شؤون اقليميةمقالات

السيد القائد وصناعة التاريخ.. العهد الجديد لليمن السعيد

بقلم : عبدالجبار الغراب / كاتب ومحلل وسياسي / اليمن

اليمن بتاريخها الكبير وبموقعها الجغرافي المتميز والإستثنائي على المستوي العالمي، وبحضارتها العظيمة والمتفردة عبر العصور والأزمنه المختلفة والممتدة لعشرات الألأف من الأعوام، جعلها التاريخ كله ليذكرها الجميع وعلى الدوام، وهي أم الحضارات وأقدمها ومنبعها، فلا يخلو مكان في الأرض كلها الا ووجد فيها اهل اليمن لأنهم أصل البشرية ومصدرها وأول من تكلموا العربية لغة الكتاب القرآن الكريم، فمحطاتها عديدة في التكوين والتأسيس ولها جذورها المتأصلة الرفيعة في الأساس، ولها روادها وقادتها والملوك الذين تربعوا على كراسي عرشها لحفظ مكانتها وصناعة التاريخ لها ولشعبها، فكان لابد من وضعها الآن ضمن نطاقها الصحيح.

ومن هنا كان لليمن وشعبها المشي نحو مسارها الكبير والذي رافق ذلك قيام الشعب اليمني بثورة شعبية عارمة قبل تسعة أعوام يوم 21 سبتمبر عام 2014 بقيادة إيمانية مؤيدة بتأييد إلهي تمثلت بسماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والتي وضعت كتاب الله وهداه منطلقها الأساسي نحو الطريق التنويري الصحيح للنهوض بالشعب اليمني المظلوم في مختلف جوانبه السياسية والحياتية والمعيشية وقضايا أمته العربية والإسلامية، ولمواصلة المسار الذي بناه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في تأسيسه للمسيرة القرآنية قبل أكثر من عشرين عام وقيادته الحقيقية في فضحه وكشفه لمخططات الأعداء أستمر الكفاح الشعبي للشعب اليمني في صموده وتصديه لحرب ظالمه شنتها قوى الإستكبار العالمي بقيادة الأمريكان والصهاينة وبتنفيذ الأدوات السعودية والإمارات ولتسعة أعوام أرادوا بها إخماد وإسكات وإفشال الصحوة  اليمنية الشعبية وثورتهم السبتمبرية في طلبهم المشروع لنيل الحرية والإستقلال والعيش الكريم الحقيقي وإرجاع لقرارهم المسلوب وجعل سيادتهم الكاملة للبلاد تحت الأيادي اليمنية واضعين ضمن اهدافهم ومبادئهم إعادة المقدسات الاسلامية وجعل القضية الفلسطينية هي الأساس المركزي والمنطلق الأول الإيماني نحو تطهير المسجد الأقصى من تحت دنس الإحتلال الإسرائيلي والوقوف بحزم وإصرار لمساندة ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته لإستعادة أراضيه المغتصبة.

معها صنع اليمنيون تاريخهم وعهدهم الجديد لليمن السعيد في ظل قائد إيماني قرآني حكيم لا يخاف في الله لومة لائم أعاد لليمن هيبتها ومكانتها وعظمتها الحقيقية وصنع لشعبها التاريخ ومن أوسع الأبواب وللعرب والمسلمين شأنهما العظيم في قلب ووجدان القائد القرآني الحكيم والذي ترسخ في وجدان ومشاعر كل مكونات المجتمع اليمني لجعل وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة قوى الهيمنة والغطرسة والإستكبار العالمي هو الحق الدائم لنصرة المستصعفين وردع كل مخططات وأحلام المستكبرين.

ففي فلسطين الأرض والمقدسات العربية والإسلامية تكالبت عليها قوى الكفر والضلال والإستكبار العالمي من الصهاينة والغرب والأمريكان وأنصاع وخضع لهم بعض الحكام العرب والأنذال وسكت البعض منهم غير قادرآ حتى على الكلام وخرج بعضهم ليعبر عن ما يحدث في فلسطين بالكلمات من اجل عرضها في وسائل الإعلام لعل في ذلك إرضاء لشعوبهم، وأنفرد منهم ليغرد شامخا ليعلنها بقوة وإعتزاز بقرار تاريخي وغير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي رافعا لرآسه مستجيب لنداءات ومطالب شعبه بالوقوف والدعم والإسناد للشعب الفلسطيني، وبالأفعال وبالقوة العسكرية فتح جبهة ضد كيان  الإحتلال في عمق المدن المحتلة وفي الممرات والبحار فرض على السفن التابعة للكيان المحتل الحصار : هذا هو قائد الثورة في اليمن السعيد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والذي وضع لتوالي السنوات والعقود آفاقها الواسعة يتداول ذكرها أجيال بعد أجيال وبلا إنتهاء في صناعته لتاريخ عظيم للعهد الجديد لليمن السعيد.

ومن هنا لا يمكن لأحد ان يغير ما صنعه اليمنيون من تاريخ عظيم بقيادة السيد القائد الحكيم رغم كل محاولات التشويه للروايات وتزيفهم للحقائق وخلقهم للأكاذيب، لأن لصناعة التاريخ كان له قائد يمني ثوري قرآني حكيم أمتلك القرار لنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وبالمواقف والأفعال بانت مصداقية الأقوال، وبالقوة العسكرية وخياراتها الإستراتيجية ترجمت الصورة الواقعية مشاهدها الحقيقية في تحقيقها للأهداف بضرب الكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وانتقالها بمعادلة ردع قوية بإغلاق مضيق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي بوجه سفن الإحتلال الإسرائيلي وإستهداف السفن الذي تحمل البضائع الى موانى الإحتلال في إطار منطلق إيماني عظيم وموقف إنساني أخلاقي مطلبه واضح وصريح رفع الحصار على الشعب الفلسطيني المظلوم وإيقاف العدوان عليه من قبل الإحتلال الإسرائيلي البغيض.

 

لتتناقل مختلف وسائل الإعلام العالمية وبكل اللغات وتسابقت في نقلها للأخبار لوصف وتوصيف الملاحم البطولية والمواقف الشجاعة والثابتة لليمنيون رغم كل محاولات التهديدات الأمريكية بتشكيلها لتحالف بحري دولي تحت عنوان حماية الملاحة البحرية، وهو ما جعل الشعب اليمني وبخطاب قوي وناري لقائد الثورة يعلنون موقفهم الثابت لمواصلة قرارهم بمنع السفن الإسرائيلية من المرور والعبور من والى موانئهم حتى تحقيق هدفهم بإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وبهذا رسم اليمنيون  عهدهم الجديد لليمن السعيد وبخطوات ثابتة نحو الصعود الى القمة بصناعة تاريخ عظيم للشعب اليمني العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى