تصاعدت وبوتيرة عالية وبمستويات مرتفعة وغير مسبوقة حدة الصراعات العسكرية بين عديد الأطراف المتحاربة في المنطقة لتبلغ معدلات انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة أرقامها العالية في تاكيدها لحتمية المواجهة الكبرى والشاملة بفعل وقائع الإجرام الإسرائيلي في إرتكابه للإبادة الجماعية بحق سكان غزة معززآ ذلك الإجرام في شنه للحرب على لبنان بقيامة بعمليات إرهابية مستهدفا اجهزة الاتصالات اللا سلكية البيجر وارتكابه لسلسلة اغتيالات بحق قادة حزب الله وصولآ الى اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله متجاوزآ للخطوط الحمراء واضعآ المنطقة وبرمتها أمام حرب إقليمية كبرى، أملهم بذلك والخيار هو إقحام الأمريكان بالمواجهة العسكرية المباشرة مع إيران.
فرضت الوقائع الحالية للمعارك الدائرة بقطاع غزة وبعد عام كامل في ايجادها لنقاط قوة للمقاومة الفلسطينية ومعها عديد الأوراق المساندة والضاغطة التي حازت عليها من جبهات محور المقاومة المعززة لقوتهم ولشروطهم، فعودة المستوطنين في الشمال ورفع الحظر على السفن في البحار والمحيطات وإيقاف الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة اليمنية والعراقية الا بإيقاف شامل لحرب غزة، ليتراكم الفشل الصهيوني متجاوزا لكل الخطوط الحمراء في لبنان واضعآ بذلك محور المقاومة امام تحديات طارئة ينبغي عليهم مواجهتها وبصورة حاسمة، فالكيان والأمريكان لهم حسابات في توجيههم للضربات السريعة لاغرض خلخلة التوازنات التي استقامت ولتثبيت معادلات جديدة للردع التي حدثت.
هذه التحديات الطارئة المفتعله من قبل الكيان جعلت محور المقاومة ينظر الى عديد الخيارات والبدائل لاستخدامها وبحزم قوي وبرد سريع ناري لأن الانتظار سيكون له تداعياته الكبرى وآثاره البالغة كسابق إجرام عندما اقبل على فعله الكيان عندما قام باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران والذي كان للانتظار اسلوبه لرفع الشهية لإرتكاب المزيد من الاغتيالات، فحساباتهم خبيثة وخططهم معدة للقضاء على المحور الأساسي الداعم للمقاومة وهي إيران وإعادة صياغة المنطقة وفق المصالح الأمريكية والصهيونية بشرق أوسط جديدة طالما حلموا بتحقيقه، أخذين الآن بوضع اساليب التفرد في المواجهة مع المقاومة هدف موضوع في الوقت الحالي فحزب الله حاليآ وتحيد إيران من جانبهم سيخلق لهم فرصه التي قد لا تتعوض.
تحديات طارئه ظهرت ومستجدات خطيرة حدثت وصعوبات جديدة تصاعدت لترتفع بذلك كافة الخيارات والتي ينبغي على محور المقاومة ان يأخذواها كخطوات قادمة وضرورية للمواجهة وبقوة وبدون استهانة أو انتظار وبكافة الإمكانيات والوسائل الموجودة بفعل التحديات الطارئة الإفتعال من قبل كيان الاحتلال وتجاوزه للخطوط الحمراء، فهزيمته في عدم تحقيقه للاهداف في قطاع غزة وعلى مدار عام قادته الى الاخذ بسيناريو التصعيد والتوسع لاشعال الحرب في جبهة جنوب لبنان محاولآ لفرض ضغط من شأنه يفصل جبهة الإسناد اللبنانية وعدم ربطها بما يدور بغزة لتحقيق هدف سياسي في نظره السريع قد تلعب مختلف الأطراف الدولية أدورها السياسية تحت الضغط العسكري للقبول بشروط الكيان والتخلي عن الدعم للشعب الفلسطيني وهذا ما رفضه حزب الله بالفعل وهو القرار الواضح منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
كان لتأخر الرد الإيراني المحسوم القرار سلفآ بحق جريمة الكيان الإسرائيلي باغتياله في طهران لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد إسماعيل هنية؛ افساحه المجال لفرصة الاقتراب للوصول الى إيقاف شامل لإطلاق النار في غزة، وكشفه لمجمل المراوغات والاكاذيب الأمريكية لاستثمار الوقت في تهدئة الأمور التي تساعد الصهاينة في تحقيقهم للانتصار بالمزيد من الضغط العسكري، وهو ما فشل واتضح سريعا بالهروب الإسرائيلي وارتكابهم للجرائم بحق الشعب اللبناني وشنهم للحرب واستهدافهم لقادة حزب الله آملا منهم لاحراز نصر قد يكون للجانب التفاوضي بعدها تحقيقآ للأهداف التي كانوا يرجوها.
شكل إرتكاب الكيان لجريمة الاغتيال للسيد حسن نصرالله نقطة تحول إستراتيجية لمحور المقاومة لفهم كامل المخططات الأمريكية وإحداثها لعاصفة زلزالية بتوجيه إيران لأكبر الضربات الصاروخية القوية وباكثر من 200 صاروخ بالستي لداخل الأراضي المحتلة لعديد القواعد والمطارات العسكرية التي شاهدها العالم بصورة مباشرة ووثقتها مختلف العدسات الإعلامية وصور الاقمار الصناعية التي اوضحت الصواريخ وهي تدك قواعد ومراكز إستخباراتية عسكرية إسرائيلية، وان الخطوات القادمة على أرفع قدر من الجهوزية اذا ما غامر الكيان وقام بالاستهداف داخل إيران، وما اظهره حزب الله من القوة والوجود وعدم تأثره بما حدث له من هزات خلال أيام بعث بالعديد من الرسائل بأنه تنظيم مكتمل الأركان فيه آلاف القادة منهجهم ثابت مع فلسطين ويمتلكوا مختلف القدرات العسكرية لاستهداف كامل للأراضي المحتلة فمنذ اللحظات الأولى لمحاولة التوغل البري للكيان سقط منهم عشرات القتلى وأن عليهم عدم المغامرة وليراجعوا حساباتهم بمعركة هي بالفعل خاسرة، طالما والمقاومة تمتلك الإيمان والعزيمة فمبدئها الثبات والانتصار حتى تحرير كامل الأراضي وإعادة المقدسات للمسلمين.