حركة (حماس) – رغم الحزن – لم تهن أو تضعف، بل على العكس؛ جاء أختيار الحركة لقائدها الجديد من ضمن “الصقور” كما يحلو للأمريكيين أن يطلقوا عليهم، أي لشخص أكثر ميلا للقوة في مواقفه، فهنيئا للإسرائيليين منذ الآن ما ينتظرهم مستقبلا على أيدي السنوار.
مجددا أنتشرت ظاهرة الثرثرة التي باتت كما يبدو جزءا من تقاليدنا، وأنطلق الكثيرون منا إلى إطلاق التحليلات والمواقف الضعيفة التي لا تقدم ولا تؤخر بدل أن يتكلموا فيما يفيد، بل وسمعنا البعض وهو يستهجن إيران ويطالبها بسرعة الرد!!
يا صديقي العزيز دع الخلق على الخالق، والايرانيون أعلم بمصالحهم، وبدل هذا الموقف (السبهللي) خذ موقفا لنفسك، فأنت ستسأل عن موقفك لا عن موقف إيران! ماذا فعلت أنت ردا على هذا العدوان المجرم؟ هل أنفقت، وتحركت، وقاطعت؟ مالك ورد إيران وحزب الله؟! خروجك وكلامك وتحركك هو الأهم.
ثم أن إيران أعلنت أكثر من مرة أنها سترد في وقت لا يتوقعه العدو، ولو أنها – فرضا – اخبرتنا بموعد هذا الرد نتيجة لإلحاحنا عليها لما كان هناك فائدة من إخفاء موعد الرد! أما حزب الله فما زال مستمرا في تنكيله بالصهاينة، واغتيال قياداته لم يؤثر في تحركه، بل على العكس، زادت حدة ضرباته، وكيان العدو كما رأينا في إعلامه يعيش أياما سوداء في انتظار الرد.
دعونا نهتم بأمورنا، ولو كنا حزينين فعلا من عمليات الاغتيال فلنفكر كيف نصعد نحن من تحركنا لنجعل اليهود يندمون على اجرامهم.. فلنخرج في المسيرات بشكل أكبر، ولنقاطع أكثر، ولننفق أكثر، ولنحشد الناس معنا بشكل أكبر.
إذا كنا بدأنا نشعر بالتعب أو الملل فلنتذكر صبر اخواننا في غزة! بل فلنتذكر إصرار الأعداء على إذلالنا والقضاء علينا، ومواقف الخزي المستمرة التي تصدر عن أنظمة الخيانة والهوان.. هل من المقبول أن نسكت بعد كل هذه الجرائم والمواقف؟! وإذا ما سكتنا وتكاسلنا، هل هذه المبررات يمكن أن تشفع لنا أمام الله وخلقه؟!
بالطبع لا، وعليه فلنقابل ما جرى بما يستحق من الإهتمام وتحمل المسؤولية، ولنعلنها حربا كبرى عالمية لا تبقي ولا تذر، ولنتحرك دون تردد أو خوف أو تباطؤ؛ فخسارة هذه المعركة ستلقي بظلالها على مستقبلنا كأمة وشعوب وأفراد، وعدونا لم يخفي يوما نياته العدوانية والخبيثة تجاهنا كعرب ومسلمين.. ليرد كل واحد منا بطريقته، وعندها فإن الرد الإلهي لن يتأخر بإذن الله.