العقل العربي حاله حال بقية العقول البشرية الموجودة لدى بقية بني البشر، وجود صفة السكون والركون هذه من صفات الأموات وليس من صفات الأحياء، بل في كل المخلوقات الغير بشرية لو رأيت شيئاً واقفاً غير متحرك يتوصلون إلى نتيجة أن هذا المخلوق يوشك على الهلاك والفناء، حتى الماء الراكد لدى الكثير من الفقهاء لا يجوز التوضؤ منه، فكيف بعقل الإنسان إذا توقف عن التفكير والنظر والاستدلال، هذا الجمود الفكري لدى عقول غالبية تاعرب، نتاج فيروس مصنع أصاب النخبة التي يعتبروها علماء وخلفاء الأمة الإسلامية، تصوروا إذا نخب الأمة من فقهاء التكفير عقولهم مصابة بفيروس فكيف يكون حالنا الأمة.
أمة العرب ولدت ميتة وإذا كان هناك ازدهار في الفلسفة وعلوم الفلك والرياضيات يعود للشيعة في حقبة الدويلات والممالك التي حكمت أمصار الدولة العباسية عندما تقاتل أبناء خلفاء بني العباس وضعفت سيطرة مركز الخلافة في بغداد، لايوجد عقل بشري يخلقه الله عز وجل جامد، يوجد تفاوت بطبيعة حفظ المعلومة، هناك من يحفظها بأول مرة، والبعض يحفظ لقراءتها مرتين والبعض ثلاثة والبعض عشرين مرة والبعض مائة مرة حتى يتمكن من حفظها.
العقل موضوع في الرأس من ضمن المخ، كبر الرأس لا يعني أن كبير الرأس يملك علم ومعرفة، رأس الثور والحمار ووحيد القرن اكبر من رأس الإنسان مرات عديدة، لكن الإنسان يكفي انه يروض البقر والحمير لخدمته وأكل لحومها، في مصر تم اعتقال قصابين يذبحون الحمير وبيع لحمها بالأسواق وقيل إن الكباب المصنوع من لحم الحمير يفتح شهية الكثير من العرب وليس كلهم لربما وجود تشابه جيني في العقول، الشعوب العربية لو توفرت إلى أبنائهم الحرية ووجود حكام عادلين بين شعوبهم، لابدع الكثير منهم في كل مجالات الحياة، غلبت على الثقافة العربية ثقافة البداوة التي تقف ضد العمران والتحضر، ويمتاز غالبية العرب في لحظات الغضب لديهم روح الثأر والانتقام من أبناء جلدتهم بشكل خاص، أما أمام الأمم الأخرى فهم منبطحون ولله الحمد، الانتقام بالعقلية البدوية يستهدف الأبرياء وليس فاعل الجرم الحقيقي، ولا أحد على وجه الأرض باستطاعته أن ينهي اي شخص أو طائفة أو مكون أو ديانة من الوجود، لذلك الضغينة والحقد والغضب والعزة بالنفس، لم ولن تبني شعوب متعلمة متطورة تعيش في رفاهية وسلام، وكثيرا ما يؤدي القتل إلى قتل مماثل له حتى ولو كان المقتول قد قتل قصاصا وانتقاما، وتبقى الأحقاد والكراهية متواترة من جيل إلى جيل.
ذات مرة كنت في مجلس يضم أصدقاء من مختلف المذاهب والقوميات، بعض العرب تكلموا نكات على الاكراد، كان معنا صديق كوردي قال اكو معرض لبيع العقول، توجد عقول معروضة للبيع، العقل الياباني في مائة دولار، العقل الصيني والروسي والاوروبي كلها اسعار رخيصة، ويوجد في المعرض في جامخانه عقل عربي المشكلة سعره في عشرة آلاف دولار، أحد المشترين تعجب قال لصاحب المعرض عقل الياباني في مائة دولار تعال فهمني ليش عقل العربي سعره في عشرة آلاف دولار، كان جواب صاحب المعرض للمشتري أنت تشتري عقل اصلا ما مشتغل ولا ماشي ولا كيلو متر، بعده بالباكيت، ههههه جميع من كان حاضراً ضحكوا.
كتب بعض الكتاب العرب يتم تقديمهم مفكرين منهم مفكر مغربي يكنى في الجابري، يقول عقول العرب لو قورنت مع عقول الأمم الاخرى نجد العقل العربي جامد، لذلك ومن خلال تجربتنا العملية الحياتية وجدنا عقول العرب تتعامل مع الأحداث بشكل عاطفي ساذج على خلاف عقول الأمم في الغرب و العجم والفرس والصينيين والهنود، هؤلاء يتعاملون بشكل موضوعي وعملي، لذلك نجد فجوة كبيرة بين تفكير العقل العربي السياسي والديني وبين عقول الأعاجم السياسي والديني، العربي يفهم الشريعة وفق عقلية بدوية متخلفة، والسياسي العربي مستعد للتعاون مع قوى الاستعمار ليبقوه حاكم على رقاب الشعوب العربية، يسرق ثرواتهم ويسلمها لقوى الاستعمار ويبقي شعبه يعيش الفقر والجوع والتخلف والعبودية والذل.
