
الكثير منّا يتسائل في ظل الهجمات المتبادلة بين ايران واسرائيل التي افضت الى نهاية الحرب ، من المنتصر ؟
من خلال مراجعة الأحداث وتحليل الأداء العسكري والسياسي .
يمكن عرض نتائج هذه الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل بالنقاط التالية من المنتصر في هذه الحرب القصيرة:
1. المبادرة والضربة الأولى : بادرت إسرائيل بالهجوم واستهدفت مباشرة الصف الأول من القادة والجنرالات الإيرانيين.
بينما لم تستطع إيران التصدّي بنفس الكفاءة بسبب تحصّن قيادات الكيان الصهيوني في ملاجئ وسيطرة كاملة على تكتيكات الطيران المسيّر والدفاعات الجوية ، فالتفوّق في هذه الجولة كان واضحاً لإسرائيل ولايمكن نكران ذلك بسبب ان العدوان كان بدون سابق انذار .
2-استهداف العلماء النوويين ومعهد وايزمان :
نجحت إسرائيل في القضاء على مجموعة من العلماء النوويين الإيرانيين، لكن لدى إيران كوادر احتياطية من علماء اخرين ومُساعدين وتلاميذ سيستكملون المسيرة البحثية.
بالمقابل، قصفت إيران معهد وايزمان الإسرائيلي للبحوث العلمية، مما أدى إلى خسائر فادحة في كوادر بحثية ووثائق علمية، بحسب تصريحات رئيس المعهد.
# هنا يُعدّ النصر للإيرانيين بالنظر إلى التأثير طويل المدى على البحث والتطوير الإسرائيلي.
3- القصف الموجه للمفاعلات النووية
استهدفت إسرائيل عدداً من المفاعلات النووية الإيرانية مع تجاهل المخاطر المحتملة للشعوب المجاورة، في المقابل، تجنّبت إيران ضرب مفاعل ديمونة حرصاً على أمن المدنيين والدول المجاورة.
التفوّق النوعي في تعطيل التخصيب النووي كان لإسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية .
4. خسائر المدنيين والعسكريين
تقدّر خسائر طهران بأكثر من ألف قتيل، بينما تشير تقارير إلى أن عدد ضحايا إسرائيل قد يصل إلى نحو 2800 وبناءً على أقل التقديرات، تفوّقت إيران في هذا الجانب، لكن قياس النصر بعدد الجثث يبقى ثانويّاً كما ان الرعب كان سائدا والكثير من المستوطنين غادروا للخارج ، بينما الحياة عادية ومستمرة في ايران وذلك لتماسك الجبهة الداخلية .
5. الشق الاستخباراتي :
كشفت الحرب عن وجود شبكات جاسوسية إسرائيلية عميقة داخل إيران، إلا أن إيران نجحت في إحباطها والاستفادة من التقنيات التي ضبطتها ، في المقابل، استطاعت طهران اختراق كاميرات الشوارع في تل أبيب مما مكّنها من متابعة تحركات الجيش الإسرائيلي لحظة بلحظة.
# النتيجة لصالح إيران في هذا المضمار.
6. الدعم والتحالفات :
خاضت إيران القتال بمفردها، بينما لجأت إسرائيل إلى طلب الدعم المستمر من حلفائها ، وهذا يشير إلى عجز إسرائيل عن المواجهة المباشرة دون مساندة خارجية، #ما يُعزّز الانتصار الإيراني.
7- الموقف السياسي واللجوء للمنفى
توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي سراً إلى اليونان لإدارة الأزمة من هناك، بينما بقي المسؤولون الإيرانيون في طهران وهذا يعكس شعوراً بضعف القيادة الإسرائيلية، #مقابل ثبات القيادة الإيرانية.
8- الحرب النفسية والدعاية :
عدم التهويل ومحدودية الدعاية والاخبار الرسمية الإيرانية، التي اتسمت بالمصداقية والشفافية في عرض الأضرار والخسائر .في المقابل، اعتمد الإعلام الإسرائيلي على رسائل دعائية كاذبة وفرض حظر نشر مستمر، مما أضرّ بمصداقيته.
#هنا تفوّقت إيران في الحرب الإعلامية والنفسية.
9. الخطاب السياسي الرسمي :
تميّز مرجع إيران المرشد الاعلى السيد الخامنئي في خطابه بالثبات والاحترام لشعوب المنطقة، شاكراً الدول الداعمة ومعبّراً عن التعازي. وأما خطاب القيادة الإسرائيلية فكان متسمّاً بالغطرسة والاستجداء للمساعدة، مما أظهرها في موقف ضعف.
10-سقوط العاصمة
تعطّلت الحياة في تل أبيب وظلّت الخدمات مُعطّلة، ما يُعدّ “سقوطاً” بمعناه العملي، بينما حافظت طهران على استمرارية العمل إلى آخر لحظة.
11-أهداف الحرب والنتائج
فمن اهداف إسرائيل هو إسقاط النظام السياسي الإيراني وإنهاء برنامجه النووي، ولم تحقق أيّاً من هذين الهدفين. بينما سعت إيران للردّ وتأديب إسرائيل على اعتداءاتها، ونجحت في تثبيت معادلة الردع وكسر أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”.
باختصار ؛
على المستوى الاستراتيجي والسياسي والنفسي، حققت إيران نصراً ساحقاً في هذه الحرب القصيرة، فيما أدركت إسرائيل ضعفها وعجزها عن فرض إرادتها دون دعم خارجي.
تحية لأرواح الشهداء والجرحى والمدنيين الذين سقطوا في هذه المعركة التي اثبتت ما ان تتوحد الدول الاسلامية فهي قادرة على انتزاع حقوقها واسترجاع فلسطين الى اهلها بعد اسقاط اسطورة الجيش الذي لايقهر .
25/6/2025