المفاجآت لا تنتهي في قصة حرب غزة, الابادة مستمرة للشعب الفلسطيني على يد جيش الكيان الصهيوني! في فعل يشابه فعل هتلر والنازية, لكن بفارق وهو رضا العالم الغربي وأمريكا عن مجازر النازية الجديدة (الكيان الصهيوني), ولا توجد قوة عالمية ممكن ان تكون ند لمن يقف مع الكيان الصهيوني, لذلك جل الجهود العربية هو البحث عن تسوية ممكن ان تقبل بها الصهاينة في سبيل إيقاف نهر الدم الفلسطيني, والآن هنالك مساعي عربية لتفعيل خطة سلام يقوم بها (الامارات- السعودية – مصر), وقد عرض المسؤول السابق في حركة “فتح” محمد دحلان للخطة المشتركة للإمارات والسعودية ومصر لمستقبل فلسطين وإعادة إعمار غزة، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخية إلى مصر والإمارات ومفاوضات القاهرة، والتوتر المتزايد في لبنان، كل هذا هي يدلّ على استعداد المنطقة لنظام جديد.
إن الخطة تفيد بخيار بديل عن محمود عباس وحركة حماس، مع وجود قوات سعودية وإماراتية في غزة, لضمان الأمن وإعادة إعمار القطاع.
• الشخص القادم لقيادة الواقع في غزة
خلف الابواب المغلقة يتم حاليا التجهيز لشخصية قد يكون من التكنوقراط, ومن المفترض أن يستلم زمام إعادة بناء منظمات السلطة وقطاع غزة, ولم يُحدّد بعد من قبل دول المبادرة والتي سيكون لها دور في الاختيار، وهناك إشارات ذكرت في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”دحلان المقيم في دولة الإمارات، كشف في التقرير عن خطة يناقشها القادة العرب “سرا” لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، بموجبها، تُسلم السلطة في غزة إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء القطاع تحت حماية قوة حفظ سلام عربية, كما سيتولى الزعيم الفلسطيني الجديد مسؤولية أجزاء من الضفة الغربية التي تديرها حاليا السلطة الفلسطينية، كما قال دحلان الذي لا يملك حاليا أي صفة رسمية في الأراضي الفلسطينية.
واضاف دحلان : إن هذا الزعيم الجديد الذي لم يكشف عن هويته، سيحل محل رئيس السلطة الفلسطينية الحالي، محمود عباس، البالغ من العمر 88 عاما، والذي سيحتفظ بدور شرفي.
وتلميحه إلى بناء علاقات جيدة مع قادة حماس وخاصة السنوار، تكشف أنّ دور الرجل أو شخص مقرّب منه سيكون جديًا للغاية.
• زيارة أردوغان لمصر والمحور الجديد
يجب الالتفات الى إنّ زيارة أردوغان لمصر تظهر أنّ الطرفين وضعا خلافاتهما جانبً، في ظل التطوّرات الجديدة، مما يمكن أن ينتج رؤية تركية – قطرية – سعودية – إماراتية – مصرية بشأن حلّ الدولتين، بحيث تلعب “حماس” دوراً وإن كان محدوداً, المباحثات كان احد اهم ملفاتها هو الملف الإقليمي والجيوسياسي، ويتناول تطورات حرب غزة، والموقف المصري التركي الداعم للفلسطينيين والرافض لتهجير سكان القطاع، وجهود إنهاء الحرب.
وهنا نشير الى ان ليس للرئيس المصري حاليا أي نية لضم تركيا كشريكة ناجعة في المفاوضات السياسية, فهو نفسه يتنافس مع قطر على احتكار إدارة الاتفاق مع حماس، في حين أنه يحارب ضد ما يعتبر -حسب رأيه- تهديد غزة على الأمن الوطني في مصر، الذي قد يتحقق عندما يبدأ التدفق الكبير لأكثر من مليون غزي نحو شبه جزيرة سيناء، إذا بدأت العملية العسكرية الواسعة في رفح، وضمن ذلك سيطرة إسرائيل على ما يسمى (محور فيلادلفيا).
ان التسابق بين تركيا ومصر وقطر للريادة والقيادة في الاحداث واضح وكبير, وكل واحد منهم يملك أوراق مهمة لتحقيق هذا الهدف.
• الحرب في غزة فرصة للآخرين!
من الملاحظ وبحسب الاحداث إن الغرب يجد في الحرب المستعرة في غزة، فرصة لا تعوض لإعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط السياسية, حيث يحاول الغرب اتفادة من دماء الفلسطينيين عبر مشروع يقفز فيه على الأحداث, وهذا الامر هو طبيعة القوى العالمية التي تهتم بمصلحتها وتجعل من الحروب باب لتحصيل المكاسب.
ومن جانب آخر فأن الفشل في اغتنام الفرصة الدبلوماسية التي توفرها هذه الأزمة من شأنه أن يزيد احتمالات نشوب حروب في المستقبل، خاصة أن الأشهر الأولى من الحرب لا يعطي بوادر تشير إلى إمكانية تحقيق نتائج عسكرية قادرة على توفير الأمن أو الرخاء سواء للإسرائيليين أو الفلسطينيين, فإن الدبلوماسيين الغربيين الذين يخططون لليوم التالي بعد انتهاء الحرب يجدون أنفسهم في مواجهة خيارين:
الاول: استثمار الحرب لإضعاف أعدائهم فقط.
الثاني: السعي إلى إعادة تشكيل تكتلات القوى القائمة في المنطقة.
ونجد أن الخيار الأول، إذا تحقق، سيؤدي إلى تصلب المعسكرات الثلاثة الموجودة في المنطقة: المعسكر المؤيد لإيران وروسيا، والمعسكر المستعد للعمل مع الإخوان المسلمين، في إشارة إلى قطر وتركيا وغرب ليبيا، والمعسكر المتشدد في معارضة الإخوان المسلمين، وتمثله الإمارات ومصر والسعودية وإسرائيل وشرق ليبيا.
لكن بحسب المعطيات نجد من الممكن ان يتعاون المعسكري الأخير، مع معسكر الاخوان, ويمكنه عندها أن يحقق إعادة صياغة مفاهيمه للمنطقة, ويتحول إلى محور يتكون من المعسكرين الآخرين متحدين بناء على رغبة في التعاون لمواجهة الاضطرابات ويكون ند لمعسكر إيران وروسيا.
والاكيد ان دور القوى الغربية، يهمهم هذا السيناريو, حيث ستحد من قوة إيران المتعاظمة وتتخلص من حركة حماس ويذوب الصراع الصهيوني –الفلسطيني, مع صعود الأنظمة الموالية لها.
اخيرا:
الاسابيع القادمة ستنتج أشياء جديدة للمنطقة, بعد التحرك المحموم لقادة مصر والسعودية والإمارات وتركيا, مع رغبة غريبة بانجاح هذه القوى الاقليمية في التوسع في نفوذها في المنطقة, سعيا لتحجيم قوة ايران في المنطقة.