التقت وكالة أسوشيتيد بريس جعفرَ الحسيني المتحدث العسكري لكتائب حزب الله
بقلم - حازم أحمد فضالة
نشرت وكالة الأنباء الأميركية، أسوشيتيد بريس، مقالًا وكان مركزنا (مركز إنليل للدراسات) قد رصده وترجمه، إذ يتضمن حديثًا مقتضبًا، عن السياسة القمعية للطاغية صدام، وعن الاحتلال الأميركي وما بعده، لكن! ما نركزه هنا، هو حديث أسوشيتيد مع جعفر الحسيني (المتحدث العسكري للمقاومة الإسلامية كتائب حزب الله)، لما له من دلالات وتوقيت ورسائل بليغة وجرس إنذار. المقال على على وفق التفاصيل، في أدناه:
العنوان: يرى الشبان والشابات العراقيون بوارق أمل بعد عشرين سنة من الاحتلال الأميركي
الوكالة: أسوشيتيد بريس – Associated Press
الكاتب: جون دانزيسكي. التاريخ: 17-آذار-2023
التلخيص، مع القراءة والتحليل:
كتائب حزب الله، هي إحدى الميليشيات الشيعية التي شاركت في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويُنظر إليها على نطاق واسع، على أنها وكيل لإيران، وشبيهة لحزب الله في لبنان وسورية، كما أنها جزء من الائتلاف السياسي الذي أسس حكومة السوداني.
التقت وكالة أسوشيتيد بريس، جعفرَ الحسيني (المتحدث باسم كتائب حزب الله)، في مطعم خارجي، في قرية دجلة ببغداد، وهو مجمع فخم يحتوي على الحدائق والمنتجعات الصحية ونافورة راقصة؛ يُطل على منعطف في نهر دجلة، وهو تحفة مثالية، يشبه الأحياء التي يسكنها الأثرياء في دبي.
عبَّر الحسيني عن تفاؤله بالحكومة العراقية الجديدة، وازدرى أميركا قائلًا إنها باعت العراقَ وعودَ الديمقراطية، لكنها أخفقت في توفير البنية التحتية والكهرباء، ومشاريع الإسكان والمدارس والأمن، وقال الحسيني: «نتطلع إلى بناء دولة جديدة، بعد عشرين سنة من الحرب… مشروعنا أيديولوجي، ونحن نقف ضدًّا من أميركا».
انتهى
قراءة وتحليل:
1- الوكالة:
إنَّ وكالة مثل أسوشيتيد بريس (أقدم وكالة أنباء أميركية – 1848م)، وهي الرائدة في الإحاطة الخبرية، وصناعة الخبر، وصناعة الرأي العام والتأثير فيه.
2- الفصيل، صفة المتكلم:
اختارت وكالة أسوشيتيد برس، شخصيةً تنتمي إلى أصعب فصيل مقاوم أوجعَ أميركا من (2003) حتى الآن، وهو (كتائب حزب الله)، ولم تختر فصيلًا آخرَ (وكلها فصائل لها ثقلها)، أو متحدثًا سياسيًا، بل اختارت (المتحدث العسكري).
3- التوقيت:
نشرت الوكالة مقالها على أصل المقابلة يوم: 17-آذار-2023، أي: بعد مرور ستة أيام على الاتفاق: الصيني، السعودي، الإيراني، وقبل سبعة أيام من موجة العصف الصاروخي الذي استهدف القواعد العسكرية الأميركية على ضفة الفرات في سورية، يوم: 24-آذار-2023، كان هذا (جرس إنذار).
4- ذكر المقال: (كانت صدمة العراقيين بالعنف المتواصل الذي أعقب الحرب لا يمكن إنكارها؛ إذ يذكر معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة براون، أنه قُتل زُهاء (300.000) عراقي في المدة: (2003- 2019)، وكذلك أكثر من (8000) أميركي من العسكريين والمتعاقدين والمدنيين، وانتشرت في هذه المدة البطالة والتفكك والعنف الطائفي والإرهاب، وسنين دون كهرباء أو خدمات عامة.)
5- أميركا في سورية، بدأت تشعر أنها بحاجة إلى تعجيل تطبيق خطة هربها من أفغانستان: 31-آب-2021، ونحن نرى أنَّ السيد (جعفر الحسيني)، أوصل رسالة ثقيلة إلى أميركا عندما قال: «نتطلع إلى بناء دولة جديدة، بعد عشرين سنة من الحرب… مشروعنا أيديولوجي، ونحن نقف ضدًّا من أميركا»؛ لأنَّ الدولة الجديدة في معياره هي ضمن: (العالم المتعدد – دون أميركا)، أما الوقوف بالضد من أميركا في معياره فهو: (إمطار قواعدها العسكرية الإرهابية بالصواريخ والمُسيَّرات مطرًا مكثفًا يرسم قواعد اشتباك جديدة؛ لتكرار معادلة هربها من أفغانستان)، ولهذا السبب كانت أسوشيتيد بريس، بحاجة إلى لقاء (متحدث عسكري) بهذا الوزن، فاجتمعت الصفة مع التوقيت التي تنتج هذه الرؤية. (أميركا تشجع نفسها على الهرب).
6- نكرر استشرافنا، أنَّ الاستهداف المكثف لقواعد الجيش الأميركي الإرهابية في سورية، سوف يبدأ نظيره في العراق، لأنَّ قواعده عندما تعجز في سورية عن حماية إسرائيل، وتتحول سرقته للنفط والغاز السوري، إلى (كلفة اقتصادية خاسرة أي: عبء)؛ فلا معنى لبقائه في العراق.