هناك الكثير من الحواس داخل الانسان ومنها الضمير اذا لم تفعل تموت ويتحول الانسان اشبه ما يكون الى كتلة صلبة وصخرية من المشاعر التي لا يحركها شيء وعندما يختفي الضمير او يضمحل يحل مكانه منطق التسويغ للاشياء والمواقف والافعال فتتشوه المشاعر وهذا التشوه يصبح حجابا وقناعا بين الانسان ومحيطه. الاشياء عادة لا ترى بالعين فقط وانما هناك طاقة ورؤيا من خلال المشاعر وهو ما نطلق عليه الضمير الحي وهذه الرؤيا هي التي تكشف الاسرار والاستار. حضارتنا السومرية مثلا تأسست على مبادىء في صلبها يدخل الضمير الى مناح كثيرة منها حقول المعرفة والفن والشعر وهناك اثنا عشر نشيدا سومريا تحمل هذه المضامين الانسانية العظيمة.
معركة الضمير هي معركة مراجعة وكشف لكل المناطق المظلمة في رؤوسنا وعلينا ان نعترف بشجاعة هادئة ان الظروف الاجتماعية المعوجة هي التي ساهمت في بناء منظومة مزيفة من السلوكيات الاجتماعية مدعومة بنظم اجتماعية مغلقة تدعم الجرائم العلنية وتتستر على اللصوص والفاسدين اصبح مجتمعنا مجتمعا خائفت ومرعوبا من البوح والوضوح والكشف والجرأة لذلك لانستغرب ان نجد الضحايا صامتين والمجرمين حاضرين وفاعلين في المشهد العام اين اصبح العراق من هذا العالم .لماذا توقف العراقي عن الاصغاء الى ضميره وحواسه ونحن نواجه لصوصا ومجرمين .لماذا ضيع العراقي ( المشيتين ) فلا هو ديني بالمعنى الديني المتجذر في ذاته وروحه وقناعاته ولا هو علماني في عقله وسلوكه
الى متى يستمر مسلسل اللجم والكبح والتخوين وتشجيع الاوهام المزيفة ؟
بعض الناس غاضبة من السلطة السياسية وتناسوا السلطة الاجتماعية وهي الحاضنة والمصنعة الاولى التي يعيش في رحمها السلوك السياسي والاخير هو اسقاط للسلوك الاجتماعي العام
نحن ندفع ثمن قبول الفساد والمفسدين وحماية الفاشلين ( والطرمان ) والاميين والتستر عليهم والصمت عن ما يقومون به من خلال التواطؤ وغض النظر عن هذه الاجواء يخلق مناخا لكل انواع الجرائم .الأصابع التي تعزف سوناتا الجمال ليست هي الأصابع التي تفضُ بكارة بيت الترباس لتهدِمَ. والراقصون على الحبال غير الراقصين من ألم السكين ، السوقية والنبل تضادٌ لايمكن له أن يلتقي والمسرح حياة مصغرة تحتاج الى وعي والتعري وجهٌ مشوَه من أوجهه وآن الأوان أن ينتزع الجمهور أقنعة الزيف من وجوه الممثل الذي يمارس مهمة العري والرقص على الحبال
لذلك نحتاج الى مرآة سليمة لضمائرنا تعكس نفوسنا .. لكن للاسف ان السلطة الاجتماعية تقرأ مصدر القوة ولا تقرأ الجماليات وهي لا تميل للوضوح لانه يهددها في الصميم
عشنا ظروفا ناقصة ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان تنتج الظروف الناقصة بشرا مثاليين
لذلك على كل منا ان يبدا بترميم ذاته او على الاقل ما نجا منها . لكي تنجو اكثر لا تقترب من اليائسيين لانهم سينقلون لك يأسهم . تسلح بأيمانك الداخلي وامض واثق الخطوة . حتى لو كسروك او خذلوك فلا تبخل ان تجبر خواطر المنكسرين . لا تتوقف عن المصافحة لانه ما زالت هناك اياد نظيفة وبيضاء وغير ملوثة . اهتد بحكمة الطيور وهي تحلق امام انظار الصيادين رغم علمها انه ينصب الفخاخ لها ومع ذلك لا تغير طباعها .