتائج التحقيقات واستباق لما يمكن أن تتوصل إليه اللجنتان القضائيتان الليبية واللبنانية بالخصوص، عليه ونظرًا لعدم الاستجابة لطلب دولة ليبيا في إعادة الفقرة إلى ما كانت عليه في القرار رقم (7126- د.ع 133 – 3‏/3‏/2010) فإنَّ دولة ليبيا تسجل تحفظها فقط على ما ورد بالخصوص في الفقرة رقم (11) النقطة (2) من نص القرار وتؤكد دعمها لجميع الفقرات الأخرى الواردة في نص القرار.

النَّصّ المُتَحَفَّظ عليه: نص الفقرة (11)، النقطة (2): «التأكيد على دعم جهود الحكومة اللبنانية في متابعة قضية تغييب سماحة الأمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين من أجل التوصل إلى تحريرهم والعمل على مُساءلة مسؤولي النظام الليبي السابق لوضع حد لهذه الجريمة» [صفحة 42، 43].

ثانيًا: تتحفظ دولة ليبيا على القرار، المعنون: (التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية) [صفحة: 82 من كُتَيب القرارات]

3- الدولة المُتَحَفِّظَة: دولة قطر.

صيغة التَّحَفُّظ:

أولًا: توكد دولة قطر تحفظها على هذا القرار [عنوان القرار: (اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية] [صفحة: 78 من كُتَيب القرارات]

ثانيًا: تتحفظ قطر على هذا القرار [التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية] نظرًا لإزدواجية المعايير والكيل بمكيالين. [صفحة: 82 من كُتَيب القرارات]

انتهى

تقويم وتحليل:

 

1- تَحَفَّظَت دولة قطر، على قرارين بإدانة التدخلات التركية العسكرية وغيرها في العراق، ووجود قوات تركية غير شرعية على الأرض العراقية، وتدخلات تركية في شؤون الدول العربية، واتخذت بذلك دولة قطر موقفًا معاديًّا من العراق وشعبه.

2- تَحَفَّظَت دولة ليبيا، على مشروع قرار مصري، يدين الموقف التركي العدواني في العراق وسورية، وكذلك تحفَّظَت حتى على قرار يدين موقف (النظام الليبي السابق)، بتغييب السيد موسى الصدر ومرافقَيه!

3- الوفد العراقي، لم يتحفظ على أي قرار، بما فيها القرارات التي تدعي التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، المذكور من صفحة (71) إلى (77) في كُتَيب القرارات! ولم يتحفَّظ الوفد العراقي على وصف الحوثيين اليمانيين العرب المسلمين (المُعتدَى عليهم في بلدهم)؛ أنهم (إرهابيون، ميليشيات، متطرفون… )

المذكور من صفحة (53) إلى (61) في كُتَيب القرارات!

4- لم يعلن الوفد العراقي لنا بعد عودته، آلية رد مناسبة على دولة قطر، في دعمها وجود الاحتلال التركي بأرض العراق، ودفاعها عنه.

5- لم يعلن الوفد العراقي لنا بعد عودته، على وفق أي مواثيق أو قوانين؛ يؤيد بها أنَّ الحوثيين جماعة إرهابية متطرفة، ويعترف بشرعية حكومة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة (رشاد محمد العليمي) (حكومة فنادق الرياض)، ولا يعترف بشرعية (صنعاء عاصمة اليمن)!

6- لماذا لا تُرسَم (سياسة المؤسَّسة) في الدولة العراقية، تُكافِئ وزن سياسة الجمهورية الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، في مواقفها الإستراتيجية، ودبلوماسية العِزِّ والشموخ والمَجْد؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى