ثقافية

مجتمــــع  ” باربي” 

بقلم: أ. عيســى جرادي (مربّ وكاتب صحفي جزائري ، من أسرة جريدة البلاد [سابقا].)

هل نقبل الذوبان  في ” حمض” حضارة متوحشة .. تدفع البشرية برمتها للانتحار و التلاشي ؟ أم نواجه و نقاوم .. بقناعة أن وجودنا في خطر.. إن تسنى لهذه الحضارة بشحنتها التدميرية أن تنفجر في وجوهنا يوما ما .. لتحيلها أشلاء .. أو تشوه ملامحنا  الإنسانية بأٌقل تقدير .. فنفقد سمتنا .. و قد نتحول إلى ” همج ” بأنياب و مخالب تقنية و علمية لا حدود لسطوتها؟

هذا سؤال .. لا تشكل الإجابة عنه خيارا .. بل حتمية حياتية و حضارية .. لا نملك الكثير من الوقت للتعامل معها .. إن لم نسارع لاستدراك ما فاتنا باعتبارنا أمة ذات دين .. هو الملاذ الوحيد .. قبل أن يحل الخراب الكبير .

ها هنا .. مسرب ثقافي خطر .. يتدفق عبره طوفان من المفردات التافهة لحضارة عبثية .. لتصبغ يومياتنا بألوان كثيفة من ضلالات إبليس .. التي تكاد تحيط بنا من كل جانب .. رياضة و سينما و إعلام و انترنت و سياسة و تربية و  اقتصاد و غيرها .

لاشك أنكم  قد قرأتم أو سمعتم عن ” باربي ” .. التي تحولت من مجرد دمية بلاستيكية .. إلى فيلم حقق إيرادا خياليا في ثلاثة أسابيع من عرضه بلغ مليار دولار .. فهل القصة لا تعدو مجرد فيلم للفرجة  و التسلية .. أم إنه رسالة تحمل في طياتها .. تدميرنا من الداخل .. عبر الأسرة و الفرد .

هكذا هي “باربي”  .. كانت دمية و أضحت اليوم فيلما .. و غدا تخلص واقعا لا يجري تمثيله بل عيشه .. ليقال إنها الحياة بمطلق الحرية .. حيث لا حدود و لا حواجز .. بل انفلات و انسلاخ من أي قيمة اجتماعية و تربوية  و ثقافية.

قصة الفيلم باختصار .. هي لفتاة تعيش على هواها .. لا تؤمن بعائلة و لا أب وصي و لا أم راعية .. هي نموذج ترويجي لإنسان ” الفاحشة ” المنفلت من كل قيد أخلاقي .. كما يراد له أن يتجلى و يسود .. أو بتعبير أحدهم فيلم ”  يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرةً بشعةً مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطوّر الذاتي للفرد لاسيّما للمرأة”.

جميل أن تسارع دول عربية و إسلامية إلى حظر عرضه و منها الجزائر .. في مواجهة دعاة الانفتاح على الخلاعة و المثلية و تفكيك عرى الأسرة  .. ممن يرفعون شعارات الحرية و الإبداع  و الحداثة .. و أجمل من هذا أن ندرك نحن المسلمين  أننا بمثابة جدار الصد الأخير الذي يرد هجمات إبليس .. قبل أن ينهار هذا الجدار  .. ليجرف سيل الطوفان ما بقي من أثارة وعي و خير و عفاف و سلام .. في عالم يترنح آيلا للسقوط .

 

المصدر : جميعة العلماء المسلمين الجزائريين الصفحة الرسمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى