شؤون اقليمية

والعاقبة لفلسطين

عبدالملك سام

 

أذكر أنه منذ سنوات أنخرط بعض العرب الحمقى في حملة شوهاء تحت عنوان (فلسطين ليست قضيتي)، وكانت وجهة نظر هؤلاء بلا مبدأ سوى أن يظهروا بصورة من يحمل قضية أو وجهة نظر رغم أننا نعرف كما يعرفون هم أنفسهم أن هذا تعبير عن إفلاس أخلاقي وكفر مستطير، وأنهم بهذا الموقف المخزي أختاروا أن يقفوا في صف المهزومين أمام عدو لم يخفي يوما أحتقاره لهم كعرب ومسلمين، ولكن هذا الأمر قد أظهر إلى أي مدى قد يصل السقوط بالبعض!

 

المواقف هي ما تظهر المعدن الحقيقي للأنسان وكرامته، ومن يظن أنه لا بأس بموقفه السلبي هذا فهو بائس حقا؛ فمن ناحية هذه شهادة يثبتها على نفسه سيحاسب عليها أمام الله مثله مثل كل خائن ومتواطئ على دماء الأبرياء. وثانيا فموقفه هذا لن يغير شيء من حقيقة أن العدو يعتبره جزء من الأمة التي يسعى لحرقها ويعلم أبناءه كرهها والسعي لأبادتها، وما المواقف المتساهلة التي يبديها نحو من يتعامل معهم سوى مواقف مؤقتة لا تلبث أن تظهر حقيقتها بين الفينة والأخرى في تصريحات الإسرائيليين الرسمية وغير الرسمية والتي تكشف ما يضمرونه لنا جميعا!

 

السؤال الأهم الذي يجب أن يسأل هؤلاء المهزومين أنفسهم هو: ماذا لو قضى اليهود على غزة تماما، هل ستنتهي مشكلة العرب والمسلمين مع اليهود تماما؟! هل سيعم السلام وسيكف هؤلاء المرضى النفسيين عن معاداتنا؟! كل ما يقوله ويفعله اليهود ينفي هذا الأمر؛ بل أن الأحداث والمواقف تشير أن الكيان الإسرائيلي قائم على مشروع لا يمت إلى التعايش والسلم بصلة؛ وأصغر طفل صهيوني يحمل في داخله أرثا قذرا لا ينتهي عند حدود ما يسمونه (مشروع دولة من النهر إلى النهر) فقط، بل مشروع لأستعباد ثم قتل آخر طفل عربي!

 

من هذا كله نرى أن رؤية محور المقاومة هي الأكثر منطقية وعقلانية، وهي نظرة تتوافق مع مصالحنا ومع ديننا ومع إنسانيتنا.. أما الموقف الآخر فهو تعبير عن الضعة والأنحطاط وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، وهو ما يعني أن تطبيق نظرية “دس الرءوس في التراب” لا يعني بأن أحد سينجو، بل أننا جميعا سنظل نعاني من المؤامرات والكوارث حتى النهاية بمعنى الكلمة، ومن هنا يجب أن تدرك الشعوب خطورة وزيف ما تروج له أنظمة “التطبيع” التي تتأمر اليوم على غزة، وغدا سيأتي الدور على البقية واحدا تلو الآخر!

 

الحقيقة أن غزة ومن ورائها القدس وفلسطين، تمثل خط الدفاع المتقدم عن كل العرب والمسلمين، بل وعن الإنسانية كلها، في مواجهة مشروع الحقد الصهيوني الشيطاني.. مشروع الكراهية في أبشع صوره! ولمصلحتنا جميعا يجب أن تنتصر غزة، وأن نحافظ على غزة وسكان غزة المظلومين، وأن نشارك في المعركة بكل تصميم وقوة حتى ينتهي هذا الوباء الذي تم وضعه في منطقتنا بإرادة شيطانية خبيثة، وقد مكروا مكرهم، والله خير الماكرين.. ولنتذكر أن العاقبة لمن؟! فلسطين قضيتي، وستظل قضيتي حتى النصر بأذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى