عراقيةمقالات

العراق الجديد: التصدي للشائعات وبناء نهضة وطنية

كتب رياض الفرطوسي

يمر العراق اليوم بمرحلة تتشابك فيها التحديات السياسية والاقتصادية مع الحملات الإعلامية المغرضة التي تهدف إلى تشويه مسيرته نحو الاستقرار والبناء. من بين هذه الحملات، تبرز الشائعات التي تدّعي وجود نوايا دولية لتغيير النظام السياسي في العراق أو استهداف مؤسساته الوطنية. هذه المزاعم، التي تُغذى عمداً لإثارة البلبلة، لا تمتلك أي أساس واقعي وتتناقض مع الحقائق على الأرض .
الفصائل العراقية: شأن داخلي وسيادة وطنية
تعد الفصائل العراقية المسلحة جزءاً من الواقع الوطني، وتتمثل مهمتها في حماية الأمن العراقي من الإرهاب والتدخلات الخارجية. هذه الفصائل ليست مجرد أداة عسكرية، بل هي جزء من منظومة سيادية تخضع لمعايير وطنية تهدف إلى الدفاع عن العراق وحمايته من أي تهديد . من هذا المنطلق، يجب التأكيد على أن الفصائل العراقية هي شأن داخلي محض، ولا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيه أو توجيهه. المحاولات الإعلامية لتشويه صورة هذه الفصائل، وربطها بأجندات إقليمية أو دولية، تندرج ضمن حملة أوسع تهدف إلى زعزعة الثقة بالقدرة العراقية على إدارة شؤونه السيادية . على الرغم من كثرة الشائعات التي تتحدث عن فرضيات تغيير النظام السياسي في العراق، فإن الواقع يكشف عكس ذلك تماماً. مقابلات سفراء الدول الغربية وتصريحاتهم العلنية تؤكد دعمهم لاستقرار العراق ومواصلة نهجه الديمقراطي القائم على مبدأ الأغلبية البرلمانية. لا يوجد أي تصريح رسمي أو غير رسمي يشير إلى نوايا لتغيير النظام، مما يجعل هذه الادعاءات مجرد أكاذيب تهدف إلى خلق اضطرابات داخلية . في سياق إقليمي معقد، يُطرح السؤال حول دور الولايات المتحدة وتأثيرها في المنطقة، خاصة ما يتعلق بإيران. صحيح أن هناك جهوداً أمريكية للضغط على إيران بوسائل اقتصادية وسياسية، إلا أن الهدف الأساسي لهذه الضغوط ليس كسر النظام الإيراني، بل إعادته إلى طاولة المفاوضات . العراق، بدوره، يدير هذه العلاقة بحكمة، حيث يسعى للحفاظ على توازنه الاستراتيجي مع جيرانه وحلفائه، مع الالتزام بمصالحه الوطنية العليا. إن أي تأثير لهذه الضغوط على العراق، سواء اقتصادياً أو سياسياً، يتم التعامل معه بوعي ومسؤولية من قبل القيادة العراقية . رغم التحديات التي يواجهها العراق، فإن الوضع الاقتصادي يشهد نمواً وتطوراً ملحوظين. هناك جهود حكومية متواصلة لتحسين البيئة الاستثمارية، وتعزيز التنمية الاقتصادية، واستقطاب رؤوس الأموال. الوزارات والمؤسسات الوطنية تعمل بجد لضمان استدامة هذا النمو وتوفير فرص العمل للشباب العراقي، مما يبعث برسالة واضحة بأن العراق يسير على طريق بناء مستقبله بثقة واستقرار . إن الشائعات التي تستهدف العراق هي جزء من حملة نفسية تهدف إلى تفكيك وحدته وإضعاف ثقته بمؤسساته. الرد على هذه الحملات لا يقتصر على دحض الادعاءات، بل يمتد إلى تعزيز العمل الوطني المشترك . الجميع مطالب بالاصطفاف خلف الدولة العراقية ومؤسساتها الوطنية، ودعم مسيرتها نحو الاستقرار والبناء. الرؤية العراقية الجديدة تقوم على أساس التكاتف بين الشعب والقيادة، والعمل الجاد لتحقيق نهضة وطنية تليق بتاريخ العراق ومكانته الإقليمية والدولية . العراق اليوم ليس مجرد دولة، بل نموذج للصمود في وجه الأزمات. وحدتنا الوطنية، ووعينا الجماعي، هما السلاح الأقوى في مواجهة الشائعات والتحديات. معاً، نستطيع أن نبني عراقاً قويًا ومستقراً، يكون مصدر فخر لأبنائه، وركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة . نسأل الله أن يحفظ العراق وشعبه من كل سوء، ويوفقنا جميعاً لبناء مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى