أينما تجلس في العراق مقهى كان أم شارع أم مجلس أم ديوان ، أم في محطة فضائية أو أي مكان آخر سترى أن النصيب الاعظم من حديث الناس هم الاحزاب والفاسدون ،
وكيف أستطاع أغلب هؤلاء من بناء أمبراطورياتهم الاقتصادية الهائلة وثرواتهم الطائلة على حساب فئات الشعب الاخرى والفقراء دون حق ودون خوف .
وكيف حصلوا على المناصب والامتيازات الاخرى هم وعوائلهم وأنصارهم ومؤيديهم . ووووووو
حتى يصبح يقيناً لديك بأن الجميع ناقم وغاضب من هؤلاء .
وحين تسأل هؤلاء ( الناقمون ) كيف تمكن أولئك من السيطرة على البلد وجمع كل تلك الثروات الطائلة !؟
سيجيبونك بأن ذلك تم بسبب حصولهم على السلطة من خلال الانتخابات ، لأنهم يمتلكون الأنصار الذين ينتخبونهم ، كما أن لديهم القدرة على تزوير النتائج وشراء الذمم سواء بالاموال أو التعيينات .
(( علما أن الجميع يعلم أن نسبة المشاركة الحقيقية لاتتجاوز ال ٣٠% ) .
ونسأل هنا :
مادام الأمر كذلك ومتعلق بالانتخابات وليس هناك من بديل آخر :
لماذا إذن لاتشاركوا بها وتختاروا الاصلح منكم وتغيروا النتائج للافضل ، بما أنكم ناقمين عليهم وغير راضون عنهم وأنتم الاغلبية وتمتلكون٧٠% من الأصوات !؟
عند ذلك سوف تصدم بالاجوبة( الجاهزة ) :
( عمي هذولي محد يكدر عليهم )
و( عمي هذولي هم عدهم أموال وهم سلاح وهم سلطة )
و (عمي ترى الانتخابات كلها كذب و السالفة محسومة مسبقاً )
و ( عمي ترى الانتخابات كلها تزوير )
و( عمي ترى ماكو فائدة من المشاركة ) !!
وعمي وخالي ومن هذا المنطق المتردد والخائف والمرجف الشيء الكثير والكثير ..!!
والطامة الكبرى أن هؤلاء لايعلمون جهلاً بأن هذه الاجوبة هي في صالح الاحزاب والكتل المشاركة .
لانها تقلل المشاركة وتفرغ الساحة لهم فتجعلهم ينفردون بالانتخابات ثم بالسلطة أخيراً ..!!
وللأسف فإننا نسمع دائما هذه الاقاويل تتردد قبل كل أنتخابات ، مع العلم أن المشاركة الفاعلة تعني المنافسة وتعني الازاحة وتعني التغيير .
والغريب أن هؤلاء ( الناقمون ) لايشجعون أي شخصية وطنية كفوءة ونزيهة ، ولا أي كتلة وطنية مستقله تحاول المشاركة بالانتخابات لاحداث التغيير المطلوب والنهوض بالبلد ، بل ويحاولون إخافتهم ومنعهم من المشاركة والشواهد كثيرة .
ونُذكّر هنا ونقول :
هل يحق لمن يخيف الاخرين ويتنازل عن حقه اليوم ويمتنع عن أختيار مرشحه بأرادته هو ، أن يعترض على الخدمات غداً أو على السرقات أو ينتقد أداء الحكومة !؟
حتماً لايحق له ذلك .
فالمسألة فيها نظر وتحتاج إلى بصيرة نافذة وثاقبة ..