
أحبتي أيها الأصدقاء، أيها المتابعون من أبناء هذا الوطن عامة ،يا أبناء الجنوب، يا شيعة العراق خاصة إنتباه ..
في قضية الطبيبة الفقيدة أبنتنا وأختنا وعرضنا وشرفنا بان، رحمها الله تعالى، قال القضاء كلمته، وحسم سبب الوفاة. ولكن، انظروا جيدا وتأملوا : كيف هرعت القنوات الفضائية التابعة لمكونات معينة، ومعها صفحات الناشطين والإعلاميين والمنظمات النسوية والمدنية، لتجعل من المأساة وقودا لإشعال الفوضى، وكأن الدم عند الشيعة مادة للمتاجرة حتى وصلت الجرأة بزوجة فخري كريم أن تقول: بان هي “مهسا أميني الثانية”! أي إعلان مُبطن للفوضى، للتخريب، لمحاولات إسقاط النظام بوجه أو بآخر.
لكن، اسألوا أنفسكم بصدق: أين كان صوت هؤلاء حينما قُتل ثلاثة شبان عرب ذهبوا للسياحة في أربيل؟ شباب قُطِفَت أعمارهم بدمٍ بارد، وبتنكيلٍ وقسوةٍ موجعة، ولم يتحرك أحد لا شعارات، لا وقفات، لا مظاهرات، لا دمعة صادقة واحدة من أفواه من يصرخون اليوم باسم بان. وأين كانوا حين قُتل اللواء المتقاعد وزوجته في حي القاهرة ببغداد، على يد شخص من مكون معين ومحافظة معينة ؟! صمتٌ مطبق، وكأن الدم الذي سال لا يعنيهم.
أحبتي… هذا هو ميزانهم الأعوج. يهوّلون كل ما يحدث عند الشيعة، ويصمتون عن مآسي غيرهم، لأن غايتهم ليست العدل ولا الإنسانية، بل الطعن بهويتكم، والتشويه بجذوركم.
تذكّروا بأن هؤلاء أنفسهم صنعوا مسلسلات تسخر من الجنوبي الشيعي، جعلوه صورة للتفاهة والانحطاط، بينما زيّنوا شاشاتهم بمسلسلات عن محافظاتهم يتغنّون فيها بالمجد والكرم والعظمة! ويا للأسف، كثير منكم كان يتابع ويضحك، غير منتبه للرسالة الخبيثة: “نحن الأصل، وأنتم الدخلاء”.
يا شيعة العراق…
أنتم لستم دخلاء، أنتم الأصلاء. أنتم الذين سقوا هذه الأرض بدمائهم، أنتم الذين قدّموا أبناءهم قرابين لحفظ العراق، أنتم الذين حُملت على أكتافهم مآذن بغداد، وارتوت بعرقهم سهول الجنوب.
إياكم أن تنخدعوا. ولا تخلطوا بين نقد السياسي الفاسد وبين من يتعمد وصم الشيعة جميعا بالفساد والهمجية والجريمة والانحطاط. هم يريدون أن يهزّوا ثقتكم بأنفسكم، أن يسرقوا منكم تاريخكم، أن يجعلوكم تشعرون بالعار بدلا من الفخر.
فانتبهوا… وانتبهوا… وانتبهوا.
فكل كلمة مسمومة تُلقى على مسامعكم ليست بريئة، بل مدبرة بعناية، تستهدف هويتكم، تريد أن تمحو تاريخكم، أن تنزع جذوركم من هذه الأرض.
تذكّروا دائما كيف كان جرذ العوجة يطعن بكم ويقول: “أنتم جئتم مع البقر أو البعران من الهند”. واليوم يعيدون نفس السخرية، بوجه جديد، وبخطاب آخر. فلا تسمحوا لهم!
كونوا الوعي الحاضر. واحملوا الصوت العالي. والقلب النابض الذي يقول: نحن أبناء علي والحسين، نحن جذور العراق وأصله، نحن الكرامة والشرف والتاريخ.
ملاحظة : انا لا اتهم ابناء المكونات الاخرى في البلد فهم أهل غيرة وشرف وليس لهم شغل بهذه المؤامرات وكلامي واضح من المقصود وهم المتصدين لخراب العراق ومشخصين وتحية طيبة لكل ابناء مكونات المجتمع