شؤون اقليميةمقالات

فلسطين بين عالمية الظلم وتواطؤ العرب…

وحدة الاعلام

إلى تلك الأرض التي ارتوت بدماء شهدائها
إلى الأرض التي صمدت رغم كل الآلام والمآسي التي شهدتها
رغم الآلام والاضطهاد ومرور اكثر من تسعة من الشهور على العدوان الصّهيوني في أراضي فلسطين ، حتّى هذه اللحظة الدول الكبرى عاجزة عن إيقاف المجازر التي تحدث
فهي تصرح أمام العالم ببضع جمل لا تنفع ولا تفيد،
لكلّ شعوب الأرض وطن يعيشون فيه إلّا فلسطين تعيش في قلوب أبنائها فهم قوم يشفي الأمل صدورهم وقلوبهم ممتلئة بالإيمان بالحرّية والنصر حتّى لتجعل العدوّ يرتعد
قضية فلسطين لم تكن يومًا قضيّة سياسية فحسب
“بل هي قضيّة إنسانية وقضيّة العالم بأسره
فإن لم تكن قضيتك فأنت لا تستحق لقب إنسان”
تعيش فلسطين منذ عقود مأساة مستمرة، تتجلى في الظلم العالمي والتواطؤ العربي الصامت، مما يجعل القضية الفلسطينية جرحاً نازفاً في وجدان الأمة الإسلامية والعربية. هذه القضية ليست مجرد قضية وطن وهو “فلسطين ووجود كيان استيطاني غاشم” بل هي رمز للحقوق المسلوبة والعدالة الغائبة على الصعيد العالمي.

يتجسد الظلم العالمي في سياسات العديد من القوى الدولية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا الدعم يتنوع بين العون العسكري والاقتصادي، والتأييد السياسي في المحافل الدولية، وهو ما يسمح لإسرائيل بمواصلة سياساتها التوسعية والعدوانية دون حساب حقيقي. إن ازدواجية المعايير التي تتبعها بعض الدول الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية تتنافى مع المبادئ التي تنادي بها من حقوق الإنسان والديمقراطية.

على الجانب الآخر، يقف التواطؤ العربي كعامل آخر يعمق الجروح الفلسطينية. العديد من الأنظمة العربية اختارت طريق الصمت وحتى التطبيع مع الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته، ورغم الجهود التي تبذلها فصائل محور المقاومة والمؤسسات المناهضة للوجود الاسرائيلي في أرض فلسطين وسياسات بعض الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، إلا أن غالبية الحكومات قد اختارت بهذا التواطؤ والخذلان العربي الذي يفرغ النضال الفلسطيني من جزء كبير من قوته ودعمه المفترض.

يعاني الشعب الفلسطيني من اعتداءات يومية وانتهاكات مستمرة لحقوقه الأساسية، سواء في غزة التي تعاني من حصار خانق
ولكن ضمير الشعب لايموت ونراه اليوم في غزه الصمود والاباء وبطوفان الأقصى قد ارهب وقض مضاجع سلطات الغي والنفاق والتطبيع على حد سواء ،وما زالت “غزه” تزف قوافل الشهداء والجرحى الذين قاربوا 120 الفآ وهي تقف بعزه وشموخ المنتصر الذي لايقهر، أو الضفة الغربية التي تتآكل أراضيها بفعل الاستيطان، أو في القدس التي تواجه تهويداً ممنهجاً، أو في الأراضي المحتلة عام 1948 حيث يستمر التضييق على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.

إن الواقع الحالي يستدعي مزيداً من الوحدة الوطنية والتوافق بين مختلف الفصائل الفلسطينية المقاومة لمواجهة التحديات المشتركة. كما يفرض على الشعوب العربية والإسلامية واجب التحرك بفعالية لدعم القضية الفلسطينية على مختلف المستويات: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

لن تتحقق العدالة في فلسطين إلا إذا تكاتفت جهود أبناء الأمتين العربية والإسلامية، إلى جانب الأحرار في جميع أنحاء العالم، لفضح ممارسات الاحتلال وتفعيل الضغوط على الدول الداعمة له. فقط من خلال التكاتف والعمل الجماعي يمكننا أن نعيد الأمل لأجيال فلسطين الصاعدة بأن حريتها قادمة، مهما طال الزمن.

تبقى فلسطين هي القضية المركزية التي يجب أن تحظى بالأولوية في اهتماماتنا وسعينا. إن نضال الشعب الفلسطيني هو جزء من نضال الإنسانية جمعاء ضد الظلم والاضطهاد، وأملنا أن يأتي اليوم الذي تتحرر فيه الأرض الفلسطينية كاملة ويعود إليها أهلها حرة عزيزة.

إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو أحد أبرز مظاهر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه. على مدى عقود، واصلت إسرائيل قمع هذا الشعب العربي ومرورا بجرائم عصابات الهاغانا والارجون وجبل الهيكل وغيرها الكثير إذ قامت بمذابح دير ياسين والاقصى والتدبير او الاشراف المباشر للكثير من العمليات الاجرامية ضد مناصري القضية الفلسطينية اينما وجدوا ، وقد اتخذت حكومات العدو الصهيوني ذات النهج بقتل وتشريد الفلسطينين مع التوسع بالمستوطنات وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية وشرق القدس، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة،ولم يحرك المجتمع الدولي او العربي ساكنا سوى بعض التصريحات الخجولة هنا وهناك.

والى جانب التصدي العسكري للمحتل ينبغي مقاومة حركة الاستيطان المستمرة من عدة محاور رئيسية ومنها:

1. المقاومة الشعبية: من خلال التظاهرات والاعتصامات والمسيرات والفعاليات الشعبية المناهضة للاستيطان في مختلف المناطق الفلسطينية. تلعب الحركة الشبابية والمنظمات المجتمعية دورًا بارزًا في هذا الجانب.

2.المقاومة القانونية والدبلوماسية: من خلال الطعون القانونية أمام المحاكم الدولية لوقف عمليات الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية. إلى جانب الجهود الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي ضد الاستيطان.

3. المقاومة الاقتصادية: عبر المقاطعة الاقتصادية للمنتجات المستوطنات والضغط على الشركات والمؤسسات التي تتعامل معها. بالإضافة إلى تعزيز الاقتصاد الفلسطيني المحلي وتنمية القطاعات الإنتاجية كبديل عن السلع الاستيطانية.

4. المقاومة الأمنية: من خلال العمليات النوعية الرادعة ضد المستوطنين والمستوطنات كرد على انتهاكاتهم وعدوانهم المتواصل على الأراضي والممتلكات الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى