مقالات

والسرُّ المستودَعُ فيها…

بقلم: علي السراي

سيدتي…
حين يحمرُّ البأس، ويشتدُّ عِضاضُ الحرب، وحين تتقاذفُ أفواهُ الخطوب شررَ الردى، وتكشِّر ذئابُ المَنون عن أنيابها، ويستعدُّ عزرائيلُ وجنده لقبض الأرواح، يُنادى في سوح الوغى نداءٌ يعرفه الأعداء، يُرعبهم، يزلزل الأرضَ تحت أقدامهم، فيُوقِنوا بالهزيمةِ الساحقةِ الماحقة.

هو سرٌّ قبل أن يكون نداءً، تعلو به حناجرُ شيعتكِ سيدتي إيذانًا بالهجوم على عساكر الكفر
أن ( يا زَهراااااء )
لحظتئذٍ يوقن الكفرُ أن الهزيمةَ قد عصفت بجنده وعساكره وأركانه.
بِلبَّيكِ يا زهراء يُستنزل النصرُ على الأرض من السماء.

سيدتي…
يا وِعاءَ النبوّة والإمامة،
أيُّ سرٍّ هذا؟
بل أيُّ مكنونٍ ذاك؟
يا أُمَّ الأئمة… أيُّ وديعةٍ هذه التي لديكِ عند السماء وربِّ السماء؟
يا زوجةَ وليِّ الله الأعظم…
أيُّ مكانةٍ لكِ عند الله؟
يا سرَّ الله ومستودَعَ الأمانة…
أيتها الرحمةُ الإلهية التي منحها اللهُ لخاتم أنبيائه، واصطفاكِ زوجةً لسيّد أوصيائه.

لَعَمْرُ اللهِ ما دَعَا اللهَ عَبْدٌ وَجَعَلَكَ وَسِيلَةً إِلَيْهِ إِلَّا وَقَضَى اللهُ حَاجَتَهُ وَنَالَ طَلَبَهُ وَمُرَامَهُ

في يوم ميلادكِ تفرح الأنفسُ وكلُّ ملائكة السماء، والحورُ، وطوبى، وكلُّ حجرٍ ومدر.
في يوم ميلادكِ نجدد العهدَ لكِ ومعكِ بأنّا باقون على العهد والوعد،

وبانتظار يُوسفِكِ سيدتي، ذاك الذي طال انتظاره، ونترقّب ظهورَه المقدّس ليكتمل المشهدُ الإلهي بدولة العدل على يديه، ويُشفى جُرح الغدير المذبوح.

أيها الاحبة الموالين وشيعةِ الزهراء فاطمةَ عليها السلام في العالم،
باسمكم جميعًا نرفع
أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام نبيّ الرحمة محمدٍ صلّى الله عليه وآله الطاهرين،
وإلى مقام مولانا وقائدنا صاحبِ الأمر أرواحُنا له الفداء،
وإلى مراجعُنا العظام وعلماؤنا الأعلام،
بمناسبة ولادة سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

ونسأل الله بحقّها وأبيها وبعلها وبنيها أن يعجِّل فرجَ يُوسفها ووَلَدها المهديّ أرواحُنا له الفداء،
ليملأ الأرضَ قسطًا وعدلًا بعدما مُلِئت ظلمًا وجورًا.
إنه سميعٌ مجيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى