*_ لعلنى لم اتصور اننىخ سأجد نفسى مضطرا _ ذات يوم _ للكتابه فى هذا الموضوع ! … و ذلك يرجع لإعتقادى المطلق بأن مصادقة ايران هو الموقف الطبيعى الذى لا يحتاج شرحا ! و لا يستدعى تفسيرا ! … فى حين ان معاداتها عباره عن كسر مقصود لمنطق الاشياء ! …و اغفال متعمد لتأثير الجغرافيا ! …و تناسى خطير لوقائع التاريخ ! ..و لكنى تحت سيف التساؤلات قررت الكتابه ليس تبريرا لرأى اؤمن به _ اقتناعا _ دون الاصرار عليه_ عنادا _ !! و لكن بالاساس لكى تكون افكارى كلها واضحه بلا ظلال تعيق رؤية الملامح ! و من غير مواربه تخفى حقيقة النوايا ..!!*
*_ اننى دوما ما اردد عباره اراها كاشفه بأكثر من اللازم لحقيقة موقفى و هى 《 ان انتمائى العاطفى كله لمصر الا ان ولائى العقلى كله لايران ! 》..و هى عباره تحتاج توضيحا فقيمة اى موقف لا تكمن فى اعلانه بل فى تأصيله ! و هذا ما سوف اشرحه فيما هو قادم من نقاط :*
*١) من المؤكد ان تأييدى لايران لا يرجع لسبب ( عرقى) فأنا لست فارسيا يبحث عن بقايا ” المدائن ” ! او يحن الى قصور ” كسرى ” ! .. كما انه من المستحيل ان يكون السبب ” مذهبيا ” …فأنا بكل وضوح لست شيعيا ارفع شعارات “الولايه” يوم الغدير ! …ثم.ألوح براية “الثارات” فى ذكرى كربلاء ! .. و ان كان هذا لا ينفى تقديرى لحضارة فارس ! و شغفى بتاريخ الشيعه ..! .*
*٢) اننى من المؤمنين بأن توصيف الصراع بيننا و بين اسرائيل عباره عن صدام حول الوجود و ليس نزاع على الحدود ! … و بالتالى لا بد ان ينتهى بفناء طرف و بقاء آخر ! و اليقينى ان العالم العربى اكبر من ان يتم ابتلاعه ! كما ان الشعب الفلسطينى اعمق من ان يكتمل اقتلاعه ! .. و هذا معناه ان (.ازالة ) اسرائيل حتميه مهما بدا الهدف اليوم بعيدا و صعبا ! … فاسرائيل كما هو معروف تستند فى بقاءها على قوة السلاح و ليس على شرعية القبول ! …و السلاح وحده لا يضمن مستقبلا ! و لا يصون وطنا ! … لانه قادر على فرض الامر الواقع فقط بغض النظر عن اتساقه مع حقائق التاريخ و احكام القانون ! و ذلك الواقع متغير فمثلما لم يكن حاضرا بالامس ! قد لا يكون موجودا غدا !! … و لقد قالها بوضوح المفكر اليهودى الشهير ( يورى افنيرى ) بكتابه Israel without zionism 《 لا بد ان تطل اسرائيل على الماضى لتعرف انه لا يوجد.كيان راهن على القوه وحدها الا انتهى و تبخر من فوق الخرائط !!*
*٣) ان الرئيس السادات قرر فى لحظة ما ان حرب اكتوبر تشرين ١٩٧٣ هى آخر الحروب مع اسرائيل !! …ثم سار وحده على طريق طويل و موحش نحو السلام المنفرد ..و هذا ما كانت تريده “تل افيف ” بالضبط منذ البدايه و اقصد 《 عزل مصر عن الشام ! 》 و لقد تحقق ذلك _ جغرافيا _ عام ١٩٤٨ بنيران البنادق ! ثم اكتمل _ سياسيا _ عام ١٩٧٩ بأوهام السلام !!! .*
*٤) ان اللحظه التى خرجت فيها مصر من ميدان الصراع ..دخلت بها ايران الى حلبة المواجهه ! ..لتوقد ضوءً كان قد انطفأ ! و تحيي املا كان قد مات ! … فأنا استطيع القول ان تأثير مشهد هبوط السادات (بمبادرته )على مطار بن غوريون ! ..قد تلاشى بنزول الخمينى (بعمامته) على مطار مهر آباد !!! … فى المشهد الاول كانت مصر تدخل عصر ” الغيبه ” ! و بالثانى كانت ايران تبدأ زمن ” العوده ” ..!! .*
