طرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس بتاريخ 31 تموز/ يوليو 2006 “مشروع الشرق الأَوسط الجديد” ؛ أي بعد مرور 20 يومًا على العدوان التدميري الواسع على لبنان، عقب خطف جنديين إسرائيليين؛ ورفضت قيادة قوات الإحتلال شروط حزب الله القاضية بتفاوض غير مباشر ووقف إطلاق النار؛ ورفعوا شعار تدمير لبنان والقضاء على حزب الله وإطلاق سراح الأسيرين دون قيد أو شرط.
فماذا قالت كوندليزا عن المشروع: “أعتقد أننا بدأنا نرى خطوطًا عريضة لإطار سياسي يسمح بوقف العنف بصورة أكثر ثباتا يرتكز على قرار الأمم المتحدة رقم 1559 وعلى بيان “قمة مجموعة الثماني،” عناصر هذا الإطار أصبحت واضحة تماما ولكن ليس لديّ أي استعداد للقيام بعملية دبلوماسية من أجل إعادة الوضع بين لبنان وإسرائيل إلى ما كان عليه، أعتقد أن ذلك سيكون خطأ، ما نراه الآن “هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد” ومهما كنا فاعلين فأنه يتعين علينا التأكد من أننا نتجه إلى “الشرق الأوسط الجديد” . نعمل على إنهاء العنف الحالي ونسعى إلى ذلك بشكل عاجل علاوة على ذلك نسعى إلى التعامل مع الأسباب الأساسية لهذا العنف حتى يمكن تحقيق سلام حقيقي ودائم، وقف إطلاق النار سيكون وعداً كاذباً إذا أعادنا إلى ما كان عليه الوضع وهو ما يسمح للإرهابيين بشن هجماتهم في التوقيت وبالشروط التي يختارونها، قبل كل شيء سوريا تعرف ما يتعين عليها فعله وحزب الله هو أساس المشكلة.
وأما نتنياهو فقد أعلن عن “مشروع الشرق الأَوسط الجديد” بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2023 من على منبر الأمم المتحدة؛ وضمت الخريطة التي بيدهما أسماه نتنياهو بدول “الشرق الأوسط الجديد” وهي مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن.
وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، تمحورت حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغيير الشرق الأوسط.
وشملت الخريطة التي أظهرها نتنياهو مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل.
وضمت المناطق المكسية باللون الأخضر دول مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن.
ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.
ونشر نتنياهو بُعيد إلقاء خطابه في الأمم المتحدة تغريدة على حسابه على موقع إكس وكتب: “إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا. شابات شالوم.
وقد عكست هذه التغريدة النيات السيئة المبيتة ضد المقاومة الفلسطينية؛ لأن نفس عبارة “مشروع الشرق الأَوسط الجديد” تستبطن العدوان التدميري الوحشي للمقاومة في أماكن تواجدها.
وقد درست فصائل المقاومة الفلسطيني توقيت عرض مشروع نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل سلمي، وتناقض ذلك مع “إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا” الذي يستبطن عدوانًا على المقاومة في فلسطين كمرحلة أولى.
فحركة حماس إستفادت من خطورة طرح هذا المشرَوع في أوج العدوان الهمجي العنصري والتدمير ي على لبنان في العام 2006؛ لذا قدرت حركة حماس بأن نتنياهو يحضر قريبًا عدوانًا غادرًا واسعًا على كل الفلسطينيين في الضفة وغزة. لذا قررت مباغتة العدو والقيام بعملية غير تقليدية، تقلب فيها حماس الطاولة على رأس نتنياهو ورأس قادة العدو؛ فكانت عملية “طوفان الأقصى”، ونجحت في ذلك.
فبداتُ من اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى” البحث عن تفاصيل “مشروع الشرق الأوسط الجديد”؛ فوجدتها أمس على صفحة السيد ناصر الدويلة على منصة X، وفد نشره مطلع الشهر الحالي. وهو نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي وضابط دروع سابق في الجيش الكويتي ومحام معتمد لدى المحكمة الدستورية والتمييز ولم أجد التفصيل مكان آخر والمشروع مخطط شيطانَي وكانت حسابات حَماس دقيقة جدًا لو كان هناك أكثر من مصدر ينقل الخبر التالي:-
1- سأكتب الآن تفسيري لردة الفعل الغربية السريعة جدا بل الفورية لنصرة الكيان الصهيوني بصورة لم تحدث ولا مرة قبل الآن فارجو من جميع قادة الدول العربية و الاسلامية فهم ما حصل و على جميع الشعوب والاحزاب ان تدرك المخطط الخبيث الذي دمره هجوم السابع من اكتوبر فاقول وبالله استعين.
2- ان اول الدول التي سارعت لدعم ~اسرائيل~ بشكل فوري هي امريكا و بريطانيا و فرنسا و المانيا و ايطاليا و كندا و اليابان !!! فما هو الرابط بين هذه الدول لتتصرف بسرعة فورية و ترتيب ويتسابق قادتها لزيارة ~اسرائيل~ ..!! انها يا سادة الدول السبع الكبرى ..!!
فما هي الدول السبع هذه؟
3- الدول السبع الكبرى هي منظمة هلامية… تقود مصالح الحضارة الغربية من منطلق اقتصادي ولا تنتظم في معاهدة مكتوبة وليس لها أمانة أو مقرّ دائم هي اشبه بزعماء المافيا لكن لاقتسام العالم وتتناوب رئاستها سنويًا الأعضاء،
وهكذا تتولى الدولة الرئيسة مهمة تحديد أولويات المجموعة، واستضافة وتنظيم قمتها.
ورغم عدم وجود أساس قانوني أو مؤسسي لها، فمجموعة الدول الصناعية تحظى بنفوذ دولي كبير؛ إذ حفزت العديد من كبرى المبادرات العالمية أو تولت قيادتها و هي تجتمع سنويا لتضع خطط السيطرة على العالم و لمتابعة ما خطط من قبل.
4- في آخر اجتماع للدول السبع وضعت خطة اعادة تشكيل “الشرق الاوسط” موضع التنفيذ تمهيدا للصراع القادم مع الصين عبر التالي :-
1- انهاء القضية الفلسطينيه عبر انهاء حماس و سيطرة اسرائيل على كل فلسطين و اعادة احتلال الضفة و تصفية كل اشكال المقاومة بدعم من السلطة و عباس.
2- دعم نظام الأسد و السماح له باستعادة الشمال السوري و تقاسمه مع قوات قسد و تصفية اية جماعات جهادية في سوريا و العراق.
3- استعادة الحكم الاتاتوركي في تركيا بعد اردوغان و يبدأ التغيير في الانتخابات البلدية القادمة.
4- استعادة اوكرانيا بعض اقاليمها المحتله لاضعاف بوتن و اسقاطه في انقلاب او انتخابات قادمة و تحجيم روسيا بشكل كلي تحت وصاية الغرب.
5- تدجين حزب الله في لبنان و تحويله الى اداة تخريب محلية لمنع اي نشاط وطني في بلاد الشام عبر خلق الفتن و الخلافات و ضرب الجماعات السنية.
6- تحضير منطقة الخليج لانفجار اقليمي بين السعودية و دول الخليج من جهه و ايران من جهة اخرى و قد يكون حقل الدرة الكويتي مفتاحه او خور عبدالله او اي مشكلة اخرى يؤدي لتدخل اسرائيل لدعم الخليج عسكريا.
7- إثارة النزاعات بعد ذلك بين دول الخليج بحيث يصل الامر لتغزو دولة او اكثر دولة اخرى او أكثر فتدخل المنطقة في حالة تمزق و شتات تنتهي فيها منظومات دول المنطقة و تسقط تحت الهيمنه الاسرائيلية دون مساس ايران التي يكتفون بنزع سلاحها النووي بالكامل.
8- بعد هيمنة ~اسرائيل~ على الجزيرة العربية و نفطها تصبح امريكا و الغرب تتحكم في مصدر الطاقة الأساسي للصين و تبدأ مرحلة تحجيم الصين و كوريا الشمالية و هذه لها سيناريوهات اخرى.
الخلاصة : لقد ادى هجوم القسام و انكشاف اسرائيل الى صدمة في مخطط الدول السبع لذلك كانت ردة فعلها منفلتة في السرعة و الوضوح لتقديم الدعم المادي و العسكري و السياسي و منحت اسرائيل ضوء اخضر لحسم الامر بكل وحشية و هذا هو السبب الذي جعل الدول السبع بالذات تهب بسرعة لنجدة اسرائيل لذلك فان خط الدفاع الاول و الاخير عندالعرب هي غزة فمن يعي يا عرب الا هل بلغت اللهم فاشهد .
وجدت أن مجموعة الدول السبع والثمانية لأنها كانت تضم روسيا في العام 2006 هي مشتركة بين مشروع رايس وما ذكره السيد ناصر الدويلة؛ بحثت عن آخر إجتماع للدول السبع G7؛ ومن باب العجب؛ وجدت الخبر على صفحة أخبار الأمم المتحدة بالنص التالي :-*
قال الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 21 آيار/مايو 2023 إن العالم يُعول على مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لإبداء القيادة الدولية والتضامن على صعيد مختلف القضايا.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي في مدينة هيروشيما اليابانية، حيث تُعقد قمة مجموعة السبع التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
إن ذكر السيد غوتيريش عبارة “العالم يُعول على مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لإبداء القيادة الدولية والتضامن” : يؤكد الدور الذي ستقوم به هذه الدول في المستقبل القريب؛ واعطى مصداقية أكبر لما ذكره السيد ناصر عن مخاطر مشروع “الشرق الأوسط الجديد.
لقد فعّلَ نتنياهو بروتوكول هانيبال منذ 8 اكتوبر الماضي؛وفطع المياه والكهرباء، ومنع دخول المواد الغذائية والمحرَوقات والادوية.
فالبروتوكول هانيبال يقضي بالتدمير الكلي وبشكل وحشي للبنى التحية والقضاء على كل أثر للحياة ولا يستثني المستفيات.
وهذه أعمال إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وتخرق بشكل فاضح القانون الإنساني الدولي، وترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بعدد الشهداء الذي تجاوز عددهم 10,0000 شهيد. 25,000 مصاب وتدمير 250,000 وحدة سكنية.
وبالرغم من حجم الدمار الهائل في مختلف المخيمات في غزة، والمستمر منذ 31 يومًِا؛ فإن صواريخ المقاومة لا تزال تدك تل ابيب، ووصلت اليوم إلى عكا. وهذا دليل قوة وعافية لها.
فيجب محاكمة مجرمي الحرب.
وإن غدًا لناظره قريب
07 تشرين الثاني /نوفمبر 2023