كَتَبَ إسماعيل النجار
الصمود اليمني في البحرين الأحمر والعربي كسرَ هيبة البحرية الأميركية وكَرَّسَ هوية المياه العربية،

.الجزء الثاني،،
تَتِمَة الجزء الأول بالأمس،،
رسمَت حكومة صنعاء مستقبل المنطقة البحرية الإقتصادية في البحرين الأحمر والعربي ومع دول الخليج الذي يبدو مشهدهُ متوترًا ومعقدًا ويعكس صراعًا إقليميًا ودوليًا طويل الأمد واحدة من أسوأ سيناريوهاته حرب إقليمية طاحنة بين اليمن والجارة إيران من جهة مع الأميركيين وحلفائهم الخليجيين من جهةٍ أخرىَ، في ظل تحذير يمني من التحركات العسكرية الأجنبية في المياه العربية، خاصة تلك القوىَ الداعمة للكيان الصهيوني، وتؤكد صنعاء استعدادها لمواجهة أي تهديد لأمن اليمن وسيادته، مع إستمرار تقديم الدعم القوي للشعب الفلسطيني المظلوم،
ومن جهة ثانية يرى مراقبون أن مصير الحرب المباشرة بين صنعاء وتل أبيب يشير إلى احتمال تصعيد إسرائيلي واسع ضدها، مع احتمال تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية شاملة تشبه تدخلاتها في لبنان وسوريا إذا مآ استمر الحوثيون في استهداف المنشئات الصهيونية بالصواريخ والطائرات المسيرة. فإسرائيل تدرس توجيه ضربات أكثر إيلاماً على مراكز أنصار الله اللوجستية والقيادية، في إطار استراتيجية أوسع للتعامل مع وكلاء إيران في المنطقة حسب تعبيرها!،
في الوقت نفسه، هناك مؤشرات على محاولات تهدئة غير واضحة بين صنعاء وواشنطن لكنها لا تشمل وقف الهجمات على إسرائيل، مما يترك الباب مفتوحاً لاستمرار التصعيد بين صنعاء وتل أبيب. أنصار الله بدورهم يهددون برد “مزلزل ومؤلم” على الغارات الإسرائيلية، في حال استمرار الضربات الإسرائيلية المكثفة على مطار صنعاء ومرافق حيوية أخرى.
كثير من المحللين السياسيين يرون أن الصراع قد يمتد لفترة طويلة بين العدوين اللدودين، كونه جزءاً من المواجهة الغير مباشرة بين إسرائيل وإيران عبر وكلاء الأخيرة في المنطقة، وأن تل أبيب لن تتخلى عن مواجهة التهديد اليمني طالما استمر بهذه الشراسة، مع توقعات بأن تنقل المعركة إلى الداخل اليمني لاستهداف أنصار الله بشكل مباشر.
بتقيمنا لِما يحصل فإن التوقعات تشير إلى تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل مع استمرار تهديدات اليمن، مع وجود محاولات تهدئة غير متكاملة قد تؤثر على ديناميكية الصراع، لكن الحرب بين صنعاء وتل أبيب تبدو مستمرة في الأفق القريب، وسط عجز أميركي وإسرائيلي أمام إصرار حكومة صنعاء على استمرار الاستهداف لتل أبيب والسفن الحربية الأميركية، وهذا العجز يوصف بأنه عجز واضح ومتزايد يعكس فشل الخيار العسكري في كسر شوكة اليمنيين وقدراتهم المتنامية.
حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية استطاعت تطوير قدراتها العسكرية بشكل كبير، ما جعلها قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بإسرائيل، رغم العدوان المستمر من الولايات المتحدة ومنها على الأراضي اليمنية، بما في ذلك استهداف مطار صنعاء ومناطق مدنية أخرىَ، المحللون العسكريون الإسرائيليون أنفسهم يعترفون بهذا العجز، حيث أشاروا إلى أن الولايات المتحدة لم تنجح في وقف إطلاق الصواريخ من اليمن، وأن الهجمات اليمنية مستمرة رغم الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية، مما يثبت عجز الطرفين عن وضع حد للتحدي اليمني. كما أن الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر تسببت في إغلاق ميناء إيلات وفرضت تكاليف إضافية على الملاحة، مما يشكل تهديداً اقتصادياً وأمنياً لإسرائيل.
أسباب هذا العجز تشمل طبيعة الحوثيين كعدو غير تقليدي يستخدم حرب العصابات، بالإضافة إلى محدودية القوة الأميركية التي تعتمد فقط على الضربات الجوية والبحرية دون تدخل بري، وصعوبة كسر إرادة الحوثيين الدينية والأيديولوجية. رغم الحملة الجوية الأميركية المكثفة، الحوثيون يثبتون قدرتهم على التعافي ومواصلة الهجمات، مما يعكس معضلة استراتيجية تواجهها إسرائيل والولايات المتحدة في اليمن بعدما زحف العالم العربي برُمَّتهِ إلى التطبيع،
العِز يمآني والنصر يمآني ولسان الضاد يمآني،
إبشروا بالنصر،،
بيروت في،،
5/6/2025