“راهبرد معاصر” الإيراني يقدم .. تحليل هجمات “الحرس الثوري” على الكتائب الانفصالية !
ترجمة : د. محمد بناية
يُروج الصهاينة إلى فكرة أن “الجمهورية الإيرانية” تُمثل تهديدًا وجوديًا للكيان في منطقة “غرب آسيا”، وأنهم يمتلكون إستراتيجية جامعة للمواجهة ضد “طهران”؛ تعتمد بشكلٍ أساس على إستراتيجية تفعيل الانشقاقات العرقية وتقوية الكتائب الانفصالية في “إيران”؛ بحسب تقرير أعده موقع (راهبرد معاصر) الإيراني.
ومواجهة الأجهزة الأمنية الإيرانية ضد تحركات الصهاينة بين العرقيات التركية والكُردية والعربية في البلاد، وتسليح الكتائب الانفصالية بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتفجرات، إنما يُثبت وجود مخطط “الكيان الصهيوني” لإشعال الحرب الأهلية داخل “إيران”، وفصل المحافظات الحدودية إذا أمكن.
وعليه؛ يُسيء الصهاينة استغلال التطورات الداخلية الإيرانية، في محاولة لاستهداف الأمن القومي الإيراني عبر مساعدات السلاح والمعلومات للكتائب الانفصالية، فضلًا عن موجهات الحروب “الإعلامية-النفسية”.
نشاط الكتائب الانفصالية في “كُردستان العراق”..
وكان معسكر (حمزة سيد الشهداء) الخاص بالقوات البرية لـ (الحرس الثوري)، قد أطلق سلسلة من العمليات المشتركة ضد مقرات حزب (كوملة) “الإرهابي-الانفصالي”، وحزب (تحرير كُردستان) في “سنجاق، وأربيل، والسليمانية، وكركوك”؛ بواسطة الصواريخ الموجهة، والمُسيّرات “القتالية-الانتحارية”، مثل (شاهد-136).
وقد نشرت العلاقات العامة لـ (الحرس الثوري) بيانًا يشرح للشعب الإيراني أن ارتفاع وتيرة جرائم الكتائب الانفصالية في “إقليم كُردستان العراق” ضد الحدود الإيرانية والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد هو سبب العمليات الرئيس.
كذلك أكد البيان أن العمليات سوف تستمر حتى إقتلاع جذور قواعد الكتائب الانفصالية ومحوها بالكامل.
تأتي هذه العمليات غير المسبوقة؛ بعد تحذيرات إيرانية متكررة للقيادات في “إقليم كُردستان” وحكومة “بغداد” المركزية من نشاط الكتائب الانفصالية.
الكتائب الانفصالية الكُردية تطلب دعم “الكيان الصهيوني”..
ووفق التقارير المتداولة في وسائل الإعلام الإيرانية، فقد سعت عناصر تنظيمات (كوملة) و(الديمقراطي) الإرهابية؛ عبر التواجد والانتشار في محافظات “أذربيجان العربية وكُردستان”، إلى ترويج الشعارات الانفصالية وتحويل الاحتجاجات إلى أعمال شغب.
ووفق بيان قيادة جيش (بيت المقدس) بـ”كُردستان”، فقد أُلقي القبض على شخص في مدينة “ديواندره” يحمل ثلاثة أنواع من الأسلحة.
ومن المؤشرات الأخرى الواضحة على تدخل العناصر الانفصالية في الشأن الداخلي الإيراني، تصريحات “عارف پاوه جانی”؛ رئيس حزب (سربستي) الكُردستاني، وفيها يطلب دعم “الكيان الصهيوني” للكتائب الانفصالية والكُردية الإيرانية. وقد أبدى حماسة إزاء فكرة العلاقات المحتملة بين الأكراد و”الكيان الصهيوني”.
رصد بصمات إسرائيلية في إشعال الاحتجاجات الداخلية..
والاحتجاجات الأخيرة ليست سوى فصل من إساءة استغلال العدو للكتائب الانفصالية. وكانت “وزارة المخابرات” قد أصدرت؛ قبل فترة، بيانًا بشأن اعتقال شبكة إرهابية تلقت تدريبات على أيدي عناصر (الموساد) الإسرائيلي في إحدى الدول الإفريقية، ودخلت “إيران” عبر مسار “إقليم كُردستان”.
وقد دخلت هذه الشبكة مدينة “أصفهان” بغرض تنفيذ بعض العمليات العدائية كتدمير المنشآت النووية، لكن “وزارة المخابرات” كانت ترصد هذه العناصر وقبضت عليها قبيل ساعات من تنفيذ العملية.
ولعل أحد أشهر التقارير عن الأكراد هو أنهم أكثر القوميات إيرانية في هذه البيئة الثقافية. والآثار القديمة، والثقافة المحلية، والأسماء الأصيلة وغيرها؛ إنما تعكس عمق علاقة الأكراد المتينة مع “إيران” الثقافية الكبرى.
والثقافة الإيرانية تضرب بجذورها بين الأكراد، بل إن الأكراد في الدول الأخرى بالمنطقة يتعلقون بالأعياد الفارسية الكبرى: كـ”النيروز” ويحتلفون به.
وهذا الاتصال عميق تاريخيًا وقد ساهم حتى في تاريخ منطقة “غرب آسيا” المعاصر واندلاع الحرب بين “إيران” ونظام (البعث) العراقي، المساعدات التي ساهمت بشكلٍ كبير في انتصار “طهران” وتركيع البعثيين في الحدود الشمالية الغربية للبلاد.
ومما لا شك فيه أن تدوين السياسات العادلة بهدف إحداث تطوير متوازن في عموم البلاد، لاسيما المناطق غربي “إيران” قد يُمثل عقبة حقيقة أمام أنشطة الكتائب الانفصالية وإحباط دعاياتها.
الخلاصة..
إن تكرار عبارات: “شرق كُردستان” و”دولة كُردستان”، في موقع (إیران إینترنشنال) السعودي، أو تدخل “مسعود البارزاني”؛ في قضية وفاة “مهسا أميني”، إنما يُثبت وجود مخططات أجنبية للتحرك في مناطق “كُردستان” الإيرانية.
وبناء مقار لـ (الموساد) في “إقليم كُردستان العراق”؛ إنما يُثبت كذلك وجود عناصر “الكيان الصهيوني” الميداني على الحدود الغربية ووجود مخططات تهدف إلى ترويج الفتنة العرقية داخل مناطق أكراد “إيران”.
وبالنظر إلى احتدام أنشطة الكتائب الانفصالية والأجهزة الصهيونية في “إقليم كُردستان”، كان على “إيران” بعد تحذير القيادات السياسية والأمنية بالمنطقة إزاء تصاعد وتيرة الأنشطة المعادية لـ”الجمهورية الإيرانية”، أن توسع دائرة الرصد والتتبع وعدم السماح لأي طرف حكومي أو غير حكومي بتنفيذ أعمال تهدد وحدة أراضيها.
وحوادث الأعوام الأخيرة إنما تُثبت إساءة استغلال الحكومات الأجنبية للأحداث الداخلية الإيرانية في إطار جهودها إلى إنهاك النظام وتفتيت الدولة.