سيدتي…
عظيمةٌ أنتِ…
والأعظمُ رزاياكِ والخطوب،
يا باءَ البداية ونونَ النهاية وحكايةَ حُزن مضمّخةً فصولها بالألآم .
بمَ وبما أَرثيكِ ؟
بأبٍ نبيٍ مسموم؟ أو حبيبٍ غائبٍ ولما يزّل بعد؟
وما بين ذينيكَ مسيرةٌ كانت ومازالت معمّدةٌ بسُمٍّ زُعافٍ و نجيعٍ هَطولٍ يشخبُ رعافُهُ الظليمةَ الظليمةَ ولا لشيءٍ…
إلا ليعلو صوتُ الاذان ويرتفع بإسم الله أكبر.
سيدتي…
ياسيدةَ النساء…
حكايتُكِ أم تراجيديا السماء
التي تُجسد الحق قبالةَ نقيضِهِ،
أوَ لستِ بصاحبةِ البابِ والمسمارِ والضلعِ المكسور ؟ وأولِ حكايةِ ظلمٍ ومروقٍ وخروجٍ عن الدين، وانقلابِ أبطالِه.. نبيٌّ يُهجَر وذاتُه اللعينُ صاحبُ و ( إنْ ) ؟
ماذا أُخبرُكِ ؟ وبما أُحدّثُكِ ؟
فما زال ضلعُكِ يُكسر كلَّ يوم، والصوتُ ما زال يعلو فُزْتُ وربِّ الكعبة ، وذاك الذي يقفُ شامخاً متشحِّطاً بدمهِ على شطّ الفرات يصدحُ بهيهاتَ منّا الذِّلّة
مولاتي يا أُمَّ الأَكوان بمَ أَرثيك؟؟؟
وهل تُرثى الألآمُ والاحزان؟
آه لقلبكِ الذي أضحى منتجعَ الأحزانِ تسرحُ فيه الآلامُ والسِّهامُ وبقايا المسمار
تُرى…
كيف استقبلتِ أبناءَكِ رئيساً ونصراً وهاشماً ؟ ومن قبلهم قاسماً وجمالًا ؟ وقوافلَ من الشهداء مرّوا عليك وقد جُزّروا على منحرِ الغدير المذبوح ؟
سيدتي ياسيدةَ الاحزانِ، أُنبئُ ذبيحَ الفرات أن ما زلنا نستهزئُ بالموت ونقاتلُ بهيهاتَ مِنّا الذِّلة وننتصر .
نعم ننتصرُ، نفقدُ قادةً ، ونأتي بقادةٍ، وتبقى القيادةُ، وسننتصر .. قطعاً سننتصر،
قالها ولدُك الراحلُ منا إلى حيثُكِ وأبيك وبعلِكِ وبنيك…
قطعًا سننتصر
مَنْ ينتظرُ ولدَكِ المهديَّ سينتصر،
مننتظرون ومستعدّون بالقلوب والأرواح والمُهج حتى يأذنَ الله لأمرِكم ويظهرَ وعدُه الصادحُ بالحقّ قسطاً وعدلاً وقامعاً للظلم والجور والطغيان.
يرونه بعيداً سيدتي
ونراهُ قريبا
ومازلنا نسمع أنينَ المسمار
ونعيش تبعاتِ و ( إن ) وهي تتفرج على ذبحِ فلسطين ولبنان وتدعي الانتساب زوراً وبهتاناً إلى أُمة أبيك الخاتمِ صلى الله عليه وآله.
ولعنة الله على الظالمين