عقول ساسة الأعاجم تستند على دراسة اخطاء الماضي والاستفادة منها لعدم تكرار الأخطاء مرة اخرى، المشكلة لدى العرب ليست في رجال الدين وإنما بالساسة والملوك والرؤساء والامراء، وليست القضية أن رجل الدين العربي لايدرس الرياضيات والفلسفة، وإنما الحاكم العربي معين من قبل دول الاستعمار، من يتحمل الوضع المزري الملوك والرؤساء والقادة وليس رجال الدين مثل مايدعي بعض السفهاء من فيالق اعلام الدول العربية الفاشستية.
نعم المدارس الإسلامية السنية أوقفت باب الاجتهاد وتم منع باب الاجتهاد في فهم الشريعة، بينما المدرسة الإسلامية لمذهب ال البيت ع المتمثلة في المدرسة الشيعية الجعفرية لازال باب الاجتهاد مفتوح ولدينا مرجعيات دينية واعية تنور العقول و اجتهد الفقهاء والمراجع والباحثين في البحث والعمل على مواكبة العلم والمعرفة وتكامل ذلك مع الشريعة الإسلامية، بينما المدرسة السنية وبالذات الوهابية لازالت تعتمد على رأي السّابقين من مشايخ متخلفين عاشوا وهلكوا قبل قرون من الزمان أمثال فتاوى إمام المفخخين أحمد بن تيمية الحوراني، وابن القيم وبقية أئمة السنة عاشوا في مراحل بعيدة عمّا وصلت إليه الحضارة البشريّة من تطوّر لافت على مختلف الأصعدة اليوم، على عكس المدرسة الشيعية ابقوا باب الاجتهاد مفتوح بل إن الشيعة لديهم رأي، بعدم تقليد الميت ابتداءا، لكن يمكن الاسترشاد برأي المراجع والفقراء الميتون في الأبحاث الفقهية.
إن العرب هم من جلبوا الى أنفسهم هذه التسمية جمود العقل العربي، لذلك في ظل جمود العقلية العربية و تحجرها و عيشها على التاريخ و امجاد الماضي ، فمن غير المعقول اننا وصلنا الى القرن ال٢١ و ما زال الناس يتغنون بامجادهم و متخلفين في حاضرهم ، و اكثر من ذلك انتشار القبلية و الطائفية و التفرقة بين عناصر المجتمع و فئاته ، فيجب علينا الالتزام و الاقتداء برسولنا الكريم الذي قال (لا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى) ولكن للاسف فنحن نردد هذه المقولة ولا نطبقها فتأخر الانسان العربي اليوم يجب ان يدرس من قبل قيادات الدول و السعي لمحو الجوانب السلبية في الامة ، و للارتقاء في هذه الأمة الى مصاف الدول المتقدمة و المتحضرة.
الشعوب العربية ضحية للاستبداد السياسي والظلم والاضطهاد والقتل، وقيام الأنظمة المرتبطة في دول الاستعمار في فرض ما يريده الحاكم وعلى المشايخ الترويج لما يريده ولي الأمر وإن كان خائن وفاسد وفاسق، غالبية الشعوب العربية تعيش في حالة مرعبة من الجمود الفكري، عندما نتحاور مع أتباع الفكر البدوي الوهابي والبعثي تجد منبع فكرهم مريض نفسيا وأصحاب عقول جامدة وعقيمة، لايجيدون لغة الحوار، أن تحاورت معهم يحاولون الهرب والقفز بالزانة يمينا يسارا، تتحدث معهم عن موضوع واذا بهم يقفزون للحديث عن موضوع آخر، هؤلاء بجهلهم وغبائهم يسعون لفرض فكرهم المتخلف والجامد والذي يعود للعصر الجاهلي، يريدون فرضه على الجميع بالترهيب تارة، وبالترغيب تارة أخرى، وفي استخدام المفخخات وفتاوى التكفير وفي كل الأحوال هؤلاء لديهم فيروس أصاب عقولهم واصبحوا معاقين، ولا يمكن لاصحاب العقول البدوية المتخلفة التفكير مثل بقية شعوب العالم، لايمكن لهؤلاء التفكير خارج ما اعتادوا عليه ابدا، يصفون القدسية على أشخاص عاشوا وماتوا قبل قرون طويلة من الزمان بل حتى شيخهم ابن باز يقول أن الأرض ليست كروية يوميا أذهب اصلي في المسجد وأعود إلى بيتي لم أشاهد اي تغيير على الأرض.
الجمود المسيطر على العقل العربي سبب هذا التأخر والبقاء في مؤخرة العالم، أمة تخشى النقد، تخشى التحديث، وضد كل شيء، أمة تعيش في القرون المنصرمة بعقول متحجرة ولا تتقبل أي تجديد، فقط تريد البقاء على ترهات العصور السالفة، الجمود والسكون والركون كلها صفات الميت، وإذا كان هناك مجد إلى الحضارة الإسلامية في الفلسفة والطب والكيمياء يعود إلى مدرسة اصحاب الصفا الفلسفية الشيعية عندما كانت بغداد عاصمة الخلافة ضعيفة في النصف الثاني من القرن الثالث والقرن الرابع والخامس الهجري، وعندما عادت القوة إلى بغداد قام الخليفة في القضاء على مدارس الفلسفة والطب والهندسة، وإن كانت الامة الإسلامية في قمة النشاط العقلي، يعود الفضل لضعف سلطة الخليفة العباسي ونشوء الدويلات والمماليك المستقلة والتي حكمها الشيعة الفاطميون والزيدية والجعفرية حيث ساهم علماؤها في وضع وإيجاد العلوم المختلفة.