البيئة المجتمعية العربية فاشلة، ومصابة في أمراض الجهل والتخلف وعدم التميز بين الحق والباطل، هذه الأمة تعاني من أمراض التعصب المذهبي والديني المقيت المزمن، وسيطرة الثقافة الدينية البدوية على عقول أبناء المجتمعات العربية.
لايختلف اي انسان منصف، أن الأنظمة العربية صنيعة استعمارية، ولايختلف اي انسان عاقل، أن الغالبية الساحقة للأنظمة العربية يشتغلون مشغلين عند مشغليهم من دول الاستعمار، ولايختلف أي إنسان باحث ومنصف بالقول أن الشعوب العربية تعرضت للظلم والاضطهاد قرون طويلة من الزمان، كل الأمم حكمت العرب بالحديد والنار، وتعمدت قوى الاستعمار والاحتلال على الإمعان في إذلال العرب وانتهان كرامتهم واذلالهم، ليكونوا عبيد صاغرين اذلاء، كل هذه العوامل والظروف انتجت لنا بيئة مجتمعية جاهلة تشعر بعقدة العبودية والدونية والذل.
المتابع إلى وسائل الإعلام العربية، يجدها وسائل إعلامية تساهم في تخريب وتدمير الشعوب العربية من خلال نشر الكراهية والتطرف والتشجيع على القتل، ومن المؤسف حتى الجهات الإعلامية المعارضة للأنظمة العربية فهي أيضا فاشلة وتمتهن التعصب والتطرف وتلميع وجوه العصابات الإرهابية التكفيرية كالقاعدة وداعش والنصرة، بظل دخول الانترنت وأصبح في إمكانية أي مواطن المشاركة في طرح الراي، وكثرة الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية لكن عجزت الفئات العربية المعارضة للأنظمة العربية الفاشستية طرح بديل ثقافي وسياسي افضل من الأنظمة العربية الفاشستية.
دخول الانترنت وفر فرصة ذهبية للجميع لطرح بديل اعلامي يكون وسيلة إعلامية مستقلة، التقنيات في وسائل التواصل الاجتماعي استغلها العرب في نشر الأكاذيب والاشاعات المفبركة لخدمة المخططات الاستعمارية، في أول انتخابات عراقية بعد سقوط نظام البعث، موقع إلكتروني عراقي اسمه موقع عراقنا، نشر خبر مفبرك فبركة فلول البعث وهابي بدخول ثلاث شاحنات إيرانية إلى الكوت تحمل بطاقات مزورة، محافظ الكوت وقائد الشرطة وحرس الحدود يصرحون بكذب ذلك، ورامسفيلد يعتبر ذلك أمر صحيح، منحوه فرصة هؤلاء الأغبياء وخاصة مدير موقع عراقنا واعتقد لقبه العميدي، النتيجة رامسفيلد جاء إلى بغداد وفرض حكومة محاصصاتية.
بسبب البيئة العربية الفاشلة، فقد خسرت الشعوب العربية فرصة ذهبية بوجود الصحف الإلكتروني بنشر الوعي وطرح بديل إعلامي افضل وناجح أفضل من الإعلام الحكومي التابع للأنظمة العربية المعينة من قبل القوى العظمى الاستعمارية.
هناك حقيقة مؤلمة، أن العقلية العربية تشعر بالعبودية والذل، يعانون من تطرف مذهبي وديني يمنعهم من القدرة على التحرر من التأثير العاطفي الديني والمذهبي والقومي في التحليل السياسي الصحيح على الأحداث التي تعصف في المجتمعات العربية، الغالبية الساحقة من الكتاب العرب، ماهم سوى شراذم ضالة غبية، تتحكم بهم الطائفية والشوفينية التي تعطيهم القدرة السلبية في التحجر والتخلف وعدم امتلاك مهارة الحوار الموضوعي والكف عن أتباع أساليب الكذب والتدليس، غالبية الكتاب والصحفيين بل وحتى مشايخ الدين لدى الوهابية يعانون من نقص المعلومات، وجهل في قراءة التاريخ العربي والإسلامي، كل هذه العوامل تكون اسباب مؤثرة لفشل تحليلات الكتاب والصحفيين وممن يقدموهم مثقفين، هذه العوامل الكثيرة تكون سبب مهم في الافتقار إلى مهارة التحليل المهني مما يجعل كثيرا مما يطرحونه عبارة عن ردود أفعال انفعالية، بل ويتبعون أسلوب الكذب لخداع عامة الناس.
