
سارعت الولايات المتحدة الأمريكية في أخذها بالعديد من المحاولات اللازمة والممارسات الممكنة التي من شأنها تقوض أي مساعي قادمة قد تصدر خلال إجتماعات القمة العربية والإسلامية المقررة بالدوحة يومي الأحد والاثنين والمتعلقة بالأحداث الأخيرة التي قام بها الكيان الصهيوني واعتداءاته على السيادة القطرية وقصفه بالطائرات الحربية لمقرات حركة حماس في الدوحة والتي لها مؤشراتها المتداول عنها قد تخرج بها القمة في إتخاذها للعديد من القرارات القوية التي قد تزيد من عزلة إسرائيل الدولية وجعلها منبوذة بشكل كبير وواسع.
ومن الملاحظ أن بعض دول التطبيع العربي مع كيان الإحتلال الإسرائيلي قد تم الإيعاز مسبقًا من أجل أخذ موقفًا سريعًا بعمل إستدعاء لسفراء الكيان كما فعلته دولة الإمارات عندما إستدعت سفير إسرائيل إحتجاجا على الإعتداء المباشر على الدولة القطرية: وهذا ما يضع دلائل واضحة تعرضت لها الإمارات من الصهاينة والأمريكان بعدم تبني قرار بطرد السفير أو إيقاف لأي معاملات تجارية قادمة معه أثناء الاجتماع بالقوة العربية والإسلامية القادمة والاكتفاء بالشجب والتنديد بوجه السفراء.
ترتيب اللقاءات من الجانب الأمريكي وبصورة عاجلة مع الجانب القطري أثناء تواجد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ومناقشة كل القضايا الحالية لتجنب أي تصعيد قادم واللقاء مع نائب الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية ومن ثم الرئيس الأمريكي في وقت قياسي وسريع: لا يحدث إلا في جوانب هامة وطارئة إذا ما عرفنا التعقيدات الكبيرة في ترتيب اللقاءات مع الرؤساء أو القادة الزائرين لأمريكا والتي قد تأخذ أسابيع لبرمجة وتحديد مواعيد اللقاءات و الزيارات.
مساعي الأمريكان واضحة وعاجلة لعرقلة أي جهود قد تتأخذها مخرجات القمة القادمة في قطر لقرارات قد يكون تأثيراتها القوية والمباشرة على الكيان تجعله يعيد حساباته من جديد وتضعه في موقف ضعيف قد تنقلب عليه الطاولة كلياً منبوذا في مواجهة العالم كله وتخلق هذه القرارات ظروفا قاسية تستدعي من الكيان بضرورة إيقاف الحرب على غزة.
إخماد الغليان العربي بالإعتداء على دولة عربية أسكتها البيان الصحفي الغير رئاسي في مجلس الأمن الدولي بأدانة واسعة للكيان الصهيوني حتى بدون ذكر أسمه على الإطلاق، ولحقه سريعًا ما سمي بإعلان نيويورك بالجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطينية صادق عليه 142 دولة وعارضته 10 من بينها أمريكا وامتنعت عنه 12 دولة، وايضا التزام ترمب الصريح للدولة القطرية بعدم تكرار الإعتداء الإسرائيلي على قطر، وبحثه المستمر والسريع الآن للتوصل الى صفقة تقود الى إنهاء الحرب في غزة، والتلويح بالضغط على إسرائيل للقبول والاتفاق على المزيد من التعاون العسكري الأمريكي والقطري في مجال الدفاع المشترك للتصدي لأي عدوان على قطر تلتزم بالدفاع، والدفع لوزير الخارجية الأمريكي لزيارة الأراضي المحتلة الفلسطينية يوم السبت قبل انعقاد القمة بيوم.
كلها أساليب أمريكية لإفشال أي محاولات لقرارات قد تقررها الدول العربية والإسلامية في اجتماعها القادم في قطر، وهنا هل سيكون لكل هذه المساعي الأمريكية نجاحها في عاقلة أي جهود عربية إسلامية الذين يسعون للم الشمل والصف في مواجهة مخاطر الصهاينة المرتفعة، أم أن الكيان الصهيوني يعرف مسبقًا أن ما أقدم عليه له تداعياته في إقدامه على تنفيذ عملياته الإجرامية والخطيرة على زعزعة الاستقرار على المنطقة، وأنه يدرك تامًا أن ما يقوم به هو بعلم الأمريكان وسيكون له النجاح بمساعدتهم التي عملت سريغا على إخماد حرائق الصهاينة بعد إشتعالها لتحقيق الهدف المنشود جراء كل ماهو مخطط و مرسوم.