الاضطرابات في ليبيا والعراق عرقية ودينية
بقلم : نعيم الهاشمي الخفاجي / كاتب وصحفي عراقي
لاتوجد شعوب في كوكب الارض تحب العيش بحروب وصراعات داخليه، وقتل وذبح واستئصال، بطبيعة البشر الإنسانية يرغب ان يعيش بسلام، لكن صراعات الزعماء فيما بينهم تترجم على الارض إلى صراعات قتل وذبح، ويتم شرعنة عمليات القتل من خلال المرتزقة وعديمي الضمير من بعض شيوخ الدين والقبائل وأصحاب الرأي المتملق للحاكم والزعيم السياسي والقبلي.
الله يلعن دول الاستعمار، هي التي رسمت حدود دول الشرق الأوسط من خلال دمج مكونات وعرقيات واديان ومذاهب غير متجانسة مع بعض بدون تشريع دساتير حاكمة، لتبقى دولنا تعاني من الصراعات الداخلية لتكون دول فاشلة يسهل لقوى الاستعمار السيطرة عليها.
مايحدث في ليبيا من صراع وسيطرة واضحة إلى جماعات إخوانية وهابية تكفيرية، بكل وقاحة تأتمر بأوامر خارجية تأتيهم من طيب أردوغان أو من مشايخ الفكر الوهابي أنصار الصحوة في السعودية لمنازعة أهل الوطن وتقريب الشيشاني والطاجيكي على حساب المواطن الليبي والتعمد على إذلال عامة الناس، واستغلال نساؤهم جنسيا، هذه الجماعات الإخوانية الوهابية التي سيطرت على المشهد السياسي الليبي المحلي والمستقوية بالدعم التركي والخليجي وبقدوم عشرات آلاف الإرهابيين من سوريا ودول العالم للبطش في الشعب الليبي، العصابات الاخوانية الوهابية لا يؤمنون بالوطن الليبي فهم يعتبرون ليبيا ولاية مرتبطة في دولة الخلافة الداعشية العالمية، هؤلاء لايعيرون أي أهمية لمفهوم الوطن الليبي أو العراقي أو السوري بل يؤمنون بالزعامة لدولة الخلافة، يؤمنون في توزيع وسرقة ثروات الشعب الليبي وإهدائها للخليفة الروحي الذي يقيم وراء الحدود.
النظرة السائدة لدى العصابات الاخوانية الوهابية للاوطان انها حدود مصطنعة وأن الثروات ملك للخليفة، وأن الموجودات في ليبيا والعراق واليمن والخليج اشبه في حاجيات تابعة لمنزل الخليفة الشرعي وزعيمهم الروحي المطاع، نحو ابو بكر البغدادي وطيب أردوغان.
مشكلة الدول العربية صنعتها دول الاستعمار، من خلال رسم حدود تعمدت على دمج مكونات غير متجانسة مع بعض، ودعم أشخاص عملاء ليكونوا ملوك وحكام، لم يتم تشريع دساتير حاكمة تضمن حقوق المواطنين في المشاركة السياسية في إدارة البلدان العربية الجديدة، بل اعتبر الملوك العرب أن الشعوب ملكهم الخاص، المواطن بنظر الملك والرئيس العربي اشبه في الأواني وأدوات الطبخ المنزلية، لذلك الجماعات الإرهابية لديهم مفهوم أن المواطن عليه السمع والطاعة للخليفة وولي الامر، كذلك التيار الوهابي المدخلي يرى اطاعة الملك وولي العهد السعودي ولايجوز للمواطن أن يطالب بحقه، على المواطن التوسل والدعاء في حفظ ولي الأمر الملك وولي عهده الأمين، خلال قرن من الزمان من تاريخ نشوء الدول العربية الحديثة، توارثت مفاهيم خاطئة، عن الوطن والمواطنة والمصلحة الوطنية، نتيجة تسلط الأنظمة العربية الدكتاتورية التي نصبها ودعمها الاستعمار لاذلال المواطن العربي ومعاملته كعبد بائس عليه السمع والطاعة وتقبيل ايادي الحاكم وأن انتهك شرفه، تم تكريس ثقافة العبودية والذل، لذلك الأنظمة العربية البدوية الحاكمة والتيارات الاخوانية المتوهبة ينظرون للمواطن العربي والمسلم نظرة عبودية، اذا تتكلم عن الوطن مع مواطن سعودي ربما يعتقد أن مفهوم الوطن وجبة طعام، رغم أن شعوب العالم تنظر إلى الأوطان انها أساس الحياة وبيت المواطن الذي يعيش به بعيدا عن الفوراق الطبقية، من المؤسف تجد بالمجتمعات العربية تعمد الأنظمة العربية إلى تقسيم المجتمعات إلى طبقات مستفيدة من الانظمة، وهذا التقسيم للأسف بقي موجود عندنا بالعراق بعد سقوط نظام صدام الجرذ الهالك، يوميا نسمع في ظهور طبقة جديدة تشرع لها قوانين للكسب المادي، قبل اسبوع كنت بدائرة تهتم بشأن طبقة المفصولين السياسيين العجيب غالبية المستفيدين هم ليسوا من أهل السياسة بل مواقف الكثيرمنهم ضد من شرع لهم القوانين، أحد هؤلاء الحثالات قيمته يمكن يتم إعطائه قطيع غنم وكافي عليه، في بناية محكمة محترمة بقي يتحدث ويقول وضع صدام جيد وان السوداني كذا وكذا منه، اضطريت أن انهض وارد عليه قلت له تهجمك على السيد رئيس الوزراء دليل على وجود هامش من الحرية ولو كنت انت بزمن صدام الجرذ هل تجرأ تنتقد صدام لو يكون مصيرك الاعتقال والاعدام، بقي يتلعثم،فمن العار أن يكون هذا السفيه يحمل هوية سجين أو مفصول سياسي، بينما المعارض السياسي الحقيقي لنظام البعث تم حوسمة حقوقه واوجدوا له قرارات رفض نهائي غير قابلة للطعن بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان.
الشعوب العربية تحتاج إلى أنظمة حكم تحكم شعوبها وفق دساتير حكم تضمن مشاركة جميع المواطنين في المشاركة السياسية ونيل الحقوق.
اراذل فلول البعث وفيالقهم الإعلامية المتلونون لا يسعون إلى تحقيق التعايش، والعمل على تعزيز العيش المشترك والمساواة، عندما تتصفح منشورات اراذل فلول البعث وهابي بتويتر فهم يشككون في الانتماء للوطن عند الطرف الآخر الذي يختلف معهم مذهبيا وقوميا، لايؤمنون بمشاركة الآخرين في الحكم وإدارة الدولة.
ماتشهده ليبيا وبقية الدول العربية صراع مابين الدول العظمى الخمسة بأدوات محلية واقليمية، الخلل في الأنظمة وليست في الشعوب العربية.
مانراه في ليبيا صراع قبلي مابين قبائل الشرق الليبي مع قبائل الغرب الليبي وصراع مابين أهالي الشرق والغرب ضد ابناء الجنوب الليبي من أصحاب البشرة السوداء ذات الأصل الافريقي أصحاب الارض الحقيقيين.
لذلك يحتاج الليبيون والعراقيون والسوريين وبقية الشعوب العربية التي تعاني من صراعات داخلية إلى التوافق السياسي الحقيقي في إيجاد دساتير حاكمة.
نجحت دول الاستعمار في تدمير الدول العربية التي تحكم جمهوريا من جنرالات العسكر، بحيث تم إشعال حروب أهلية من منطق تاجيج مستنقع الخلافات الآيديولوجية والدينية والمذهبية، عبر جماعات الحركات الاخوانية الوهابية التي عاثت في العراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر والسودان واليمن قتلا وذبحا من خلال عصابات القاعدة وداعش.
ماحدث ويحدث من اضطرابات وعدم استقرار سياسي بالدول العربية المضطربة بسبب صراعات الدول العظمى المتسيدة على العالم، المطلوب التعاون وخاصة بالوضع العراقي المطلوب من ساسة المكون الشيعي عمل مصالحات فيما بينهم ومن ثم إيجاد اتفاقات مع الشركاء بالوطن من السنة والأكراد.