بماذا يعد نصرالله وقومه !!
سعيد البدري ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في بغداد
الى اؤلئك الذين اعماهم الحقد عن رؤية الحقيقة ،ولمن لم يدركوا بعد مايعنيه اجرام الصهاينة وما يعيشون من هزيمة منكرة ، لكل اؤلئك من استكباريين ، مأجورين ،متصهينين مطبعين، واتباع وضيعين نقول “ان كل الجرائم التي ارتكبت وترتكب لن تمر دون عقاب” ، لكن قبل ذلك ما الذي يجب ان نؤشره لنمضي بقافلة المقاومة والنصر ؟؟
الحقيقة الجوهرية تقول ،ان ما التفت اليه سيد المقاومة في خطابه الاخير اراد منه الحفاظ على الجبهة الداخلية للشعب اللبناني ،بعيداً عن التافهين الذين يريدون تشويه سمعة المقاومة وعزلها عن بيئتها وحاضنتها الشعبية ، وقطعا لا يوجد بين صفوف حزب الله ومحور المقاومة من لا يثق بوعد سيد المقاومة ،الذي توعد العدو الصهيوني بأن عدوانه على لبنان سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل ،من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب ، وبكل صراحة ووضوح وقدرة رد نصر الله على بعض تنظيرات المدعين ،ومن توهموا ان الفرصة سانحة لضرب جمهور المقاومة الاسلامية اللبنانية، وترديد ما طلب منهم بنية الصهاينة القيام بتوغل بري حتى الليطاني، وقد رسم هؤلاء السفهاء المغرضين سيناريوهات ابعد من ذلك للقول بأسقاط بيروت ومحو معالم الضاحية الجنوبية ، هنا يجب ان ندرك من كل ما تقدم ما الذي راهن علام العدو وعملائه ، والذين حاولوا جاهدين وبالتزامن مع جريمة الصهاينة الارهابية ولماذا خاضوا في هذه التحليلات ،مع لحاظ ان اداء الجبهة الشمالية للاراضي الفلسطينية المحتلة ، وقد كشف من حيث لا يعلم العدو حجم الرعب وفداحة الخطب الذي ينتابه وما سببته هذه الجبهة من مشاكل للاحتلال ومستوطنيه ، ويؤشر دون ادنى شك لتلك المراحل الخطيرة التي يخشاها العدو ، ويدركها نتنياهو ،ولعله يريد من كل ذلك الخلط الغريب للاوراق ،التغطية على ملفات الفشل والهزيمة التي مني بها مسبقا ،والتي لن تمحو اثارها مثل هذه العملية الغادرة الجبانة .
في خضم كل ذلك تحدى نصر الله جيش الاحتلال ومن ورائه الاميركي والبريطاني وغيرهم ، ودعاهم للتفكير بالتجرؤ والمحاولة فقط ،فمغامرة غير محسوبة بهذا الحجم ستكون كفيلة ،بأن يلاقوا مصيرهم المحتوم ، وما يعلمه نصر الله علم اليقين ان افشال هذه الصفحة الغادرة يتطلب الصراحة والصدق وتجاوز اثار ضربات العدو ليقطع ثرثرة طابوره الخامس ،ومن جندوا انفسهم طواعية لضرب المقاومة من عملاء وحاقدين .
اجمالا أن ما قبل وبعد الجريمة الصهيونية بتفجير اجهزة البيجر يقودنا لفهم تأثير جبهة الشمال الفلسطيني والجنوب اللبناني وما شهدته من هزيمة لنهج وخطط الصهاينة ومن يقفون خلفهم من الاستكباريين ،وخطاب سماحة السيد حسن نصر الله وضع حدا لما يمكن ان يقال زيفا لهزيمة حزب الله وضرب جبهته ، وقد اكد خلاله رباطة جأش المقاومين وكشف عن تلك العزيمة التي لاتلين، والعقيدة التي لاتتغير ،وقطعا ان ما نشاهده وصدح به سيد المقاومة لم يكن شعارات فارغة ولن تكون كذلك ابدا .
في صميم القصد يقال ” ان ظواهر الخلق تتساوى عند دوام النعم، حتى إذا حل البلاء ظهرت معادنهم الحقيقية، ولاشك ان الابتلاء من الأمور التي يختبر بها الله عز و جل الخلق، ليرى مدى صبرهم على الابتلاء، وهذا ما اثبتته جحافل المقاومين على الدوام ،نعم ان الموقف الصلب والمشرف للبنان واهلها رغم كل شيء والذي جاء عقب الاعتداء الإرهابي الذي نفذه العدو الصهيوني الغادر والذي استهدف لبنان بأسرها ،عبر عن وحدة الموقف وتلاحم قوى المقاومة في مختلف الساحات كما اشار بوضوح الى صلابة الجبهة الداخلية للحزب المقاوم ،التي راهن العدو على استهدافها وتفتيها وضربها من الخلف ،وقد بات واضحا للعيان ان ما اعلنه اللبنانيين يعد إفشالاً للمخططات التي استهدافتهم والتي اريد منها الاستفراد بغزة واهلها وتصفية القضية للابد ، وخلاصة القول لمن لم يعوا الدرس حتى الان ” ستبقى لبنان عزيزة باهلها ومقاومتها ،وستكون فلسطين وتبقى عصية على اكبر مشاريع التصفية والابادة ، اما الحساب العسير فالرسالة واضحة ناصعة على لسان رمز المقاومة وسيدها ” فالخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعون “.