شكل قرار محكمة العدل الدولية صدمة للاحرار المطالبين بمحاسبة رموز الكيان الصهيوني المجرم ،عن مجمل الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان على غزة ،سيما جريمة الابادة الجماعية التي جرى و يجري تنفيذها مع سابق اصرار ،وبكل وحشية ، لكنه مثل انتصارا معنويا للشعب الفلسطيني ،ومن يقفون مع قضيته العادلة ،بعد تصدي جنوب افريقيا ،لادانة هذا الكيان الغاصب ،وفضح الكذب الغربي وتستره على جريمة مكتملة الاركان، ارادوا ان تمضي بصمت وبلا حساب .
لقراءة اوضح يمكننا القول ان الكيان الصهيوني سعى ( للافلات من العقاب ) والمصطلح المذكور ، يشير الى ” موقف لا توجد فيه إجراءات فعالة لمعاقبة مرتكبي الانتهاكات ” ،وقد لا تكون مثل هذه الإجراءات نافذة المفعول ، وربما لايمكن تنفيذ العقوبة، بسبب ارادة سياسية نافذة تبرر للمجرمين وتحميهم ،وهنا ينبغي السؤال : هل توجد مؤشرات تعزز التصورات القائلة بأحتمالية امتثال الكيان ،وما هو الاجراء الراداع في حال تجاهله قرار المحكمة ؟؟!
المؤسف ان حكومة العدو معروفة بعدم احترامها لما يصدر من هذه المحكمة وغيرها ،وهي لاتعير الاهتمام لأي تدابير او أحكام قضائية، وذلك يعني فيما يعني محاولتها الافلات من العقاب ،ولأن الخطوة التالية تستلزم قيام الطرف صاحب الشكوى برفعها الى مجلس الأمن لاجبار الكيان الصهيوني على الالتزام بالقرار ، فأن ذلك يعطينا تصورات واقعية، عن ما ينتظر هذه القضية من تسويف ومماطلات ،لعدم تجريم الكيان بوجود فيتو امريكا ،وما يثبت هذا النهج هو ارسال ادارة بايدن بعد سويعات قليلة من صدور قرار المحكمة ،شحنة كبيرة من الذخائر والاسلحة إلى تل أبيب ،وفي ذلك اشارات واضحة لاستمرار هذه الحرب ،وارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني ،فكيف لطرف متورط شريك في الجرائم ،ان يكون حكما عادلا ،ويالها من مؤسسة دولية عاجزة هزيلة، تلك التي تضمن للكيان الصهيوني واميركا الافلات من العقوبة بهذه الطريقة المضحكة.
وبعيدا عما يمكن ان يحدث من تطورات ميدانية يمكننا القول “أن صدور هذا الحكم رغم ضعفه” يشير الى ان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ،وسيكون يوم حساب مرتكبيها قريب جدا ،وخير ما يمكن ان يفعله شعبنا في الاراضي المحتلة وخارجها ،هو انزال القصاص بالصهاينة والاميركيين ،عبر مواصلة المقاومة ،والتصدي لهذا العدوان بشجاعة ،دون الاعتماد على ما يمكن ان تحققه المسارات القانونية والسياسية.
لقد علمتنا التجارب بأن الحقوق لا تعطى في ظل هذا النظام العالمي المتواطئ ،كما تعلمنا ان لا ارادة اشد من ارادة المقاومين ، ،كما لا يمكننا التسليم بأنسانية اعدائنا وقد جربنا اصرارهم على الاستمرار بمخطط الإبادة الجماعية، ومعه ترويج خطابات التحريض وتهديد ذوي المقاومين بالتصفية والقتل ،وهنا فأن خيار المقاومة متاح ،وانها مازالت بخير ،وهي مستمرة بأنزال القصاص ،وتحقيق العدالة ولو بقوة السلاح ،فالسيف اصدق انباءا من قرارات عاجزة تجامل القتلة والمجرمين ،ونحن على ثقة تامة ،بان كلمة المقاومين هي العليا ،وان صوتهم من سيترتفع في نهاية المطاف ..