وسائل التواصل الإلكتروني امتلئت بالاكاذيب، على سبيل المثال، امس تم قصف حفل تخرج ضباط الكلية الحربية السورية في حمص، أنا لست مدافع عن النظام السوري، لدى النظام من يدافع عنه، ولكن بقدر كشف حقيقة السقوط الأخلاقي لدى الاعلاميين العربان وقنواتهم الفضائية، سقط ٨٩ ضحية وأكثر من ٢٣٠ جريح، من ضمن الجرحى نساء ورجال مدنيين حضروا الحفل، للاحتفال بتخرج أبنائهم، أحد الإعلاميين البارزين في قناة الجزيرة الناطقة في اسم الإرهابيين التكفيريين والتي تحاول التغطية على جرائمهم وتورطهم في تنفيذ تلك الجريمة، طرح التساؤل التالي بتطبيق إكس، تويتر سابقاً، من هي الجهة التي تقف وراء الهجوم بطائرات مسيرة على الكلية الحربية في مدينة حمص بسوريا اليوم؟.
قبل أن افتح التغريدة جزمت، أن أنصار جبهة النصرة والقاعدة وداعش سوف يقولون إيران، وفعلا وجدت غالبيتهم يكتبون ايران، المعروف يوجد أكثر من 3000 آلاف خبير عسكري و 4000 آلاف محلل معني في المراكز الإستراتيجية العالمية على منصة إكس حاليا و تويتر سابقا، العملية الإرهابية من تنفيذ جبهة النصرة والتي أصبح لديها محافظة تحت سيطرة تركيا وهي محافظة إدلب والتي تبعد مسافة ١٢٠ كم عن حمص، لكن المجاميع الارهابية لم يجرؤ على تبني هذه المجزرة، لأن الرد السوري يكون قاسي، أحد الحسابات المرتبطة بالقوى الإرهابية اسمه محمد خالد كتب( أنا واصحابي كانت تجربة اوليه لمنتجاتنا والحمدلله نجحت).
هذا اعتراف واضح من أحد المقربين للمجاميع الإرهابية انهم هم من صنعوا هذه المسيرات.
حساب آخر لارهابي في اسم مستعار يحمل الأسم التالي الرادع العثماني كتب (طبعاً روسيا).
حساب نسائي لامرأة بإسم عائشة تقول أسلمت قبل سنين، إيران ١٠٠%، أكثر من ألف معلق الكل يقول روسيا وايران والنظام في سوريا، ولم نجد ولا حساب واحد في صفحة إعلامي قناة الجزيرة قال إن جبهة النصرة تقف خلف تلك العملية، حسابات سعودية أكثر صراحة قالوا ماحدث هو انتصار إلى اهل السنة والجماعة ههههه شر البلية مايضحك، غالبية الضحايا هم ضباط ومواطنين سوريين، خليط من مختلف المذاهب والاديان، وغالية الضحايا من المذهب السني الذين قتلوا في تفجير الكلية الحربية السورية في حمص.
من ضمن التعليقات للواجهات الإرهابية هناك من اتهم حميداتي ومنهم من قال اوكرانيا هي من قصفت، ولم نجد ولا شخص قال ان من نفذ تلك الجريمة عصابات القاعدة والنصرة رغم انهم هم باليقين يقفون خلف تلك العملية، هناك معلقين مثلي يعرفون الحقيقة لكننا لم نستطيع أن نكتب ارائنا لأن قناة الجزيرة واعلاميها المسعور يقومون بحضرنا، لذلك المهم لي اتصفح ماينشر وماينشروه هؤلاء بشكل يومي، كي أتابع مايفكرون به.
لذلك ماحدث امس الأول في حمص عملية إرهابية عليها بصمات القاعدة وداعش، محاولة الفيالق الإعلامية المرتبطة بالارهاب بإلقاء التهمة على ضحايا الارهاب، هذه ليست جديدة عليهم. عشنا ذلك بالعراق القاعدة وداعش وفلول البعث تقتل والجزيرة تلقي التهمة على الضحايا الشيعة، للاسف كل من برأ التكفيرين فهو مدافع عنهم.
على العموم، البيئة العربية فاشلة تعاني من عوق وتخلف عقلي مزمن، انتج لنا فيالق اعلامية، تمتهن الكذب، لذلك كل مايطرحونه فهو طرح سطحي، بل تفاهة، اذا كان الفيلسوف الكندي ألان دونو، صاحب نظرية «نظام التفاهة» لوكس، كندا، 2016)،الف كتاب عن عصر التفاهة، فكيف يكون حالنا نحن العرب الذين احتلتنا كل الأمم و استعبدت، واذلت، ومسخت هوية العرب حتى القبلية، أكيد تكون اطروحات الإعلام العربي الحكومي والمعارض بالطرح السطحي، التفاهة باتت موجودة بقوة بميدان الإعلام والثقافة العربية، بل التفاهة دخلت حتى على الفن والرياضة، كل المهرجانات العربية الفنية لإحياء الأعياد الوطنية يغلب عليها ثقافة التفاهة والخلاعة، ومن المؤكد أن لهذه الثقافة التافهة لها شعبية تكون الأكثر وضوحا في كل مجالات الإعلام والثقافة والفن.
تحول الفضاء الاعلامي العربي الفضائي والإلكتروني وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للافترائات والكذب والمناكفات ونشر الإشاعات، وكشف أسرار مهمة للدولة بحجة التعبير عن الرأي، بل والتعمد بنشر اخبار كاذبة تخدم المصالح الاستعمارية في ابتزاز شعوب وقوى عربية وعراقية شريفة لها مواقف وطنية في رفض الذل والانبطاح.
أكاذيب ليس لها مثيل، يصعب وصفها، فهؤلاء الكذابين يتبع الكثير منهم مخابرات دولية وإقليمية لتحقيق غايات استعمارية.
بالعراق نجن شعب يعاني من صراعات قومية ومذهبية وللأسف توجد أدوات حقيرة مستعدة لخدمة مصالح الاستعمار بشكل مجاني، ويحاول هؤلاء العملاء الخونة إلقاء سبب تدمير البلد والفشل واستنزاف ميزانيات الدولة العراقية بسبب ارهابهم والمتاجرة بفروج نسائهم مثل متاجرة طارق الهاشمي بفرج صابرين الجنابي، والمتاجرة بمؤخرات رجالهم ولنا بقضية المتاجرة بمؤخرة الشيخ ابا تبارك عفيف الموصل وشريفها، يحاول هؤلاء الأراذل إلقاء سبب ارهابهم بتوزيع الاتهامات بكل بساطة على الجميع مستغلين الصمت الحكومي والشعبي، لو كنت انا في مكان أي سياسي عراقي تقلد منصب مهم، اصارح شعبي واقول لهم الحقيقة واكشف ملفات الإرهاب بالعلن واترك الشعب من ضحايا الإرهاب يتعامل مع القتلة والذباحين.
ما حدث ولا يزال يحدث من قتل وارهاب يصعب على عامة الناس معرفة الحقيقة بظل وجود فيالق إعلامي مدربة تملك مئات القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية وعشرات آلاف الحسابات الوهمية في التدريس والكذب، مضاف لذلك البيئة المجتمعية العربية الساذجة، كل هذه الأمور ساهمت في إشاعة ثقافة التفاهة.