ليس من منظور الشيعة والعقيدة والمذهب، فنحن في الواقع لا نتكلم لغتهم، وانتمائنا الحقيقي للمحيط العربي والعراق، لكن واليوم بالذات اصبح الصراع واضحاً وضوح الشمس، بعد ان كان البعض قد خدع باسم القومية، بين الحق والباطل ومن يقف مع الحق ويدعمه، ومن يساند الباطل في السر والعلن ومع الاسف بعضهم من العرب، ومن يسير خلف السراب لا يحصل على شيء، فايران لو ارادت ان تغض الطرف وتترك فلسطين من دون دعم والدول المستضعفة في العالم وخاصة التي تحاصرها الولايات المتحدة الامريكية، لحصلت على كل ما تريد ولتسيدت على المنطقة مثل ما كانت سابقاً في عهد الشاه، ولعبدها وقدسها حكام العرب والاعلام العربي الحالي، ولكن ثورتها الجديدة مستندة في عقيدتها على القران ووصايا الرسول واهل بيته ( عليهم افضل الصلاة والسلام) بنصرة المظلوم والوقوف بوجه الظالم، واسرائيل الدولة التي تمثل الظلم في المنطقة والعالم، وهي رسخت وجودها بقوة السلاح وصرف الاموال للعملاء ودعم الدول العظمى ، وليس هناك اي شرعية او قبول لوجودها، والحرب مع اسرائيل هي حرب وجود وليس على الحدود كما يزعم البعض، وان ازالتها حتمية مهما بدأ الهدف بعيد المنال، وانها لا تحترم اتفاقاتها مع من تفاوضهم من العرب والفلسطيين، فاين السادات الذي قال ان حرب تشرين عام 1973 هي اخر الحروب مع اسرائيل، واين اتفاقات اوسلوا مع ياسر عرفات بحل الدولتين، بل تم بناء عدد كبير من المستوطنات، ونتيجة لهذا الدعم الايراني لفلسطين وخاصة حركات المقاومة في فلسطين، تم استهدافها بحروب كان اولها في بداية نجاح الثورة، عندما حركوا صدام حسين بحرب دامت (8) سنوات، كان القصد منها افشال الثورة وقتل قادتها، ولكن كل محاولاتهم فشلت بإرادة الله، فكم من مرة يحركون العملاء لإحداث البلبلة في ايران، والعقوبات الاقتصادية عليها لازالت مستمرة وبقوة، فأصبحت ايران عقدة مثل كوريا الشمالية لا يمكن القضاء عليها ولا يمكن ايقاف تطورها، فهي تدعم المقاومة بالقدرات العسكرية والاعلامية والمادية.
وبعد كل هذا يشن الاعلام العربي والغربي حملات لشيطنة ايران وانها السبب في حملات الدم في غزة، وخطابهم ( ورطتكم ايران وتركتكم) لوحدكم تعانون القتل والدمار ، وبعض المدونين العراقيين يخاطبون الفلسطينيين بالقول: ( ان الاحتلال الاسرائيلي افضل لكم من الاحتلال الايراني)!!، ولا ندري مالذي فعلته ايران للدول العربية والعراق غير الدعم ومد يد السلام واقامة العلاقات الدائمة والوطيدة، لكن مع الاسف اغلب حكام العرب امرهم ليس بيدهم وانهم مجرد ادوات، فهم يعلمون الحق مع من وان ايران دولة اسلامية اقليمية قوية يمكن الوثوق فيها، لكن الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل تضغط عليهم بالابتعاد عنها، واشاعة الفرقة المذهبية بان ايران سبب الفرقة والطائفية وانها تنشر المذهب الشيعي في المنطقة، لان الوحدة بين الشعوب والدول الاسلامية والعربية تهدد وجودهم، وكما قال المفكر الروسي الكسندر دوغين ، لو اتحد ملياري مسلم في العالم لفقدت واشنطن احترامها وتم طردها واسرائيل وجودها، وراينا ماذا فعلت داعش ومن الذي دعمها من العرب والغرب وهي كانت اداة بيد واشنطن وتل ابيب لإسقاط انظمة واستبدالها بقوى متنازعة فيما بينها لتعم الفوضى، فمن ذبح وقتل وتفجير في المناطق الشيعية في العراق، لقتل (الرافضة الصفوين) ، وفي المناطق السنية بقتل المرتدين، وفي الدول العربية التي فيها انظمة وجيوش تهدد اسرائيل، ولكن ماذا كانت النتيجة نهايتهم على يد المجاهدين وفي مقدمتهم المستشارين والقادة العسكرين الإيرانيين الذين حرروا المناطق السنية من توحش داعش، وافشلوا مخططاتهم في سوريا ولبنان ، وبالرغم من انهم كانوا يدعون بانهم مجاهدين اي داعش، وانهم نذروا انفسهم للشهادة ضد الكفار فاين هم من الجهاد في فلسطين ضد الصهاينة؟!!!، لذلك فان العقل والضمير يحتم علينا الوقوف مع ايران.