*٥) لقد استندت شرعية الثوره الاسلاميه على انها اطاحت بشاه ايران 《 شرطى الولايات المتحده الامريكيه بالمنطقه 》 على حد تعبير الرئيس كارتر للامبراطوره ( فرح ) بقصر ( نيافاران ) ليلة رأس السنه عام ١٩٧٧ حينما كان يراقصها تحت انعكاس الشموع ! و على أنغام الموسيقى! … فكثيرون من ابناء جيلى لا يعرفون كيف كانت طبيعة العلاقه بين ايران من جانب و امريكا و اسرائيل من جانب آخر ! و دعونى انقل لكم محضر جلسه بالكرياه بين جنرال ( عزرا وايزمان ) و جنرال ( حسن توفانيان ) لكى اعطى اشاره على شكل تلك العلاقات …*
*” جنرال وايزمان : اننى اريد ابلاغ الشاه عدة امور :*
*_ اسرائيل ترى ايران حليفها الاستراتيجى بالمنطقه*
*_ اسرائيل ستمد ايران بصواريخ ( ارض _ ارض ) بعيدة المدى !*
*_ اسرائيل ليست لديها مانع فى ان تضع ايران محتوى (ذرى ) على رؤوس الصواريخ !*
*بل سوف اذكركم ايضا بما قاله ممثل الموساد لسنوات طويله فى طهران جنرال ( يعقوف نمرودى ) 《 سوف يأتى يوم اروى ما فعلته تل افيف من اجل الشاه ! …صدقونى وقتها لن تشعروا بالمفاجأه ! و لكن سوف تصيبكم الصدمه !!!*
*٦) حينما اسقط ” آية الله الخمينى” نظام ( الطاووس ) و اسس نظام ( الفقيه ) كان لا بد ان تستند سياسته الخارجيه على امرين ..الاول : عداء كامل للولايات المتحده ! …و الثانى : رفض شامل لاسرائيل !*
*لانه بغير ذلك ستتماثل المواقف و يتشابه الرجال ! … و تصبح الثوره عباره عن تغيير لأشخاص ! و ليست تبديلا لسياسات ! ..
و لهذا لم يكن غريبا ان يكون شعار الخمينى بالاساس 《 ال.م.وت لأمريكا !* .
*٧) طوال الاربعين سنه الماضيه كان الهدف الرئيسى للولايات المتحده و اسرائيل بهذه المنطقه هو اسقاط النظام القائم بايران … فى البدايه حركوا ( صدام حسين ) و فشلوا ! … ثم راهنوا على العقوبات و اخفقوا ! .. ثم فكروا فى ضربه مباشره و تراجعوا ! … لتتحول ايران مع الوقت الى عقده مثل عقدة Gordyos ! بالاساطير الاغريقيه حيث ان محاولة فكها خطر ! و قرار تركها أخطر ..!!*
*٨) ان ايران لم تكتفى طوال تلك العقود بمراكمة قوتها و تطوير قدراتها ..و لكنها نظرت الى ما وراء الحدود ! لتؤيد و تسلح كل من كان مستعدا لمواجهة اسرائيل ..من ح 💎 الى “ح” الله … و من الحو..ثيين حتى الج.ها.د ! ..لتصبح صداعا بعقل واشنطن و تل افيف ..صداع لا علاج له ! و لا حل معه !! .*
*_ ببساطه ان موقفى من ايران يرجع الى انها تمارس الدور المصرى بالستينات و لكن بصوره اكثر وعيا و فهما ! و بطريقه اقل تهورا و اندفاعا ! … حيث الوقوف ضد السياسه الامريكه ! و ردع الغطرسه الاسرائيليه ! و محاولة ايجاد توازن قوى بمنطقة شديدة الحساسيه !!! ..و لهذا اتعجب بعد كل ذلك من سؤال 《 لماذا انت مع ايران ؟! 》 ..بكل وضوح لأن عقلى و ضميرى لا يسمحا لى ان اكون 《 على ايران !*