ثقافيةعراقية

العلم والشهادة يصنعان المجد :الشهيدين السعيدين ابو مهدي المهندس والحاج سليماني انموذجا

م.م هاني مالك العسكري - مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية

معلوم ان الله سبحانه وتعالى رفع منزلة العلماء الصلحاء على الشهداء , وفضل مدادهم على دمائهم , فالشهيد ثمرة من ثمار جهود العالم , استضاء بأنوار علمه , وسلك درب الجهاد على هدى تعاليمه وارشاداته . ومن هنا جاء هذا التفضيل لجهود العلماء في ميادين التعليم والتربية على شهادة الشهداء في مجال الجهاد والنضال .

هذا اذا كان الشهيد ليس بعالم , والعالم ليس بشهيد , واما اذا اجتمع كلا العنوانين في فرد فيكون عالما محققا وكاتبا بارعا وخطيبا مرشدا وشجاعا باسلا حاملا هموم المسلمين وقضايا الامة ويخوض بها غمار ساحات الجهاد فيحظى بوسام الشهادة , فان مثل هذا الفرد قد بلغ الغاية في الكمال وفاز بالقدح المعلى في ميداني العلم والايثار .

وهذا هو شأن شهدائنا الابرار ( الشهيدين المهندس وسليماني ) وسائر شهداء الامة الذين اجتمعت فيهم هذه المتلازمة ( العلم والشهادة).

وهنا يمكن القول ان ما يدفع العجب في شان الشهيد العالم هو الوقوف على مسالة ان العلم والشهادة يجمعهما امران.

الاول : الملكات النفسية السامية والفضائل الاخلاقية العالية اذ يرى كل منهما انه مسؤول امام الله تعالى وامام الامة.

الثاني : ان العالم يقبض قلمه ويسيل فكره ليقارع الظلم والفساد ويدعو الى الصلاح والفلاح والشهيد يقبض سلاحه ويريق دمه ليستأصل جذور الظلم والطغيان ويسقي بدمه شجرة الحرية والايمان ليعيش المجتمع تحت راية العدل,,والعز والكرامة والاستقلال.

وهنا يطيب لنا ان نستعير ما تفوه به الفقيه والشاعر الكبير السيد محمود البغدادي

رجلان في دنيا الثبات وهبا الحياة الى الحياة

رجل الصراع المر يعصف باللئام وبالطغاة

والعالم الوثاب امنية الشعوب الناهضات

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى