قراءة جزء من قصيدة (عين ورمش)
للشاعر العراقي/كريم خلف جبر ، بقلم الشاعر والناقد المبدع حسين المطيري :
فَــما زالــوا وَمــا زلْــنا نَــنشُّ
وَمــازالَتْ عَصا موسى تَهشُّ
وفِــرعونٌ بِــها بــاقٍ وَيطغى
لـــهُ مــلكٌ يُــرائينا وَعــرشُ
وَجــاثٍ فَــوقَنا لــيلٌ طَــويلٌ
وَيــعمينا بِــها غــيٌّ وَعَــمشُ
وَكَــم مِن صالحٍ فينا تَصَدى
وَلــمْ تَغمضْ لهُ عينٌ وَرِمشُ
وإنَّ اللهَ لَـــم يَــتــركْ رِقــاباً
بِــأيدي ظــالمٍ فــيها يَــحشُّ
بــمهدِ الأرضِ مــهديٌّ سَيأتي
بــسرجٍ سابحٍ والأرضُ فَرشُ
الشاعر العراقي كريم خلف جبر المبدع الغزير فهو شاعر وكاتب وقاص يعبر في قصيدته بأسلوب خبري كان هو السائد وبحروف جهرية ليظهر ويعلن عن معاناة العراقيين في الماضي والحاضر من اضطهاد وتهميش وحروب وفقر وقتل على الهوية ومازال الزمن يهش علينا بويلاته ممثلا بالسلطات الجائرة والاحتلال يهش علينا بليله الطويل ورغم ذالك فمازال من يأبى الضيم وهو بالمرصاد مقاوم للفساد والهمجية المتطرفة ومهما طال الظلام فأن الله سبحانه وتعالى يمهل ولايهمل وان الشعب مؤمن ويامل بأن للخلاص يوم تشخص فيه ابصار الظالمين .
فمن واجهة النص في العنوان (رمش وعين ) في عبارة لم تكتمل تاركا الشاعر للقارئ تقدير ما تعلق به الخبر ضمن الاختيارات المتاحة فقد يكون مازلنا او نحن فرمز بالرمش دلالة على الاحاسيس والانفعالات والعيون دلالة على الوعي والبصيرة بكونها النافذة التي نطل بها على الواقع .والقصيدة من بحر الهزج وهذا ما يتناسب مع الدفق الشعوري الوطني وكأنه ينشد في تواصله مع القارئ وقد تناسب مع القافية وفي الروي خاصة في حرف الشين المهموس الدال على الكثرة والاتساع والشدة متمما في ما يبعث التكرار من موسيقى في مطلع القصيدة في مازالوا ومازلنا ومازالت وزيادة في توكيد المعني ودلالة مازال على الاستمرار والاجتماع على أمر ذو أهمية وفي التصريع والجناس جمال آخر ما بين الهش والنش ومن الثنائية الضدية إنتاج دلالة على استمرارية المعاناة مابين جيلين او اكثر والنش لغة في بعض معانيه الأصوات الناتجة عن الغليان وفي ذالك دلالة على المقاومة والاباء وقد تناص الشاعر مع القصص القرآني في قصة موسى باستخدامه اهش من الآية هي عصاي اهش بها .وكلمة اهش دلالة على الصولة يقولون هش الرجل اي صال بعصاه ويستأنف تناصه بالرمز بمفردة فرعون دلالة على الطغيان وبالعرش على استتباب الملك وبالليل للظلم ومستعيرا من صفات الإنسان الجثو وهو الجلوس على الركبتين دلالة على السيطرة والتمادي في الضلال .ورغم كل هذا يبقى الشعب مقاوما فيقول وقد استخدم كم الخبرية للدلالة على الكثرة للمقاومين الشرفاء ولم ولن تغمض لهم عين وان الله سبحانه وتعالى لم ولن يكن عونا للظالمين ولم يترك عباده معبرا عن الكل بالجزء بمفردة رقبة .ويستأنف بوحه بتناصه مع فكرة المخلص وان الله سوف يأتي به ويمكن له في تمهيده الأرض ورامز بسرج السابح في التمكين