مقالات

الخارطة اليمنية… كعكة الطامعين وصمود الحق في صنعاء

محمود وجيه الدين- كاتب يمني

• الخارطةُ اليمنية… كعكةٌ يتقاسمها الأوغاد

لم تكُنِ المؤامرةُ الخارجيّة على اليمن جديدةً في هذا العقد، بل قد مُرِّرت مشاريع أُخرى بمفاهيم وسُبل متباينة مُنذ غابرِ السنين.. لذا قصةُ اليمن لم تنتهِ بعد. فما يعرِفهُ الكثيرون عن أهميّةِ اليمن جغرافيًا وسياسيًا واقتصاديًا… هو ما يُريدوه الطامعون أنْ يسعوا إليه بشتَّى الطرق. كما عام 2015م حينَ شنَّ التحالف العربي مع السعوديّة بضوءٍ أخضرٍ أميركي عدوانًا غاشمًا غيَّرَ الواقع الاجتماعي والجغرافي والسياسي في اليمن، لاسيّما العقل اليمني ووعيه. ولا زال الوضع كما هو إنْ لم نقُل الأسوأ!

يُريدون خريطةُ بلدٍ ممزقة.. مصادر ثروات البلد ليست بيدِ شعبٍ ودولةٍ سيادية بشرعيّةٍ وطنية وشعبيّة. نسيج اجتماعي ممزق.. ليس مترابطًا.. والكثير والكثير مما يريدوه مما يصعب ذكر ما يُريدوه. إذًا الوضع المراد الذي يسعى له المعتدون هو هذا الوضعُ السيء فليس من مصلحتهم بقاء اليمن عزيزًا يأبى الذل. لذلك من مصلحتهم التقاسم بمرآةِ مرتزقتهم، ومهما اختلفت الغايات والمصالح، فمَنْ يُبادِر في قطعِ الكعكة في منطقةٍ أكبر هو من يعزِّز مصلحته!

• اليمنيون بين قلبٍ صادق وقلوبٍ كاذبة شتَّى

كان طوال احدى عشر عامًا تتجلّى حقيقة..هناك أطرافًا تخوضُ حربًا أهليَّةً- إذا جاز التعبير-؛ فقلوبٌ رأيناها ظاهرًا كمسارٍ واحدٍ حينما ذهبت للركوع للخارج بذريعةٍ النفوذ الإيراني، فوجدناها يومئذٍ جنودًا مجنَّدةً لجارةِ السوء السعوديّة والإمارات تمشي بأجزاء اليمن ظُلمًا وفسادًا وعدوانًا.. بينما باطنًا قلوب طالحة وهي شتَّى وذلك ما تبيّن حين الاتفاق السعودي الإيراني بالشراكةِ الصينية ويبدو أنها تبدّدت الذريعة أمام المجتمع الدولي.
ومن بعيدٍ من هؤلاء القلوب الزائفة ثمّة قلبٌ تتجدد السنين والأيام مؤكدةً أنّه الحق والصادق والذي يملك مشروعًا لكل اليمنيين سياديًّا ومستقلًّا. ولم يُبدِّل تبديلًا. وهذا مايؤكد أن هذا القلب الحق الصادق يفترق مع القلوب الباطلة الكاذبة الأخرى بمفارقاتٍ واضحة أثبتها الواقع في عزّة صنعاء تحت قيادة «أنصار الله».

• ما تخبرنا بهِ الأنباء اليوم في اليمن

إنَّ أتباعَ السعوديّ والإماراتي في اليمن، قد يمكن أن يَختلِفوا ظاهرًا بمعاركٍ جانبية أو بتنازلات بعضهم بعضًا والغلبةُ بينهما لِمن له أن يخدم مصالح الخارج كثيرًا عن الآخرين ويمهّد لواقعٍ جديدٍ طمع به الطامعون بالخارج من قبل، بينما في الأمرٍ الواقع يتفقون بالعداء المشترك مادامت راية الحق في صنعاء وبقيّة المحافظات المحرَّرة وتدعو راية الحق المستضعفين من الشعب بمواجهة المستكبرين المحتلين بأرجاء اليمن؛ فهذا يضيّعُ النوم عنهم، ولم يكونوا حينها مقتنعين ببقاءها-هذي الراية-واليوم كذلك.

ولذا لم يستطيعوا النوم طوال أعوامًا عديدة ويبررّون باستمرار بقادمون ياصنعاء كما عهدنا من قبل، فيخشون يومًا أنْ يروا راية الحق الاستقلاليّة في عدن وحضرموت ومأرب والمهرة وبقية الخارطة اليمنية.

فنقول ختامًا مستعينين بالله ومتوكلّين عليه: إنْ كنتم لم تستطيعوا النوم إلا بصنعاء ونحن نقول لن نستطيع العيش دون أن نرى اليمن كاملًا مستقلًا عزيزًا يأبى الضيم والاحتلال، و “ومَن جرّب المجرّب حاقت به الندامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى