المعركة البرية بين المقاومة الإسلامية وإسرائيل ستكون الفصل للأبد وستُغَيِّر وجه المنطقة بأكملها،
كَتَبَ إسماعيل النجار
يعتبرها نتنياهو المعركة الأكثر عدلاً! وتعتبرها المقاومة معركة الفصل بين الحق والباطل وتعمل جاهدة فيها لتثبيت قواعد الإشتباك المقبلة بحبر الشهداء لأنها معركة الكرامة والبقاء،
عَربَدَت إسرائيل لأكثر من أسبوعين في الجو من خلال القصف والتدمير والإغتيالات مدعومةً بأقوى تكنولوجيا عسكرية أميركية في العالم وعندما أفلسَت من إجبار المقاومة على الرضوخ لمطالبها بفصل الجبهة اللبنانية عن معركة غزة، تحركت براً “مُجبَرَة” لأنه لم يعُد لديها أي مبرر لإستمرار القصف الجوي من دون عمل عسكري بري،
طلبت تل أبيب من واشنطن الدعم والمساعدة فتحركت الأخيرة على خطين سياسي عبر طرح ورقة تدعو فيها لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل من عدة بنود تحقق من خلالها تل أبيب كافة شروطها من دون الدخول في مغامرة عسكرية محسومة العواقب لصالح المقاومة، وبدأت بإرسال قوات إلى الشرق الأوسط وقطع بحرية لحماية الكيان وتقديم الدعم له،
الورقة لو قَبِلَت فيها قيادة المقاومة لكانت ورقة إذلال تاريخية لم يعتَد عليها شعبها وبيئتها الحاضنة رغم تبني لبنان الرسمي في جانب منه لها،
الورقة تطلب وقف إطلاق النار والعودة إلى كأس السُم القرار “1701” الذي يفرض على المقاومة الإنسحاب إلى شمال نهر الليطاني وسحب الأسلحة الثقيلة، وإدخال الجيش اللبناني إلى الشريط الحدودي، وتعزيز وتفعيل دور قوات اليونيفل،
فإذا تم الأمر تكون إسرائيل قد نجحت مجدداً بفصل لبنان عن غزة تلقائياً، وأبعدت المقاومة وسلاحها، وعززت الدور التجسسي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، واعادَ نتنياهو المستوطنين إلى الشمال وبذلك سيتعزز موقفه السباسي الداخلي ويسجل إنتصاراً على حزب الله،
جواب المقاومة كانَ في الميدان الذي أبكَى جنود النخبه من لواء غولاني وناحال عوز أكثر من مئَة قتيل وجريح وتدمير عدة دبابات وناقلات جُند للعدو في أعظم ملحمة صنعتها المقاومة في قتال دارَ لساعات على مسافة صفر، بائت خلالها كل محاولات العدو بالتقدم نحو مارون الراس من الجهة الشرقية، ومن محاور كفركلا وعديسة بالفشل،
المقاومة أمطرت العدو بالموت ونتنياهو نعىَ جنوده ولا زالت المعارك محتدمة حتى ساعة كتابة هذا المقال،
الجيش الصهيوني يقاتل مرعوباً من رجال الرضوان وقيادتهم حذرتهم من محاولات خطف لجنود على يَد رجال السيد حسن نصرالله، والعالم برُمَته يراقب سير العمليات العسكرية على الحدود، وباعتراف صهيوني أن الموقف في الشمال صعب وأن رجال المقاومة يقاتلون بكفاءة جيش متطور ومتقدم ويلتحمون مع جنود العدو من على مسافة صفر،
سياسياً تحركت عواصم غربية كثيرة بعد تقسيم ألأدوار فيما بينها بإتجاه لبنان لإرغامه على قبول الورقة التي طرحوها بمشاركة أمريكا، لكن الجميع وجدَ أبواب حارة حريك مقفلة ولا يوجد خطوط ترُد على الإتصالات ولا قبول بالوساطات،
فاتجهوا نحو لبنان الرسمي الذي اعلن موافقته على الورقة الأميركية تجنباً للإحراج أمام ما يُسمى المجتمع الدولي!
حزب الله سيستمر في الدفاع عن لبنان لإبعاد شبح خطر الإحتلال الصهيوني مجدداً وقراره باستمرار معركة الإسناد لغزة لا رجوع عنه ما يعني أن كافة الإتصالات لا تساوي فلس واحد ولبنان الرسمي أخرجَ نفسه من دائرة التهديد الأميركي على مقولة ما نستطيع فعله فعلناه وليُترَك الحديث للميدان الذي سيُقرر مَن سيكون المنتصر الذي سيفرض شروطه مجدداً ومَن المهزوم الذي سيستسلم مرغماً لقوة الميدان،
حتى الآن لم يُصرَف الميدان في السياسة لأن إسرائيل لم تستوي بعد فهي بحاجة إلى عدة ضربات كضربة عديسة لكي تصرخ بوجه نتنياهو (أمان جان)،
الساعات تمضي وتأديب إسرائيل بدأ ونهاية المعركة بآنت من بدايتها،
لذلك نتنياهو سيفكر مجدداً الهروب إلى الأمام لكن هذه المرة نحو إيران للرَد على قصف طهران لمطاراته ومواقعه العسكرية أول من أمس، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حذرت وبشدَّة وهددَت أنه إذا حاولت تل أبيب الرَد على القصف الإيراني لمطاراتها فأنها سترُد هذه المرة بصواريخ أكثر فتكاً وتدميراً والقصف الإيراني سيطال كامل مُدُن ومؤسسات الكيان الحساسة،
فهل نحن قادمون على مواجهات أوسع وأشمَل أم أن أميركا ستجبر نتنياهو على إبتلاع الضربة الإيرانية والذهاب نحو وقف إطلاق نار شامل مع فلسطين ولبنان،
راقبوا الميدان وتابعوا بهدوء أعصاب إكتمال حلقة الموت حول عنق نتنياهو قريباً،
إسرائيل سقطت،،
بيروت في،،
3/10/2024