التعايش السلمي عنوان يستهوي النفوس وتسعى الى ايجادها الانبياء والرسل . وتسعى منظمات المجتمع المدني الى تحقيقها في حياة المجتمع ولأجل ذلك تعقد هذه المنظمات مؤتمرات ندوات وورشات لأجل تثقيف المجتمع عليه لأهميته في تأمين السلم الأمني والمجتمعي بين الناس وتأسس حياة اجتماعية طيبة للمجتمعات .
وبعبارة اخرى ان التعايش السلمي هو سيادة نمط من السلوك الاجتماعي الراقي من خلال منافسة سليمة بين أفراد المجتمع وذلك بأتباع آليات وسائل اجتماعية مشروعة ووقانونية ووطنيةودينية وقيم اجتماعية تؤمن وتدير من مصالح الفرد والمجتمع بمختلف مكوناته القومية والدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية . فالتعايش السلمي مفهوم اجتماعي رائع يعيش المجتمع تحت ظله بأمان دون مظاهر العنف والكراهية والخوف والأذى . وبمقدار ما يسود هذا النمط من السلوك في المجتمع يسعد المجتمع ويزدهر ويتطور ويصل الى مستوى راقي من السعادة والكرامة والتماسك والتعاون الاجتماعي والاخوة والألفة الاجتماعية. وقد دعى القرآن الكريم الانسان الى التعايش السلمي ووضع له وسائل تحقيقه في المجتمعات . ومن ذلك :
١- الوحدة
قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداءاً فألّفَ بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها كذلك يبينُ الله آياته لكم لعلكم تذكرون ) سورةآل عمران ١٠٣
الوحدة لاتعني في المنظور القرآني ان يترك الناس مصالحهم وخصوصياتهم التي لاتضر بالمجتمع وانما ان يتوحدوا في المصالح العامة التي توفر الخير والسعادة والعيش الكريم للجميع .
٢- الحوار والتفاهم
قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالَو الى كلمةٍسواءٌ بيننا وبينكم الاً نعبد الاً الله ولانشركَ به شيئاً ولايتخذَ بعضنا بعضاً ارباباً من دون الله فأن تولَّوا فقل اشهدوا بأنا مسلمون ) سورة آل عمران الاسلام يدعوا الى الحوار مع اتباع الاديان السماوية فكيف بالحوار بين المسلمين فأنهم أولى بالحوار فيما بينهم من اليهود والنصارى . والحوار افضل سبل التفاهم والوصول الى نتائج مرضية للجميع .
٣- ،التعارف والمحبة بين ابناء المجتمع .
قال تعالى ( يا يها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا انَّ اكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات ١٣
فالتعارف من المنظور القرآني هو الهدف من خلق الله . والتقوى والخوف من الله هو الغطاء الاخلاقي والشرعي للتعارف بين أفراد ومكومات المجتمع .
٤- الاحترام المتبادل بين أفراد ومكونات المجتمع وحفظ كرامة أحدهم للآخر .
ان الله كرم بني هاشم بلطفه واحسانه كرم الانسان
قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ مِمَّن خلقناهم تفضيلاً ) سورة هود
وحري بالانسان ان يحترم اخيه الانسان ويكرمه . ان احترام وتكريم أفراد. المجتمع أحدهم للآخر يساهم في ان يعيش المجتمع في بحبوحة من الأمن والتماسك الاجتماعي والتعايش السلمي المجتمعي .
٥- التعاون والتعاضد بين أفراد ومكونات المجتمع .
قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) سورة المائدة ٢
٦- العدل
قال تعالى ( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) سورة النحل ٩٠
العدل ركيزة اساسية من ركائز التعايش السلمي . وبدون
العدل لايمكن إقامةِ مجتمعٍ
متعايشٍٍ بالسلم والأمان . لان غياب العدل يسبب انتشار الظلم والتعدي على الحقوق ومن شأن ذلك حدوث الكراهية والتصادم والنزاع والحروب بين افرادالمجتمع ومكوناته .
٧- الدفاع عن الوطن والدين والقيم والارض والعرض
٨- سيادة القانون .
معوقات التعايش السلمي
١- سيادة الفوضى
والفوضى هدف اعداء الأمة وقدصرحوا انهم يريدون خلق فوضى خلاقة في البلدان الاسلامية لاجل تمزيق الأمة
٢ الأنانية
وهي تغليب المصلحة الشخصية او الفئوية والعشائرية والحزبية على المصلحة العامة وعلى مصلحة المجتمع والوطن والقيم الدينية والاجتماعية .
٣- التطرف
وهو أخطر سلوك اجتماعي وعائق للتعايش السلمي .
٤-الطائفية والعصبية
وهما مرضان اجتماعيان يفتكان بالتعايش السلمي والسلم المجتمعي . ويسببان الحروب بين مكونات المجتمع الواحد .
٥- التعالي على الناس وتكفيرهم وعدم قبولهم .
٦- الحروب والنزاعات على خلفيات سياسية او قومية اودينية مفتعلة .
٧- الغزو الثقافي الفاسد الوافد الى المجتمعات الاسلامية السليمة
٨- التغيير الديمغرافي لأسباب عنصرية او تسلطية .