شؤون اقليميةمقالات

العمليات اليمنية.. تجديدآ للإسناد وتاكيدآ للجهوزية والإستعداد

عبدالجبار الغراب

للثبات على المواقف مبادئها الرفيعة الراسخة، وقيمها الإنسانية الشامخة، وفضائلها الأخلاقية الإنسانية لرجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه للاشاوس الأبطال المؤمنين المجاهدين بحق واخلاص شعب اليمن والإيمان، الذين وضعوا منهجهم الإيماني منطلقآ لمناصرة المستضعفين في كل مكان، ومن فلسطين القضية المحورية ومنها تتجه البوصلة نحوها، فالمبدأ الأساسي والالتزام الإيماني والأخلاقي الإنساني كان وراء اعلانهم الكامل لمساندة الشعب الفلسطيني لمواجهة كيان الإحتلال الإسرائيلي، فسار اليمنيون من خلال منطلقهم الإيماني الصريح نحو عدة مسارات مرسومة العطاء، وخطط موضوعة لمواجهة كل مخاطر الأعداء، وإستعدادآ منهم لتقديم كل التضحيات المتوقعة ليقينهم التام بدفعهم للأثمان الكبيرة جراء قرارهم التأريخي والإستثنائي والإنساني لمساندتهم لقطاع غزة.

على مدار أربعة عشر شهرآ ساندت القوات اليمنية المقاومة الفلسطينية بالأفعال العسكرية بفرضها للحصار الكامل بحريآ على سفن الكيان وتلك القادمة الى موانئه مستهدفتآ بذلك أكثر من (211) سفينة تجارية وعسكرية وبوارج ومدمرات وحاملات طائرات للأمريكان والإنجليز الذين اعلنوا دعمهم للصهاينة بشنهم عدوان على اليمن من أجل توفير الحماية لسفن الكيان وفشلهم في تحقيق ذلك، لتتوسع العمليات اليمنية في استهدافها لعمق الأراضي المحتلة بصورايخ بالستية فرط صوتية وبطائرات مسيّرة ألحقت الخسائر الفادحة بالكيان وصلت حصيلتها الى الآن أكثر من (1147) مابين صاروخ بالستي وطائرة مسيرة، لتشكل جبهة الإسناد اليمنية رافدا قويآ عزز موقف وصمود المقاومة الفلسطينية وورقة ضغط كبيرة لصالحها.

مرت المنطقة حاليآ بمنعطفات تاريخية خطيرة وبمتغيرات جديدة طارئة، وانقلابات للمعادلات والموازين الإقليمية والدولية، وبعثرة لمختلف الأوراق لد عديد القوى المتصارعة، فكان لقوى محور المقاومة مراجعة معظم الحسابات، خصوصآ مع تطورات الأحداث الأخيرة في سوريا فور إعلان اتفاق وقف اطلاق النار ما بين الكيان وحزب الله، كان لسقوط النظام السوري بأيادي جماعات مسلحة واخرى متعددة قلبها للمشهد واخراجه عن واقعه السابق لمنافع استفاد منها الكيان الإسرائيلي باحتلالهم للمزيد من الأراضي السورية وتدميرهم لكل مقدرات الجيش السوري محققآ مخططاته المرسومة مع الأمريكان للسير قدمآ نحو الأمام لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.

الفشل الأمريكي المتزايد وتحطم مكانته وسمعته العالمية، وإستمرار المواقف اليمنية في فرضها للحصار على الكيان في البحار والمحيطات وضربه بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الى داخل الأراضي المحتلة بعث بالكثير من الرسائل أهمها ان غزة ليس بمفردها واليمن معها حتى ايقاف العدوان الإسرائيلي عليها، ليخلق الموقف اليمني الكثير من التحديات امام كيان الإحتلال في الكيفية التي يتخذوها لردع اليمن واليمنيين وإعلانهم المتكرر بانها الساحة الأخيرة لمحور المقاومة الباقية ويجب تحيدها لأنها الحقت بهم خسائر كبرى ، فاطلقوا تهديداتهم المتواصلة لشن حرب كبرى على اليمن، وهم بذلك تناسوا عشرة أعوام من حرب كبيرة شنها الأمريكان وتحالفهم الذين عجزوا عن تحقيقهم للانتصار، وفشلهم الحالي بردعهم لليمنيون لإيقاف إسنادهم لغزة، ومن أحداث سوريا وتطوراتها الأخيرة والتي أفضت نتائجها السريعة بسقوط النظام السوري ليتحقق للصهاينة المكاسب الكبيرة واسقاطها على اليمن للقضاء على نظامها الداعم لفلسطين، وهو ما لا يمكن تحقيقه لجملة من العوامل والأسباب: فاليمن دولة لها سلطتها السيادية وقرارها المستقل وجيشها القوي والمجاهد وسلاحها المتطور والذي وصل الى قلب الأراضي المحتلة وشعبها في ساحات الميادين والجهاد مستمرا في الدعم والإسناد لفلسطين، وجيشه على أهبة الجهوزية والإستعداد التام ودفعات بعشرات الألأف من المتدربين المتخرجين بلغت قوامها ب(600) الف مقاتل أصبحوا جاهزين للالتحاق بالجيش اليمني.

العمليات اليمنية مستمرة وهي تجديدآ لإسناد المقاومة الفلسطينية، وتاكيدآ للجهوزية والإستعداد لردع أي عدوان، وما العمليات الإستباقية التي قامت بها القوات المسلحة الا رسائل عظيمة ليفهمها الأعداء عن امتلاك الجيش لمعلومات إستخباراتية عالية وأن لدية اليد الأولى في تحقيقه للمباغته والمفأجاة، وفي معرفته الدقيقة لما يجهز ضد اليمن من عدوان سيسبقه سريعًا فعل أولي لإفشال تحركاتهم العدائية، سواءآ فيما كان للعملية الاستباقبة في توجيههم للضربات لحاملات الطائرات الأمريكية “لينكولن” أثناء تحضيرها للعدوان على اليمن، وحاليآ القيام بعملية استباقبة نوعية بالصواريخ البالستية الفرط صوتية واستهدافها ليافا المحتلة أثناء تحرك طائرات الكيان للقيام بالعدوان على اليمن، لتتاكد الجهوزية والإستعداد لكل ماهو قادم، والأوراق كثيرة والمفاجأت عظيمة سيكون لها الكلمة العليا بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى