لنتصرف كــ(جينتلمنز) كما يقول الأنجليز، ولنتحدث بصراحة؛ فاللعبة طالت حتى تحولت إلى نوع من الإستخفاف المهين! لماذا لا تعترف الأنظمة التي تدعي العروبة بأنها حسمت أمرها وأختارت أن تكون صهيونية وأن تقف في صف “إسرائيل”؟! فعلى الأقل هذا أمر عادل ومنصف وليس فيه غبن على أحد، فعندها يمكن للشعوب أن تختار الطرف الذي تريد أن تنضم إليه بحرية، وكل طرف يعرف ما له وما عليه، وعندها ستكون اللعبة أكثر عدالة.
لو تم هذا الأمر بصراحة فإن الطرف الذي يفضل أن يقف مع الصهاينة لن يضطر لأختراع الأكاذيب والمبررات للتغطية على مواقفه الحقيقية، وعندها لن تضطروا لإرسال أكفان كمساعدات للفلسطينيين حتى تظهروا بأنكم معهم، كما أنكم ستستطيعون أن ترسلوا طائراتكم لضرب غزة في العلن بدل السرية، وتمارسوا علاقاتكم الدبلوماسية بحرية مع “أصدقائكم” الصهاينة دون تردد، وأن تأمنوا على كراسيكم كما تظنون!
في المقابل سيعرف الفلسطينيون ومن معهم من في صفهم ومن ضدهم، وسيعرفون كيف يتعاملون معكم دون أن يشعروا بالخذلان والأرتباك وهم يحاولون أن يوقظوا ضمائركم الميتة، ولن يبنون خططا لجذب تأييد أحد بعد أن تكون الشعوب قد قررت موقفها، بل سيعتمدون على أنفسهم لرفع الظلم عن فلسطين وتحرير المقدسات الإسلامية بأيديهم وبدعم اخوانهم.
أليس في الصراحة راحة؟! عندها سنقطع نحن علاقتنا مع الصهاينة ومعكم، وأنتم ستتعاملون مع بعضكم بأريحية ودون تحرج، وبهذا ستكتشفون حقيقة علاقتكم مع اليهود والتي ستنشأ بينكم دون تدليس، وستعرفون من أنتم حقا في نظر اليهود بدل كل هذه الأموال التي تدفعونها سرا، وتلك المجاملات المزيفة التي جعلتكم تبدون كالبلهاء، وهذه النتيجة في الأخير مريحة للجميع بدل أن تطول القصة لعقود بجهود ضائعة دون أن توضع الأمور في نصابها الصحيح ولو أني أشك أن يقبل الإسرائيليون بكم!
لو كانت ليست لديكم رغبة بأن تظلوا عربا فهذا شأنكم، تيستطيعون أن تخترعوا لكم قومية أخرى لا تكون مستهدفة كما هو حالنا نحن اليوم. ولو كنتم تريدون تغيير دينكم وأن تنتموا لأي دين آخر لا يعتبر المسجد الأقصى من ضمن المقدسات فهذا شأنكم، بل أنكم قد أبتكرتم (الإبراهيمية) بالفعل! وسيكون بمقدوركم أن تستمتعوا بحفلات “الترفيه” والإنضمام لمجتمعات “المثلية” دون تحرج، وبعيدا عن الصداع الذي يسببه لكم المسلمون والعرب والمقاومة الفقراء التعساء!
الأمر ليس بهذا السوء الذي يبدو عليه؛ فعلى الأقل هذا الوضع سيجعل الفلسطينيين مقتنعين، وسيبنون خططهم ومواقفهم بشكل واضح لا لبس فيه، وهذا أمر منصف بالنسبة لهم.. وبالنسبة لكم فعندها ستفتتحون السفارات، وستتبادلون الزيارات والقبلات والأحضان علنا مع الصهاينة، ولن تضطروا لإخفاء خططكم لتهجير الفلسطينيين، ولن يجبركم أحد على فتح المعابر، أو مطالبتكم بفتح الحدود، أو إقلاق راحتكم بإجتماعات شكلي طارئ وممل، أو أن تظهروا تعاطف غير موجود!
لذا قولوها صراحة وأرتاحوا وأريحونا، فقد تعبتم وأتعبتونا معكم، وبدل تلك المحاولات البلهاء وأنتم تحاولون إخراج الفلسطينيين من العروبة، أو بإلقاء التهم على المقاومة، فقولوها صراحة بأنكم أصبحتم يهودا وصهاينة وتخلصوا من هذا العبء الذي يجثم فوق صدوركم.. كونوا على الأقل رجالا وتكلموا، فلا أظنكم قد نسيتوا كيف تتحدثون بالعربية بهذه السرعة!
أما نحن فسمونا مغامرين وطائشين وأغبياء …..ألخ، فأريحوا رءوسكم منا وأريحونا، فنحن لن نترك أخوتنا لوحدهم، وسنظل على موقفنا حتى نحرر بلداننا وشعوبنا منكم، وسنهزم أمريكا.. هل سمعتم؟! سنهزم مولاتكم أمريكا وربيبتها “إسرائيل” مهما كثر أجرامهم وحشدهم، وسنرميهم في البحر كما ندعي، ولن يهدأ لنا بال حتى نضعهم في حجمهم الحقيقي.. أنتم وهم لستم إلا صغارا وأقزام في نظرنا، ولن يهدأ لنا بال حتى نطهر بلادنا ومقدساتنا وشعوبنا من رجسكم.. والعاقبة للمتقين.