موقف بعض الأنظمة العربية الواطي المتواطئ أصبح مفضوحاً، وهي ليست أنظمة عربية متواطئة مع العدو فحسب، بل أصبحت هذه الأنظمة هي والعدو الذي يذبح ويحاصر الشعب الفلسطيني في ذات الطرف والموقف، وبالتالي فهي قد أصبحت عدو للأمة بأكملها، ولابد أن يكون لنا موقف منها.
هذه الأنظمة تساهم في حصار الشعب الفلسطيني، وتساهم في دعم جهود إغاثة الإسرائيليين وحمايتهم حتى يستطيعوا أن يكملوا مجازرهم، وتدعم بالمال والسلاح والموقف الجرائم التي يقوم بها الصهاينة في فلسطين، وفتحت للصهاينة ممراً برياً يمر بعدة بلدان عربية حتى تلتف على إغلاق اليمن للبحر الأحمر في وجه السفن المتوجهة للأراضي المحتلة.
موقف هذه الأنظمة واضح تجاه فلسطين التي يريد هؤلاء ذبح أهلها وتهجيرهم ليقيم اليهود دولتهم فيها، فما هو موقفنا نحن منهم؟! لولا الخيانة لكانت تحركات المقاومة قد استطاعت فك الحصار ووقف العدوان منذ شهور، بل وتحرير فلسطين والقدس منذ زمن.
خطابنا مع الشعوب الخاضعة لهذه الأنظمة ما عاد ينفع لأن صهاينة العرب قد أحتاطوا لذلك؛ فقد قيدوا الشعوب وخاصة المصري والأردني بالديون والمشاكل الأقتصادية، وقاموا بمسخ هوية الشعوب الأخرى خاصة في بلاد الحجاز ونجد والإمارات الواقعة على ساحل عمان، ونشروا الفساد والرذيلة فيها حتى تضيع الحمية فيها حتى لا يجد الفلسطينيون أذنا تصغي لهم في هذه البلدان.
هم يؤثرون على تحركنا أكثر من اليهود أنفسهم، والسكوت عنهم ليس من الحكمة في ظل أستمرار الجرائم الإسرائيلية.. هؤلاء ليسو عربا ولا مسلمين، وما يفعلونه ليس معبرا عن رأي الشعوب العربية التي يحكمونها، بل وليس في مصلحتها والإسرائيليون لا يخفون نياتهم الخبيثة تجاه كل شعوب المنطقة.
علينا التحرك، وكخطوة أولى يجب على حكومتنا أن ترسل رسائل لكل البلدان العربية والإسلامية لتوضيح ما تقوم به هذه الأنظمة الخائنة من جريمة، ولتقيم عليهم الحجة، ولتخرج الدول العربية والإسلامية من موقف السكوت وتدعوها للتحرك بعيدا عن المناورات السياسية.
ثانيا، علينا الأستفادة من قدوم شهر رمضان لما له من مكانة لدى شعوبنا بحثها على التحرك وكسر حالة الصمت السلبية والخطيرة، وتوضيح أن هذا الصمت لا يعفينا عن تحمل المسئولية الدينية والأخلاقية أمام الله. وثالثا، علينا تكثيف الجهود في جميع المجالات لدعم صمود أهلنا في فلسطين عبر أقامة حملات التبرع بالمال، وبتحشيد الأنفس والمشاعر، وبتغطية الأحداث إعلاميا بشكل مكثف للمقاطعة وفضح جرائم العدوان.
بالطبع لا يزال كل ما سبق غير كافي وإن كان مؤثر، ويبقى أن نستحضر أهمية إبراز دور قادة المقاومة وتقديمهم كممثلين لكل الأمة، وإظهار تبرؤنا من الأنظمة الخائنة وتقديمهم كأعداء لنا، وتوضيح موقفنا من المجرمين بأعتبارهم أيضا أعداء وعلى رأسهم النظام الأمريكي المجرم؛ فهذا التصنيف مؤثر جدا على المدى القصير والطويل.
الموقف الفردي مهم ومؤثر، وأيضا الموقف الجماعي أكثر تأثيرا وأهمية، وعليه فلا ينتقص أحد منا أهمية موقفه.. المهم أن نتحرك، فقادم الأيام سيثبت أهمية العمل الذي نقوم به، وبأجتماع المقاومة وأزدياد تأثيرها بما تمثله من أمل لكل شعوب المنطقة، وأنكشاف الدور الأجرامي لأنظمة الخيانة والعمالة، صار الفرج والنصر قريب بأذن الله.
– جولة المفاوضات الجديدة مجرد ذر للرماد في العيون.. اليهود أكثر الكائنات حقداً ولؤماً.. كما أنهم الأكثر خداعاً ومراوغة.. لا تركنوا إلى الذين ظلموا.