عراقيةمقالات

بعيداً عن السياسة.. رمضان كريم .. وتاجر لئيم

قاسم الغراوي كاتب وصحفي

غض النظر عن تقلبات السياسة وتحولات الاقتصاد واستقرار البلدان يبقى اقتصاد السوق الحر هو المتحكم في الاسعار وزيادتها رغم متابعة الحكومة باجهزتها الرقابية .

ما ان يقترب شهر رمضان المبارك حتى بدا الخط التصاعدي للاسعار خصوصا المواد الغذائية التي تعد من اساسيات الاستهلاك اليومي للصائمين ، ولن يشفع للمواطنين هذا الشهر الكريم الذي يتحكم فيه التجار واصحاب رؤوس الاموال المتضخمة ، ولن يثنيهم عن عزمهم شهر الطاعة والمغفرة والتسامح والتعاون ونكران الذات من الجشع انطلاقا من قاعدة ( هل من مزيد) .

من اكثر الاشهر التي يتم فيها زيادة الاسعار دون رقيب او حسيب هي في شهر محرم الحرام وشهر رمضان المبارك
وكل مادة من المواد التي تستهلك في هذين الشهرين ستقفز مثل قفزات الكنغر (خوفا) من الرقابة والمتابعة الحكومية !؟ (وطمعا ) في انتهاز هذه الفرصة لتحقيق الارباح .

ان (الغالبية) من هؤلاء الذين يتصيدون في قرب المناسبات لجني ارباح مبالغة فيها منتهزين شهر الطاعة والمغفرة لتحقيق المكاسب هم صياماً ويتعبدون ، لكن منهم في الواقع عملياً بعيدين عن قيم هذا الشهر ودلالاته التي اوجبها الله لخلقه من التعاون والمحبة و مساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين ، وتوفير متطلبات الصائمين باسعار معقولة حتى تكون في متناول اليد، وليس بمضاعفة الاسعار وحرمان ذوي الدخل المحدود من الحصول على تلك المتطلبات بيسر وبدون ضغط.

تكاد لاتخلو المائدة العراقية عموماً او جزءاّ منها كاللحوم والبيض والالبان ومواد الطبخ الاخرى كالرز والمعجون والبقوليات والدجاج وبعض هذه المواد متاحة في الحصة التموينية بكميات قليلة ( السكر والزيت والتمن وبعض الذي يتوفر ) لكن الغالبية والمهمة متوفرة في السوق الا انها شهدت تصاعدا غير مسبوق مع اقتراب شهر رمضان المبارك وخصوصا اللحوم التي يستهلكها المواطنين في الوجبات الغذائية .

هل من المعقول ان الحكومة عاجزة عن السيطرة على السوق ومحاسبة المتلاعبين بالاسعار ، وهل من المعقول ان الجهات الرقابية توقفت عن رصد مخالفات اصحاب المولدات الاهلية الذين يتلاعبون بالاسعار . اين يتوجه المواطن بهذا الكم الهائل من المعانات التي تخص حياته وديمومتها ومعيشته وبقاءها مع الظروف والمعانات التي يواجهها الغالبية .

لا نملك الا الدعاء في شهر رمضان المبارك لينزل الله علينا رحمته وبركاته ومغفرته وان يهدي الينا قوماً صالحين وتجاراً صائمين حقيقيين ، يخافون الله من الذين ثبتوا على اسعار السوق تضامناً مع معانات المواطنين وطلبا لمغفرة الله سبحانه وتعالى ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى