ثقافيةعراقية

الحد من العنف الاسري

بقلم : د. عبير القطان

العنف الاسري لا يعد ظاهرة ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ وانما هي الحرب الناعمة احد فنون القتال ، لتدمير القيم والمبادئ الاسلامية والدخول في عالم التبرج والفسق والعصيان الغربي وارجاعك الى زمن الجاهلية قبل الإسلام..

في مجتمعنا توجد حالات وليس ظاهره وعليه من الممكن معالجة تلك الحالات بنشر الثقافة الاسلامية لكلا الجنسين والوقوف على النقاط المهمة ومعالجتها من قبل متخصصين في هذا المجال..

فالاسلام حفظ كرامة المرأة ولم يمنعها من المشاركة في كافة المجالات بقيد المحافظة على الحدود الشرعية التي تكفل لها حريتها وكرامتها…

وبقدر التزامك بتلك الحدود وعدم مخالفة المعبود ،تتمتعي بالحرية الحقيقية وكنتِ الأقوى…

فالحرية المطلقة ضرب من ضروب الجهل والفوضى التي يثيرها الهوى والشهوة والتي تؤدي بدورها الى الاضطهاد ومن ثم العنف لكلا الجنسين..

وقد دعا الإسلام إلى تربية النفس على الخوف من الله تعالى, لانه باعث على العمل والثقة بالنفس والطمأنينة والسكون وعليه فان الابتعاد عن القيم والمبادئ الاسلامية وتعاليمة القيمة سيؤدي حتما الى حدوث حالات وحالات من العنف ومن ثم الى ظاهره يصعب معالجتها ومن ثم تدخل الاعلام الغربي ليسن لنا القوانين المخالفة لاحكام الشريعة بحجة القضاء على ظاهرة العنف …

الاعلام الغربي استطاع ان ينفذ الى عقول شبابنا ليثير الفوضى والاضطهاد في الاسرة الاسلامية الرصينة وتفكيكها من خلال مايطرحه من برامج على مواقع التواصل الاجتماعي (مستر اكاديمي) للقضاء على القيم والمبادئ التي تفتقدها شعوب الغرب المنحرفه وبعد ان حقق مراده جاء مدعيا معالجة هذه الفوضى بقوانين هي بذاتها فوضى واضطهاد

وعليه يلزمنا تقوية الايمان بالله وغرز القيم والمبادئ الحقة بعدة اساليب منها:

1-التدبّر في القرآن

فهو يتضمّن المبادئ العالية لتربية الإنسان وارتباطه بالله، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

2-مخالفة الأهواء ومحاسبة النفس

لكلّ إنسان أهواؤه المتعلقة بالمال، الأكل والشرب، الجاه والمركز… والهدف النهائي الذي يطمح إليه المؤمن هو إلغاء هذه الأهواء، والتطهر منها تطهيرا كاملا

والمهم هو إضعاف تأثير هذه الأهواء على السلوك، وإحكام السيطرة عليها، وهذا ما ينتج من مجموعة عوامل، أهمها مخالفة الهوى، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)

3-ممارسة الشعائر الإسلامية

فهي غذاء المؤمن الذي ينمي فيه قوة الإيمان، ومن مصاديقها: الصلاة، الصوم، الإنفاق، الحج ،الحضور الى مجالس الذكر قال تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)

4-الزهد بالدنيا وعدم الخضوع للشهوات

يشير أمير المؤمنين عليه السلام إلى هذا المعنى قائلاً: “مَنْ أيقن اَنَّهُ يُفَارِقُ الأحباب وَيَسْكُنُ التُّرَابَ وَيُوَاجِهُ الْحِسَابَ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا خَلَّفَ، ويَفْتَقِرُ إلى مَا قَدَّمَ كَانَ حَرِيّاً بِقَصْرِ الأمل وَطُولِ الْعَمَلِ”

ويقول سلمان المحمّدي: “ثَلاَثٌ أعجبتني حَتَّى أضحكتني: مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلِبُهُ، وَغَافِلٌ لَيْسَ بَمَغْفُول عَنْهُ، وَضَاحِكٌ بملء فِيهِ، لاَ يَدْرِي أساخط رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ أم رَاضٍ عَنْهُ”

وهناك اساليب اخرى على المرشدين والتربويين اتباعها للنهوض بالمجتمع ومنها:

1-عقد المؤتمرات والندوات واقامة الورش والقاء المحاضرات التثقيفية والتنموية لارشاد الشباب وغرز القيم والمبادئ الاسلامية الحقة

2-ان تشمل المناهج التعليمية الاكاديمية وبالخصوص الناشئة منهم عل كتب خاصة بالاخلاق والتعاليم الاسلامية لتترسخ في عقولهم مما يقلل من استلهام قيم الغرب الفاسده فامتلاء العقل الباطن بقيم ومبادئ معينة يصعب بعدها اخراج تلك القيم منه

3-تعليق البوسترات على جدران المؤسسات التعليمية وغير التعليمية والتي تتضمن التعاليم الاسلامية وبالخصوص ماتبين فيه حقوق كلا الجنسين وكيفية التعامل مع الاطفال ،وتوزيع البروشورات بشكل دوري وإن كان في كل شهر واستخدام الستيكرات في كل مناسبة تقيمها المؤسسه والتي يكتب عليها حديث عن المعصوم بخصوص الكيان الاسري وحقوقه والتزاماته

واخيرا اسأل الله لي ولكم ان يعيننا على هذه الحرب الناعمة وان نكون ذا حكمة وتعقل لبناء اسرة اسلامية رصينة يرضاها الرب الجليل بعيدة عن قوانين التفكك الاسري التي نادا بها الغرب تحت مسميات اخرى كقانون العنف الاسري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى